وجه الأمير فيصل بن بندر بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض رسالة للإعلام والمجتمع ومؤسساته بضرورة دعم هؤلاء الموهوبين.
وقال سموه عقب تتويجه مساء امس الطلاب الفائزين والفائزات في التصفيات النهائية للأولمبياد الوطني للإبداع العلمي “إبداع 2020″، في الحفل الختامي الذي أقيم بجامعة الملك سعود، بحضور وزير التعليم الدكتور حمد آل الشيخ، قال أعظم شيء أن يكون هذا الإنسان المبدع الموهوب زبدة هذا الوطن، وأن يُحتوى ويٌؤخذ بيده إلى المستقبل من أجهزة الدولة ومن الآباء والأمهات، وهذه الفرحة يجب الا تزول وأن تستمر معنا إلى النهاية إن كما عودنا سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وسمو ولي عهده الأمين، وأنا حقيقة في مكان كله إبداع سواء في الحفل والمناسبة والفائزين الفائزات، الكل مبدع اليوم، والإخراج والرعاية الكريمة من مؤسسة الملك عبد العزيز ورجاله للموهبة والإبداع “موهبة” التي وصلت إلى هذا المستوى الرائع خلال هذا الوقت القصير، ووزارة التعليم أبدعت وتبدع كل عام في كل أمر يهم هذا الوطن”.
وقال سموه لاشك أن إدارة مؤسسة الملك عبد العزيز ورجاله للموهبة والإبداع “موهبة” وعلى رأسها الدكتور سعود المتحمي، أوجدوا هذا القطاع بشكل واضح وأنجزوا إنجاز رائعا وتباروا في هذا المجال بمسابقات لأبنائنا، الذين نفخر بهم جميعا ونتمنى أن يكونوا سواعد للوطن، وسيكونون كذلك بإذن الله في المستقبل القريب، وهم في هذا اليوم أفرحونا حقيقة بهذه النوعية الرائعة جدا والمتميزة، وأشكر لمعالي وزير التعليم دوره في هذا المجال، وأشكر الجامعات والجهات المسؤولة والمدارس والمشرفين والقائمين عليها، على هذه الأعمال الوطنية الرائعة.
ووجه سموه أمير الرياض رسالة أبوية إلى أبنائه الطلاب والطالبات الذين شاركوا في الأولمبياد قائلا:” أنا فخور أن أكون بينهم في هذا اليوم وحظيت بهذه الكوكبة الرائعة جدا من الأبناء والبنات الذين شرفونا وأوجدوا لهذا الوطن مكانة وموقعا وبصمة رائعة في العالم تحدوا بها أمثالهم”.
وطالبهم سموه بضرورة المحافظة على هذا المستوى وأن يتطوروا أكثر وأكثر: مضيفا :” لمحت في عيونهم ووجوههم الفرحة التي يجب أن تستمر وتكون دافعا لهم للمستقبل، لعطاء أكثر وعمل أجود ومستقبل مشرق أمام الجميع إن شاء الله”.
من جانبه وجه وزير التعليم الدكتور حمد آل الشيخ رسالة أبوية لأبنائه وبناته الموهوبين والموهوبات، مشيراً إليهم بركيزة الوطن الاستثنائي في نهضته ورقيه، والرقم الأصعب الذي ارتهن إلى المعرفة مدخلاً للتطور، واستثمر رأس ماله الفكري، وصنع منه جسراً لبلوغ المواقع المتقدمة على الخارطة العالمية بين أقرانه في المعرفة.
وقال الدكتور آل الشيخ: “حين يولي الوطن، بدءاً من قائد مسيرته خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وسمو ولي عهده الأمين -حفظهما الله- التعليم وأبناءهما من الطلاب والطالبات كل عناية ودعم وتشجيع، فإن ذلك يمثل امتداداً قويماً لنهج خطه الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبد الرحمن -طيب الله ثراه- في العناية بالعلم وتشجيعه ونشره، ورعاية النابهين، ومدهم بكل عون ممكن”.
