مكة المكرمة – مبارك الدوسري
وسط الأجواء الروحانية التي تملأ أرجاء الحرم المكي الشريف، وبين جموع الطائفين والمعتمرين، تتجلى أسمى صور العطاء الإنساني من خلال جهود جمعية الكشافة العربية السعودية، التي لا تقتصر مهامها على التنظيم فحسب، بل تمتد لتشمل الدعم الإنساني والتطوعي بكل معانيه.
يدٌ حانية تعيد الابتسامة لطفلة تائهة
بينما كان القائد الكشفي سلطان الخالدي يشرف على تنظيم الطائفين في صحن المطاف، لفت انتباهه وجه طفلة يكسوه الحزن والقلق وسط الحشود، لم يتردد لحظة في الاقتراب منها والحديث معها بلطف ليكتشف أنها فقدت والدتها أثناء الطواف، وبهدوء وطمأنينة، جلس بجانبها، محاولًا تهدئتها، وسألها إن كانت تتذكر رقم هاتف والدتها، ولحسن الحظ، كانت الطفلة تحفظه عن ظهر قلب، فسارع القائد الخالدي بالاتصال بها، ولم تمضِ لحظات حتى أجابت الأم، يملؤها القلق والخوف، ليطمئنها القائد ويوجهها إلى موقعه، وما هي إلا دقائق حتى عادت الطفلة إلى حضن والدتها، التي غلبتها دموع الفرح والامتنان، وبكلمات صادقة، شكرت القائد وأفراد الكشافة على دورهم الإنساني العظيم، مؤكدة أن وجودهم في الحرم يمنح المعتمرين والزوار شعوراً بالأمان والراحة.
إنقاذ حاج من أزمة صحية وسط الزحام
وفي موقف آخر يعكس اليقظة والمسؤولية، كان الكشاف عبدالله مليح العتيبي يؤدي مهامه بين الطائفين عندما لاحظ رجلاً بدأ عليه الإعياء، يتباطأ في مشيته، ويبدو أنه يعاني من مشكلة صحية. بادر عبدالله بالاقتراب منه وسؤاله عن حاله، ليكتشف أن الرجل يعاني من ارتفاع في نسبة السكر في الدم، بعد أن نسي أخذ حقنته اليومية، فلم يتردد عبدالله لحظة، حيث سارع إلى استدعاء طبيب الطوارئ الموجود في الحرم، الذي حضر على الفور وقدّم الإسعافات الأولية اللازمة، ثم رافقه عبدالله إلى العيادة الطبية القريبة لاستكمال الرعاية، وبعد استقرار حالته، ابتسم الرجل شاكراً، وعاد ليكمل مناسكه براحة وأمان، بينما كان الكشاف عبدالله يراقبه بعين الاطمئنان، مستشعراً فرحة أداء واجبه الإنساني.
الكشافة.. نموذج مضيء في خدمة المعتمرين
هذه المواقف ليست سوى نماذج بسيطة من الجهود العظيمة التي تبذلها جمعية الكشافة العربية السعودية في الحرم المكي، حيث يجسد أعضاؤها أسمى معاني العطاء والتفاني، فمن التوجيه والتنظيم، إلى المساعدة والإسعاف، تظل أياديهم ممتدة لكل من يحتاج، لترسم بذلك صورة مشرقة للعمل التطوعي الذي لا حدود له، في أطهر بقاع الأرض.