جدة- صالح الخزمري
وقع القاص والإعلامي “بخيت طالع الزهراني”، كتابه (العصفور الحافي) في جناح دار ريادة للنشر والتوزيع، بمعرض جدة الدولي للكتاب 2024، الكتاب يقع في 306 صفحات من القطع المتوسط، وجاء كسيرة ذاتية أو سيرة حياة
وقد استعرض المؤلف في كتابه أهم محطاته الحياتية، بدءًا بمرحله الطفولة والشباب في الباب الأول، أما البابين الثاني والثالث فقد خصصهما لمرحلة عمله في التعليم، ثم مرحلة تجربته مع العمل الإعلامي.
وعبر المؤلف عن شكره وتقديره لكل الأصدقاء الذين دعموا كتابه بالمشورة، خلال فترة اعداده للكتاب والتي استمرت لمدة عامين، وقال: إن كتب السيرة تعتبر أحد أجناس العمل الأدبي السردي، الذي يغوص في تلافيف التجارب الإنسانية، التي يتم من خلالها استخلاص بعض التجارب الناجحة، والمواقف الحياتية الموحية.
وقد بدأ المؤلف كتابه من خلال مرحله طفولته وشبابه في القرية حيث كانت ولادته وخلال المرحلتين الدراسيتين الابتدائية والمتوسطة، ثم بعد ذلك انتقاله إلى جدة لمواصلة الدراسة بالمرحلة الثانوية من خلال معهد إعداد المعلمين الثانوي.
وقال طالع إن كتب السيرة الذاتية تعتبر بمثابة كنز رائع للاستفادة من تجارب كتابها من المؤلفين والشخصيات التي كتبت، وتعتبر أيضا جانبًا توثيقيًا لمراحل زمنية معينة، ومعرفه الصعوبات التي واجهها الكتاب المؤلفون وكيف تغلبوا عليها، وما هي الاستفادة التي يمكن أن تكون ثمرة تجربة حياة ذات قيمة للقارئ، من كل موقف.
وبدأت في الفترة الأخيرة الاهتمامات تتزايد بهذا الجنس الأدبي وهذا النوع من الكتب، وخصصت بعض دور النشر مساحات كبيرة لها، وأصبح من الطبيعي وجود كتب لسيرة المشاهير وغيرهم في المكتبات، وفي دور النشر وفي معارض الكتب.
وفي كتب السيرة الحياتية يكون هناك رغبه للكاتب أو المؤلف لأن يقول شيئا عن نفسه وعن البيئة التي نشأ فيها وعما لاقاه في حياته من أحداث، وربما يريد أن يؤشر على مفاصل معينة ووقائع محددة من حياته، ويرغب في أن يطلع الآخرين عليها، وهذا سبب آخر من أسباب كتابه السيرة الذاتية.
وحاول المؤلف أن يسترجع من خلال ذاكرته الفردية تفاصيل منعرجات من حياته بشكل مكثف، ووجد أن هناك ربطًا بين ذكرياته الواقعية وتخيلاتها في محاوله منه لسد ما هو ناشئ من فراغات، في سد حياته المسترجعة، ومن ثم فإن النقاد يؤكدون على أن الإبداع في رواية السيرة الذاتية يقوم على المزج بين حمولة الذاكرة الفردية من الواقع وبين عنصر الخيال أو التخييل.
ويذهب بعض النقاد إلى أن الذاكرة الواقعية المعتمدة على مزج الخيال بالحقيقة هي الأرض الخصبة، التي تنبت فيها السيرة الذاتية بسلاسة لتكون قادرة على نقل تجربة صاحبها إلى الآخرين ولتشد انتباه القارئ، إما ليتعاطف معها أو ينفر منها، والسيرة الذاتية الفنية بشكل أو بآخر هي التي يصوغها صاحبها في صوره مترابطة على أساس من الوحدة والاتساق في البناء والروح، وفي أسلوب أدبي قادر على أن ينقل إلى المتلقي محتوى وافيا كاملا، عن تاريخه الشخصي على نحو موجز حافل بالتجارب والخبرات المنوعة الخصبة.
وقد حاول المؤلف أن يعتمد الأسلوب الأدبي في كتابته، حيث اعتمد على جمال العرض وحسن التقسيم وعذوبة العبارة وحلاوة النص الأدبي، وبث الحياة والحركة في تفاصيل كتابه، وفي تصوير الوقائع والشخصيات، وفيما يتمثله في حواره مع كل ذلك، مستعينا ببعض عناصر من الخيال لربط أجزاء عمله، حتى تبدو ترجمته الذاتية في صورة متماسكة محكمة، على ألا يسترسل مع التخييل والتصور حتى لا ينصرف جوهر السيرة الذاتية.