نجح مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث في إجراء أول عملية زراعة كبد روبوتية بالكامل من متبرع حي باستخدام الفص الأيسر على مستوى العالم، لمريضتين في العقد الثالث والخامس من العمر تعاني إحداهما من التهاب الكبد المناعي الذاتي والأخرى من تليف المرارة الأولي، ليحقق بذلك إنجازًا طبيًا عالميًا جديدًا يعيد الأمل لعدد أكبر من المرضى الذين يصنفون غير مؤهلين للزراعة في السابق، بسبب تحديات تشريحية أو طبية، حيث عاد الأمل لهم وذلك بفضل تقنيات الجراحة الروبوتية، التي تعزز مستوى الدقة في الجراحة، وتقلل فترة التعافي، وتخفض معدل المضاعفات. وأظهر الإجراء الطبي المبتكر، الذي نُفذ بقيادة الرئيس التنفيذي لمركز التميز لزراعة الأعضاء البروفسور ديتر برورينج، تحسنًا كبيرًا في تدفق الدم وتقليل الإجهاد على كل من المريضتين والمتبرعين، بفضل الدقة العالية للنظام الروبوتي، التي مكنت الفريق الطبي من تحقيق رؤية جراحية أكثر وضوحًا. وسجلت الحالتان فقدانًا طفيفًا للدم، بالإضافة إلى إقامة قصيرة في وحدة العناية المركزة استمرت ما بين يومين وأربعة أيام، ما يسلط الضوء على أهمية الإنجاز الطبي في تحسين إجراءات ونتائج زراعة الأعضاء، مما يفتح آفاقًا جديدة لعلاج المرضى بشكل أكثر أمانًا وكفاءة. وكانت عمليات زراعة الكبد باستخدام الروبوت تقتصر على استخدام الفص الأيمن فقط، حيث كانت القيود التشريحية والموانع الطبية تحول دون إمكانية استخدام الفص الأيسر، إلا أن هذا الإجراء الطبي المبتكر المتمثل في استخدام الروبوت لزراعة الفص الأيسر، يمهد الطريق لعلاج حالات معقدة كانت مستبعدة سابقًا من الزراعة.