صدرت عن مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية الطبعة الثالثة من كتاب (علم الاكتناه العربي) للدكتور قاسم السامرائي، وهو يُعد من أهم الكتب المؤلّفة في تقعيد الأصول النظرية لفن تحقيق النصوص، وتكمن أهمية هذا الكتاب في أنه دراسة علمية تأصيلية لم تُطرق في كتاب عربي أو أجنبي بهذا المعنى الشامل الجديد؛ إذ هو خلاصة خبرات المؤلف على مدار سنوات طويلة في عوالم التدريس والبحث والتأليف والتحقيق، جاب فيها الحواضر العربية والأوربية، واستفاد فيها من الدراسات السابقة عليه من كتب عربية وأخرى أوربية، و(علم الاكتناه) هو علم دراسة الكتاب المخطوط أو صناعته، ودراسة أصول الخط العربي، وإرساء قواعد فن تحقيق النصوص، وأصول الفهرسة، بما في ذلك: صناعة الأحبار، وفن النِّساخة، والتجليد، والتذهيب، وصناعة الرقوق والجلود والكاغد، وما يتبع ذلك من فنون مثل: حجم الكراسة، ونظام الترقيم، والتعقيبات، والسماعات، والقراءات، والإجازات، والمقابلات، وتقييدات التملُّك، وتقييدات الوقف، وما يظهر في نهاية المخطوطة من اسم المؤلف، واسم الناسخ، ومكان وتاريخ النسخ، وما إلى ذلك.
وقد دأب مركز الملك فيصل منذ تأسيسه عام 1403هـ/ 1983م على العناية بالتراث العربي والإسلامي، والتعريف بنفائس المخطوطات الفريدة والنادرة من خلال التعاون مع نُخبةٍ من أفاضل المؤلفين والمحقِّقين المتمرِّسين والباحثين الجادِّين ضمن التقاليد العلمية الراسخة في مسارات التأليف والتحقيق والترجمة، حتى أصبحت منشوراتُ المركز من المراجع التراثية والتاريخية المهمة التي يحرص على اقتنائها نخبةُ المتخصصين والمهتمين، ويتطلّع إلى الإسهام فيها خيرةُ الباحثين والمحقِّقين، ويقدم المركز بهذه الطبعة من هذا الكتاب المهم إضافة نوعية إلى المكتبة العربية في فن تحقيق النصوص، ليكون دليلاً يستدل به المفهرسون والمحققون.