قالت أستاذة الأمراض المعدية في جامعة جورج واشنطن، هانا أكسلرود، في مقابلة صحفية “للأسف لا يوجد لدينا بعد أي دواء ثبتت فعاليته ضد الفيروس”، مضيفة أن “هذا الفيروس والوباء لا يزال جديدا، فهو ظهر ربما في نوفمبر أو ديسمبر من العام الماضي بحسب علمنا، وعلى الرغم من وجود سباق لاكتشاف علاج جديد ولاختبار إن كانت الأدوية المتوفرة فعالة ضده، ليس لدينا حتى الآن دواء معين فعال وما تقوم به مراكز أدوية الآن هو المشاركة في اختبارات سريرية لدراسة الدواء المحتمل”.
وبدأت الولايات المتحدة بالفعل إجراء تجارب على أول لقاح ضد الفيروس الذي أصبح أسرع الأوبئة انتقالا مع تسجيل حالات إصابة في 145 بلدا ومنطقة.
وفي 16 مارس، تلقى 45 متطوعا بين 18 و55 عاما، في مدينة سياتل بولاية واشنطن جرعات من اللقاح التجريبي على أن تجري دراسة الآثار الجانبية للجرعات وتأثيرها على جسم الإنسان من خلال اختبار عينات الدم.
ويهدف اللقاح إلى أن يصبح الإنسان قادرا على إنتاج بروتينات غير مؤذية تقوم بتحفيز الجهاز المناعي عند اكتشافها بروتينات خارجية، بحيث ينتج الجهاز المناعي أجساما مضادة تهاجم البروتينات الغريبة. وكانت تجارب اللقاح على فئران قد أثبتت أنه يزيد من نشاط الجهاز المناعي في الجسم.
وقالت أكسلرود “هناك عقار واحد على الأقل مضاد للفيروسات يعتبر واعدا، وهو ما زال تحت الاختبار لأننا لا نعرف بالضبط مدى فاعليته، سنحدد إذا كان يعمل ضد كورونا المستجد، وإذا كان يجعل أعراض الفيروس أقل حدة، وسوف نستخدم العقار لمساعدة الأشخاص الأكثر عرضة للخطر أو الذين تظهر لديهم أعراض حادة”.
العقار الذي تتحدث عنه أكسلرود، هو ريمديزفير (Remdesivir)، الذي صنعته شركة جلعاد للعلوم في إطار جهود محاربة إيبولا لكن ثبت أنه غير فعال في مقاومته، لكن تبين أن له نشاط فعال ضد فيروسات مختلفة لذلك يعتبر “مرشحا واعدا” ضد كورونا المستجد.
وأردفت أن “هناك أملا في دراسات واختبارات سريرية ونماذج حيوانية أن ريمديزفير سيكون فعالا ضد كوفيد-19 لكننا لن نعرف بالتأكيد إلى حين انتهاء الاختبارات”.
وأظهرت نتائج مبكرة واعدة في معالجة بعض مرضى كوفيد-19 في الصين، وفقا للأطباء، والشركة تمضي قدما في التجارب السريرية النهائية في آسيا والمعروفة بـ”المرحلة 3″. كذلك استخدم لمعالجة مريض أميركي واحد على الأقل حتى الآن.
ويطرأ تغيير على ريمديزفير داخل جسم الإنسان ليصبح مشابها لواحدة من أربع كتل للحمض النووي تسمى نوكليوتيدات. وعندما تنسخ الفيروسات نفسها، تقوم بذلك “بسرعة وبشكل عشوائي”، ما يعني أنها قد تدمج هذا اللقاح في بنيتها علما أن الخلايا البشرية التي تكون أكثر سرعة، لا ترتكب الخطأ نفسه. وإذا اندمج الفيروس مع اللقاح، فإن الدواء يضيف تحولات يمكن أن تقضي على الفيروس.
أكسلرود أوضحت أن مع أي دواء جديد، إلى جانب اكتشافه من الضروري أن تكون هناك قدرة على إنتاجه بكميات كبيرة ثم توزيعه على الأشخاص الذين سيحتاجون إليه في الولايات المتحدة وعبر العالم، للوضع وباء عالمي وأي اكتشاف جديد يجب تشاركه بين الدول.
وأضافت أن “الوقت الذي سيحتاجه تطوير دواء واختباره للتأكد من سلامته وفعاليته، سيتبعه وقت لإنتاج كميات كبيرة منه، لذلك نأمل في إبطاء انتشار الوباء لكي يكسب العلماء والأطباء وقتا من أجل إجراء كل هذه الخطوات لإيصال الدواء إلى الأشخاص الذين قد يصابون بكورونا في المستقبل”.
حقائق عن لقاح كورونا الجديد
وفي السياق ذاته، كتب رئيس تحرير مجلة “ساينس” إتش. هولدن ثورب “يجب أن يكون للقاح أساس علمي أساسي. يجب أن يكون قابلا للتصنيع. يجب أن يكون آمنا. قد يستغرق هذا الأمر عاما ونصف العام أو أكثر من ذلك بكثير”.
وأضاف “المسؤولون في قطاع صناعة الأدوية يملكون كل المحفزات للتوصل إلى لقاح بسرعة، فهم سيبيعونه في النهاية، لكنهم يعرفون أيضا أنه لا يمكنهم خرق قوانين الطبيعة لإنتاجه”.
وتمول الولايات المتحدة العديد من شركات صناعة الأدوية من خلال وزارة الصحة والمعاهد الوطنية للصحة.
كذلك يساعد الائتلاف من أجل ابتكارات التأهب للأوبئة، وهي منظمة عالمية مقرها في أوسلو على تمويل عدد من الشركات ومعظمها من الشركاء الأصغر حجما الذين يفتقرون للقدرة على الإنتاج بكميات ضخمة. وقد وفر حتى الآن حوالي 24 مليون دولار.