نشرت مجلة التايم الأمريكية تقريرا حول انخفاض معدلات الجريمة في الولايات المتحدة عقب إغلاق المدن الأمريكية.
ففي شيكاغو التي تعد من أكثر المدن الأمريكية عنفا، انخفضت الجريمة بنسبة 42% خلال الأسبوع الذي أغلقت فيه المدينة للآن.
وقد طال ذلك بالتحديد عمليات تداول المخدرات. فيبدو أن الأمريكيين بدأوا توجيه أموالهم إلى شراء وتكديس المواد الغذائية والأدوية، بدلا من شراء المخدرات، وهو ما أدى إلى تقليل الطلب على المخدرات.
والسبب الآخر هو حظر التجوال الذي صعب على تجار المخدرات الحركة على عكس ما كان متاحا لهم سابقا، وهو ما يعني أن عرض المخدرات أيضا قد انخفض.
وقد لاحظت وزارات الداخلية عبر أنحاء العالم حدوث انخفاض ملحوظ في معدلات الجريمة منذ إعلان كورونا جائحة عامة، إلا أن الانخفاض قد جرى على الجرائم التي تحدث في المجال العام، من شوارع وبنوك وغيرها.
أما في أمريكا اللاتينية، فقد أنقضت أيضا معدلات الجريمة إلى مستويات غير مسبوقة، فمثلا هبطت معدلات القتل في السلفادور إلى جثتين يوميا، وذلك مقارنة بحوالي 600 جثة في وقت مماثل من العام الماضي.
وفي بيرو، انخفضت معدلات الجريمة بنسبة 84% وهي نسبة غير مسبوقة. حيث يؤكد عامل المشرحة البيروفي راؤل غونزاليس أنه اعتاد على تلقي نحو 15 جثة يوميا في المشرحة، أما هذه الأيام فهو يقضي أغلب وقته داخل المشرحة بلا عمل، وهو أمر لم يعتده من قبل.
ويؤكد بيكي سيلي، وهو الوزير المختص بالشرطة في جنوب أفريقيا، حدوث انخفاض غير مسبوق في معدلات الجريمة خلال الأسبوع المنصرم من إغلاق المدن، حيث انخفضت حالات الاعتداء الجسيم من 2,673 إلى 456 فقط، كما انخفض عدد القتلى من 326 إلى 94 فقط، بل وانخفضت أيضا حوادث الاغتصاب من 700 إلى 101، ما يؤكد أن الانخفاض في معدلات الجريمة قد حدث بسبب كورونا هو أن أعداد الجرائم ومعدلاتها كانت تسير على نفس الوتيرة التي لها كما في العالم الماضي خلال شهري فبراير ومارس، وذلك حتى شهدت انخفاضا ملحوظا بنسبة تزيد عن 40% عقب قرارات إغلاق المدن بسبب كورونا.
ويقول الشرطي جو جياكلون من نيويورك: “المجرم ينتظر الضحية حتى يخرج من البيت، فإن لم تخرج الضحايا من منازلها، تضيع على المجرم فرصة اقتراف الجريمة.”
وبعض التقارير الأخرى تشير إلى أن بعض أفراد الشرطة أنفسهم لم يعودوا يهتمون بتتبع الجرائم العادية بقدر اهتمامهم بتنفيذ حظر التجول، مع الحرص على الابتعاد الشخصي عن الآخرين، وهو ما جعلهم يقللون من نسب التعامل مع الجريمة وإصدار تقارير بالجرائم، بل توقف بعضهم عن إلقاء القبض على بعض المجرمين الذين يشكون في احتمال إصابتهم بالفيروس.
ويؤكد رئيس شرطة سان خوسيه بكاليفورنيا إيدي غارسيا، إن استمرار إغلاق المدن يمكن أن يؤدي إلى ظهور أنواع جديدة من الجرائم. لكننا لا نعلم عنها شيئا للآن.