وأبان آل الشيخ أن رؤية المملكة 2030 جاءت مؤكدة في أهداف استراتيجية المستوى الثالث من برنامج تعزيز الشخصية الوطنية على توفير فرص التعليم للجميع في بيئة تعليمية مناسبة، ورفع جودة مخرجاته، وتشجيع الابتكار، والعناية بالموهوبين، حتى تنافس المملكة دولياً في إنتاج المعرفة وتوليدها واستثمارها، مؤكدا أن وزارة التعليم ستسعى خلال الفترة المقبلة بالتعاون مع مؤسسات الوطن الرائدة إلى تحقيق متطلبات الرؤية المتصلة بالتعليم؛ لبناء جيل المستقبل الذي يواكب مستجدات العصر ومتطلباته، ويتواءم مع احتياجات التنمية وسوق العمل محلياً وعالمياً، ويمتلك مهارات القرن الحادي والعشرين؛ ليواجه تحدياته، ويدعم الثورة الصناعية الرابعة.
وأضاف آل الشيخ أن الوطن يذخر بالعقول المبدعة التي تحتاج إلى رعاية ودعم وتشجيع، حتى تبتكر وتعرض ابتكارها على الآخرين، مبيناً أن الوزارة وبدعم مستمر من القيادة الرشيدة عملت ومازالت تعمل على إعداد طلاب موهوبين ونابغين ينتمون لوطنهم، ويسهمون في بناء الحضارة الإنسانية وخدمة البشرية، بابتكاراتهم وابداعاتهم، مسايراً لرؤية وطنية طموحة نحو التميز والرقي في تطوير التعليم، عبر شتى مراحله ومختلف مناهجه، وكافة مساراته، مشيرا إلى الشراكة بين وزارة التعليم ومؤسسة “موهبة” لخدمة الموهوبين والموهوبات، كفكرة قابلة للازدهار بمجتمع الموهبة والإبداع في الوطن، ودعم اقتصاده المعرفي، وتوفير بيئة جاذبة ومحفزة للإبداع، على نحو ما يجسده الأولمبياد الوطني للإبداع العلمي “إبداع 2020″ الذي تنظمه الوزارة و”موهبة” في كل عام، ويضم نخبة من أبناء الوطن، لتفاجئنا كل دورة بمشروعات إبداعية، تعكس ثراء الوطن من رأس المال البشري، القادر على التألق والتميز بما يمتلكه من الشغف إلى العلوم، وترسخه في مدارك طلاب وطالبات وطننا العزيز.
واكد الامين العام لمؤسسة الملك عبد العزيز ورجاله للموهبة والإبداع “موهبة” الدكتور سعود المتحمي إن الموهوبين ثروة وطنية، تتميز بقدرات وخصائص وحاجات معرفية ونفسية واجتماعية خاصة، وهم بحاجة إلى منظومة متكاملة من الاكتشاف والرعاية خلال مراحل نموهم المختلفة، لتعزيز تطورهم إلى أقصى حد تسمح به إمكاناتهم، وضمان مساهمتهم الفاعلة في التنمية والاقتصاد الوطني، موضحا أن نموذج عمل موهبة يقوم على الاكتشاف ثم الرعاية التوجيه وبعدها الأثر والاستثمار، وفق أحدث الأساليب العلمية التي جعلت من موهبة مرجعا دوليا في الموهبة والابداع.
