تقع مدينة #سالزبورغ العريقة على الحدود الشمالية لجبال #الألب، وهي رابع أكبر مدينة نمساوية، ومسقط رأس الموسيقار الشهير #موزارت، حيث البيت الذي ولد فيه لا زال قائماً كمتحف يرتاده الزوار من كل مكان في العالم، وخاصة المواطنين الخليجيين الذين يشكلون النسبة الأكبر من زوار المدينة على مدار العام.
هذه المدينة التي تتربع بين الجبال الخضراء في النمسا، والسهول الشاسعة، والبحيرات الوافرة، تقدم تجربة فريدة لزيارة المدن الأوروبية العريقة التي تحمل السائح إلى معالم القرون الوسطى الماثلة في البنايات والشوارع، والحدائق، والتماثيل، والقصور المبنية على إرث من القصص الملكية، والابداع، والفن، والتكنولوجيا.
يقسم نهر سالزبورغ المدينة إلى قسمين، واحد يضم الجزء القديم الذي يعود إلى مئات السنين، وإلى جانبه الملامح الحداثة التي أضيفت بعد توسع المدينة، وبدء استقبالها للسياحة الصيفية والشتوية على حد سواء، وآخر يضم أهم معالم المدينة، حيث البيت الذي ولد فيه الموسيقار الشهير موزارت، والمتحف، والسوق القديم الذي يعود تأسيسه إلى 600 سنة مضت، والطريق الممتد إلى القلعة ليطل الزوار على المدينة بالكامل.
وتعتبر الضفة اليسرى من نهر سالزبورغ هي الأقدم حيث كانت المستوطنات الرومانية قائمة في الماضي تقطنها بكثافة، وقد تركت وراءها قيمة تاريخية لهذا الجزء تتجلى في المباني، والشوارع، والتماثيل المنتشرة في كل مكان بهذا القسم من المدينة.
هذا النهر الممتد لثماني كيلومترات، يصل جزئي مدينة سالزبورغ بجسر “القفول”، حيث جرت العادة أن يقوم كل زائر للمدينة بوضع “قفل” يكتب عليه ما يريده، ويعلقه على الحبال الحديدية التي تمتد على جانبي الجسر.
وتعد سالزبورغ من المدن الرائدة عالمياً من حيث الطراز المعماري الفريد، وتشتهر بتاريخها الموسيقي العريق، وكانت موقعاً لتصوير الفيلم الهوليوودي الشهير “صوت الموسيقى” عام 1959، وفيها يقع جبل Mönchsberg حيث القلعة القديمة التي يمكن رؤيتها من على بعد أميال، بالإضافة إلى جبل كابوتشين “Capuchin Mountain” وهو مكان رائع يتيح منظراً بانورامياً للمدينة كلها.
وما يمنح المدينة عمقاً تاريخياً عالمياً، هو ولادة الموسيقي العالمي الشهير فولفغانغ اماديوس موزارت على أرضها يوم 27 يناير 1756، وما زال المبنى الذي عاشت عائلة موزارت في طابقه الثالث لستة وعشرين عاماً، بين 1747-1773، ماثلاً للعيان في شارع “Getreidegasse”، حيث دشنت مؤسسة موزارت الدولية أول متحف في مسقط رأس الموسيقار في 15 يونيو 1880، وأصبحت وجهة ثقافية لآلاف الزوار من مختلف أنحاء العالم.
ويقوم الزوار عادة بجولة سريعة بين غرف متحف موزارت، التي تحتوي على أدوات ووثائق وتذكارات تاريخية، بالإضافة إلى معظم اللوحات التي رسمت خلال حياته، بما في ذلك اللوحة الزيتية التي لم تكتمل “موزارت على البيانو”، وقد رسمها لموزارت صهره، جوزيف لانج في عام 1789.
ويضم المتحف المعروضات الشهيرة، مثل كمان موزارت خلال الطفولة، وعلبة المفاتيح، و”نوتات” قيثارية، وصور، ورسائل من عائلة موزارت.