احتفى الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي، الدكتور يوسف بن أحمد العثيمين، اليوم بمنتسبات الأمانة العامة للمنظمة من مختلف الدول الأعضاء بالمنظمة، وذلك تزامنا مع يوم المرأة العالمي، وأعرب خلال استقباله لهن عن تقديره لإسهامهن في عمل المنظمة، وإيمانه بقدراتهن في العطاء والأداء بجانب أشقائهن الرجال.
وقال الأمين العام في تصريحات له بهذه المناسبة، إن هذه الخطوة تأتي تشجيعا ودعما لحث العاملات في المنظمة على تقديم المزيد وإثبات أنفسهن في أماكن العمل بوصفهن مكّونا أساسيا في تنمية العالم الإسلامي وازدهاره. وأضاف أن المنظمة تولي أهمية كبيرة لدور المرأة وتطوير وضعها سواء داخل الأمانة العامة أو في أماكن تواجدها في الدول الأعضاء.
وأشاد العثيمين بالدول الأعضاء التي حققت العديد من الإنجازات في مجال تنمية وتمكين المرأة، إذ حصلت على مناصب قيادية عليا في دول مثل بنغلاديش وباكستان، بالإضافة إلى نسبة عالية من التمثيل في البرلمانات والحكومات. كما قطعت المرأة في العالم الإسلامي شوطا طويلا في المجالات العلمية والطبية والأدبية والرياضية وغيرها وحصدت الجوائز المحلية والدولية، وحققت كذلك قفزات نوعية في الحصول على حقوقها في دول، مثل المملكة العربية السعودية ــ دولة المقر، التي خطت بقيادة خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبد العزيز، وولي العهد صاحب السمو الملكي، الأمير محمد بن سلمان ــ حفظهما الله ــ خطوات كبيرة في مجال تمكين المرأة، حيث تم تغيير العديد من الأنظمة فيها من أجل فسح مكانة أكبر للمرأة في الحركة والعمل والمشاركة في صنع القرار وتلبية أهداف التنمية، وفقا لرؤية 2030.
وعلى الصعيد الداخلي، قامت الأمانة العامة بتوظيف المرأة في مناصب قيادية، فضلا عن زيادة أعدادهن في مختلف الإدارات والتخصصات ليتضاعف عدد السيدات العاملات في المنظمة نحو ثلاث مرات في السنوات الثلاث الأخيرة، ليصل إلى أكثر من 30 آنسة وسيدة، فضلا عن العاملات في مكاتب المنظمة والمؤسسات التابعة لها.
وتشرك الأمانة العامة أيضا النساء في عملية اتخاذ القرارات والمشاركة في المؤتمرات والاجتماعات والمهمات الرسمية وفرص التدريب، بجانب حرصها على الاحتفال بيوم المرأة العالمي لتأكيد الاحتفاء بإنجازات المرأة والعمل على النهوض بوضعها ضمن العمل على مبدأ المساواة في الحقوق والفرص والمعاملة.
وعمدت المنظمة إلى وضع إطار دوري للنهوض بالمرأة عبر عقد مؤتمر وزاري قطاعي يسعى لزيادة دورها وتمكينها في الدول الأعضاء منذ عام 2006، حيث تم عقد سبع دورات حتى اليوم جرى فيها اتخاذ عدد من القرارات المهمة لصالح المرأة والدفاع عن حقوقها، فيما تستعد المنظمة لعقد الدورة الثامنة في نهاية عام 2020 في العاصمة المصرية، القاهرة.
وأوضح الأمين العام أن المنظمة وضعت بالفعل خطة عمل المنظمة للنهوض بالمرأة (أوباو)، والتي تسعى من خلالها إلى كفالة تمثيل مشاركة المرأة في صنع القرار، وتوفير فرص متساوية لجميع النساء والفتيات في الحصول على التعليم الجيد في كل المستويات.
وأشار إلى أن السعي الآن جار نحو إنشاء منظمة تنمية المرأة، كهيئة متخصصة تعنى بالنهوض بالمرأة، ومقرها في القاهرة، بالإضافة إلى إنشاء لجنة استشارية للمرأة لمنظمة التعاون الإسلامي كآلية تتولى مهاماً استشارية وتقترح توصيات تتعلق بالسياسات الخاصة بقضايا تمكين المرأة والنهوض بها في إطار المؤتمر الوزاري حول دور المرأة في التنمية في الدول الأعضاء.
وأكد العثيمين أن المنظمة، ومن أجل تحفيز المرأة وتشجيعها على مختلف القطاعات، حرصت على إطلاق جائزة منظمة التعاون الإسلامي لإنجازات المرأة بهدف تكريم النساء اللاتي يقمن بجهود مميزة ولها تأثير كبير في مجال تمكين المرأة في الدول الأعضاء.