ابتكر باحثون في الولايات المتحدة برنامجا تقنيا يمكن أن يرصد مصدر الإصابة بفيروس كورنا المستجد، ما يمكن أن يساعد العاملين في القطاع الصحي في اتخاذ القرارات الصحيحية في التعامل مع تفشي المرض الناتج عنه.
والبرنامج الذي يسمى Nextstrain يحدد مصدر وقوع الإصابة، أي ما إذا كانت الإصابة تمت في منطقة معينة أم انتقلت من منطقة أخرى.
هذا الأمر يمكن أن يساعد في اتخاذ قرارات بفرض قيود على السفر، أو إغلاق مدارس أو فرض إجراءات حجر صحي، أي تركيز الموارد بشكل فعال للتعامل مع تفشي المرض.
وتعتمد التقنية على “التحليل الجيني” لأصل الفيروس، فخلال تفشيه في منطقة معينة، يحدث تغييرات للشفرة الجينية تشير إلى مناطق جغرافية مر فيها، ومن ثم يمكن إنشاء خريطة توضح أماكن هذه الطفرات في كل مكان يمر منه الفيروس حول العالم.
وقال جيمس هادفيلد الذي يعمل على هذا البرنامج: “إننا نعتمد على وجود هذه الطفرات الوراثية التي تحدث بشكل طبيعي لإعداد صورة عن انتشار الفيروس”.
يتم تحديد خريطة الفيروس بطريقة تشبه شجرة العائلة، وبهذه الطريقة تبدأ “شجرة” كورونا المستجد من مدينة ووهان الصينية ثم تتفرع من هناك، وبمقارنة الشفرات الجينية لعينات من الحالات الجديدة، بحالات أخرى موجودة في قاعدة البيانات يمكن تحديد مصدر الفيروس.
وقد استطاع باحثون تحديد هذه التسلسل الجيني لثماني حالات في كاليفورنيا، وتبين أن ستا منها على الأقل كانت مختلفة عن بعضها البعض ما يعني أنها جاءت من الخارج عبر السفر إلى الولايات المتحدة ولم يتم انتقال العدوى محليا.
وعلى العكس من ذلك، فإنه بتحليل حالتين الأول تم أخذ عينة منها في منتصف يناير والأخرى في أواخر فبراير وكلاهما من مقاطعة بالقرب من مدينة سياتل بولاية واشنطن، تبين أن الشفرات الجينية متشابهة لها، ما يرجح حدوث انتقال عدوى محلية.
تريفور بيدفورد، أحد مطوري البرنامج قال إنه في تلك الفترة بين الحالة الأولى والثانية حدث على الأرجح حالات انتقال للعدوى في المقاطعة، وقدر عدد المصابين بالفيروس في منطقة سياتل بحوالي 600 شخص.