يتناول حوالي 91٪ من الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 65 عامًا وصفة طبية واحدة على الأقل ، بينما يستخدم 41٪ منهم خمسة أو أكثر – وهو ما يسميه الأطباء بالبوليمرية- تعدد استخدام الأدوية وهي عادة تظهر عند كبار السن بعد 65- والتي تزيد خطر الآثار الجانبية أو التفاعلات وكثيرا ما يكون أحد الأطباء غير مدرك لما وصفه الآخرون للمريض نفسه.
مما جاء كإلهام للدكتورة إلينا شبيل في لوحتها “فسيفساء الوصف الطبية ” بينما كانت تخفف من كمية الحبوب ومنها حبوب منع الحمل من بين وصفات كبار السن للحد من الأدوية المتعددة. ويرتفع خطر الآثار الجانبية أو التفاعلات مع زيادة عدد الأقراص.
اعتقدت بنات كلير دينين البالغة من العمر 89 عامًا أن الخرف المتفاقم كان سبب اضطراب طريقة تفكيرها وتشوشها المتزايد ، لكن طبيبها اشتبه في شيء آخر.
وحين طلب منهن طبيب الشيخوخة في جامعة كاليفورنيا بسان فرانسيسكو الدكتور بي تشين تجميع الأدوية في منزل والدتهن عدن اليه بعدد كبير من الحبوب والكبسولات . كان هناك 28 عقارًا تم وصفها لها من قبل العديد من الأطباء لعلاج أمراض مختلفة ، ووصفتين لنفس الدواء بجرعات مختلفة من صيدليات مختلفة، بالإضافة إلى أدوية بدون وصفة طبية. أمضى الدكتور تشين عامًا في تحديد أي منها كان مهما وضروريا للمرأة المسنة وألغى العشرات.
وبعدها فوجئت بناتها بأنها أصبحت أفضل ، وقادرة على تذكر المزيد من الأشياء وتحديد ما ترغب في أن ترتديه. وأخبر الدكتور تشين بناتها أن أعراضها كانت بسبب “ضبابية الدواء” ، وليس لأن الخرف يزداد سوءًا.
مبينا أنه لسوء الحظ هذا الأمر يحدث بشكل متكرر.
ويؤكد الدكتور مايكل شتاينمان ، طبيب أمراض الشيخوخة في UCSF والذي قام مؤخرًا بتحديث قائمة جمعية أمراض الشيخوخة الأمريكية للأدوية التي يحتمل أن تكون غير مناسبة لكبار السن والتي من المحتمل أن تحاكي الخرف أو تزيد الأعراض سوءًا: “من السهل جدًا تفويت الآثار الجانبية للأدوية لأنها قد تختبيء خلف الأعراض الأخرى”.
وشدد شتاينمان على أن كلمة “من المحتمل” هي الكلمة الأساسية – فقد لا تشكل العقاقير المدرجة في القائمة دائمًا مشكلة ، ويجب ألا يتوقف أي شخص عن استخدام أي دواء دون استشارة الطبيب أولاً لأن ذلك قد يؤدي إلى ضرر جسيم.
لكنه يؤكد أن هناك بعض الأدوية لا يوجد لديها سبب قوي لاستخدامها وقد تزيد مخاطرها على فوائدها لكبار السن غالبًا .