يقترب الرئيس دونالد ترامب من أن يصبح ثالث رئيس أميركي يواجه احتمالات العزل في الكونغرس، غير أنّه أبعد عن السقوط وعن خسارة منصبه مما كان يتوقع معارضوه قبل أسابيع قليلة…وقبل أقل من 11 شهرا تفصل عن الانتخابات الرئاسية المرتقبة في أواخر 2020، يبدو الملياردير الجمهوري مستعداً ومتسلحاً باستراتيجية دفاع شرسة جداً وبارقام اقتصادية جيدة..وتعدّ الاتهامات الموجهة إلى الرئيس الأميركي ال45 جسيمة، إذ تشير إلى أنّه أساء استخدام السلطة وعرقل عمل الكونغرس… ويلام ترامب على أنّه مارس ضغطا مباشرا على أوكرانيا لكي تحقق في ملف مرتبط بجو بايدن الذي قد يرشحه الحزب الديموقراطي لمواجهته في 2020.غير أنّ المعادلة السياسية تشي بأنّ ترامب يوشك على تجاوز هذه العقبة من دون أضرار.فشبح التباطؤ الاقتصادي الذي كان يحوم فوق الولايات المتحدة قبل بضعة أشهر، ابتعد، برغم أنّ النمو يتباطأ منذ بداية العام.وتبدو أرقام سوق العمل جيدة.وجاءت الأرقام الأخيرة التي نشرت الجمعة مثيرة: خلق 266 ألف فرصة عمل في تشرين الثاني/نوفمبر، وهو رقم يتجاوز بكثير توقعات الاقتصاديين.كما يعدّ مستوى البطالة الذي وصل إلى 3,5% الأدنى منذ 1969.وبحسب استطلاع للرأي اجراه مركز “غالوب”، فإنّ 55% من الأشخاص المستطلعة آراؤهم يعتبرون أنّ الوضع الاقتصادي في الولايات المتحدة “ممتاز” أو “جيّد”.وثمة توافق في الآراء راسخ ضمن الطبقة السياسية الأميركية، حول أنّ أرقام الاقتصاد الجيّدة لا بد أن تأتي بولاية ثانية لنزيل البيت الأبيض….وهل ستصح هذه القاعدة على دونالد ترامب الذي يعدّ غير مألوف على كل المقاييس؟ لا أحد يعرف، ولكنها توحّد حتى الآن الجمهوريين خلفه.وبانتظار معرفة ذلك، فإنّ أسئلة عدة لا تزال أجوبتها مجهولة، يتقدمّها السؤال حول ختام الحرب التجارية القائمة مع الصين.