وقال المتحمي إن هذا النموذج لاكتشاف ورعاية الموهوبين تحقق من خلال البرنامج الوطني للكشف عن الموهوبين الذي بدأ عام 2011 بالشراكة مع وزارة التعليم والمركز الوطني للقياس، وتم خلاله حتى الآن اكتشاف أكثر من 120 ألف موهوب وموهوبة، ورعاية أكثر من 60 ألف طالب وطالبة رعاية مكثفة، وإلحاق أكثر من 1000 طالب وطالبة في أفضل جامعات العالم، وتأهيل أكثر من 30 ألف معلم ومعلمة، ومد جسور الشراكة مع ما يزيد على 8 آلاف مدرسة، مشيرا أن موهبة مؤسسة وطنية بإطلالة عالمية عبر تميزها الحدود، ليس فقط بنقل تجاربها للآخرين لخدمة الإنسانية، وإنما بتشجيع موهوبي العالم على الإبداع والابتكار والعطاء، بتقديمها جوائز دولية خاصة كل عام في مسابقة آيسيف للعلوم والهندسة حيث قدمت حتى الآن 79 جائزة لـ 97 طالبا من 20 دولة، مشددا على أن ثقة الدولة ومؤسساتها في موهبة وثقة المجتمع في تميز برامجها ومبادراتها، ألهمها تعزيز حضور المملكة على خارطة العالم المعرفية، وتمكين شباب العالم، وهي الثقة الغالية التي تجسدت تكليفا وتشريفا من الدولة لموهبة لتنظيم ملتقى علمي عن رعاية الموهوبين في باريس في أكتوبر الماضي، ضمن برنامج دعم انتخاب المملكة في عضوية المجلس التنفيذي لليونسكو، تم في ختامه توقيع اتفاقية مع اليونسكو أصبحت بموجبها موهبة مركزا للتميز لدعم وتمكين رعاية الموهوبين حول العالم، ما يتيح لها ولطلابها التأثير على العالم والإسهام في تغييره للأفضل، خصوصا مع توالي طلبات الدول للاستفادة من الخبرات الواسعة لموهبة، وهو ما عزز جهودنا لنقل التجربة السعودية في مجال الموهبة والابداع للبشرية، وسلط الضوء على إسهامات المملكة وموهوبيها في مواجهة التحديات العالمية، ومتطلبات التنمية المستدامة من أجل صناعات إبداعية داعمة للاقتصاد العالمي.
وقال المتحمي أن القيادة الرشيدة تطمح لشعبها في غد أفضل، وكان دعمها لمؤسسة موهبة دافعا لتسابق الزمن ولا تقبل بغير المركز الأول، ولن يكون أخر صور هذا الدعم الكريم صدور موافقة المقام السامي على تنظيم موهبة المؤتمر العالمي للموهبة والإبداع، الذي يعقد دورياً كل سنتين، وستكون انطلاقته الأولى خلال مؤتمر قمة الدول العشرين المقبل في الرياض لتلهم المملكة العالم، من خلال مناقشة أحدث المستجدات والتوجهات المستقبلية والتحديات في مجال الموهبة والإبداع، لتبقى المملكة مرجعاً وسندا لكل من يسعى للارتقاء بأدائه في مجال الموهبة والإبداع، مشيرا إلى أن موهبة في سعيها لبناء منظومة وطنية من الموهوبين والمبدعين تنسجم وتتناغم مع “رؤية المملكة 2030” وتدعم التحول إلى مجتمع مبدع تكون له الصدارة في العالم، فإنها تعمل وفق منهجية علمية وخطة استراتيجية خماسية، دخلت الثالثة منها حيز التنفيذ في 2019 بالتركيز على التميز في الخدمات وتمكين الموهبة والإبداع كونهما الرافد الأساسي للبشرية وضرورة لبناء المجتمع الحيوي في الوطن الطموح، وبما يسهم في تحقيق مستهدفات الرؤية ويتلاءم مع برامجها المختلفة، ويراعي احتياجات الموهوب والمجتمع ومتطلبات التنمية.
وأعرب المتحمي عن تطلع موهبة لتعزيز شراكاتها مع المؤسسات الوطنية الرائدة من هيئات وشركات ومؤسسات وجامعات ومراكز بحثية ومدارس، وأملها في دعم هذه الجهات لبرامجها التي تمثل أولوية وطنية لتعزيز رصيد المملكة من راس المال الفكري، والاستثمار في أفكار وإبداعات وابتكارات شباب وشابات الوطن الذين يشقون طريقهم نحو القمة بحماس كبير وهمة مثل جبل طويق لا تلين كما قال سمو ولي العهد، مدفوعين في ذلك بتشجيع من القيادة الرشيدة -يحفظها الله – لترتقي المملكة مجداً عالياً فوق هام السحب بقيادتها وأبنائها وإنجازاتها.
ثم كرم أمير الرياض 18 طالبة و 9 طلاب، حصدوا جوائز الأولمبياد الذي تنظمه “موهبة” بالتعاون مع وزارة التعليم سنويا.