أدى المصلون اليوم صلاة عيد الأضحى المبارك في المسجد الحرام، وفي المسجد النبوي، وفي مختلف أنحاء المملكة العربية السعودية، وسط أجواء آمنة مطمئنة مفعمة بالخشوع لله سبحانه وتعالى في هذا اليوم الفضيل.
ففي مكة المكرمة أدى المصلون صلاة عيد الأضحى في المسجد الحرام وسط أجواء روحانية وإيمانية.
وأمّ المصلين فضيلة إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور ياسر بن راشد الدوسري الذي أوصى في خطبته المسلمين بتقوى اللهِ؛ فإنهَا أقوَى وأولى وأعدلُ، وهي خيرُ اللباسِ في الوجودِ وأجملُ، فما أحسنهَا منْ زينةٍ لمنْ كانَ يعملُ، وهي الذخرُ يومَ القيامةِ والزادُ المؤملُ.
وخاطب ضيوفَ الرحمنِ، في خطبة عيد الأضحى المبارك بالقول: حُجَّاجَ بيتِ اللهِ الحرامِ، هنيئاً لكم يا مَنْ لبيتُم النداءَ، فأتيتُم مِنْ كلِّ فجٍّ عميقٍ، وفارقتُم الأهلَ والأوطانَ شوقاً إلى البيتِ العتيقِ، وأداءً لركنٍ من أركان الإسلامِ، وشَعيرةٍ منْ شعائرِهِ العِظامِ، مرددينَ بلسانِ الحالِ والمقالِ: لبيكَ اللهم لبيكَ.
وأضاف: لقد منَّ اللهُ عليكُم بالوقوفِ على صعيدِ عرفة، والمبيتِ بمزدلفةَ، والإفاضةِ إلى منى، وها نحنُ نرفلُ وإياكُم في هذا اليومِ العظيمِ؛ الذي عظَّمَهُ ربٌّ كريمٌ، فرفعَ قَدرَهُ، وأَبانَ فَضلَهُ، وشَرَّف ذِكرَهُ، وسمَّاهُ يومَ الحجِ الأكبر؛ لأن الحُجَّاجَ يؤدونَ فيه مُعظمَ مَناسكِ الحجِّ، مِن رمْي للجمراتِ ونحرٍ وحلقٍ وطوافٍ وسعي، فعَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ قُرْطٍ قالَ: قالَ رسولُ الله صلى اللهُ عليه وسلَّمَ: «إِنَّ أَعْظَمَ الْأَيَّامِ عِنْدَ اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى يَوْمُ النَّحْرِ، ثُمَّ يَوْمُ الْقَرِّ». وجعلَ اللهُ هذا اليومَ عيداً للمسلمينَ، فهنيئاً لكُم يا حُجَّاجَ بيتِ اللهِ الحرامِ، وهنيئاً لأمةِ الإسلامِ في هذا اليومِ الأَغرِ، بحلولِ عيدِ الأضحى المباركِ، أعادَهُ اللهُ علينَا وعليكُم وعلى المسلمينَ باليُمنِ والخيرِ والبركاتِ، فتقبلَّ اللهُ حجَّكُم، وشَكَرَ سَعيكُم، وأعطاكُم سُؤلَكُم، وأتمَّ لكُم نُسكَكُم.
ودعا الدكتور الدوسري حجَّاجَ بيتِ اللهِ الحَرامِ، بالزوم المبيتَ بمنىً أيامَ التشريقِ، والإكثار فيها مِنْ ذكرِ اللهِ وتكبيرِهِ امتثالاً لأمرِ الله تعالى، واتباع سنة الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام، واقتفاءً أثر السلف الصالح.
وأوضح إمام و خطيب المسجد الحرام أن مِنْ عِظاتِ هذا الموسمِ ودَلالاتِهِ، وأجلِّ مَقاصدِهِ وتجلياتِهِ أنهُ تأصيلٌ للتوحيدِ وتخليصٌ للقلوبِ والأفعالِ والأقوالِ مِنْ كلِّ شائبةٍ للشـركِ والتنديدِ، ولذلكَ كانَ أولُ شعارِ الحجِّ هو التلبية.
وأردف: ومِنْ عِظاتِ الحجِّ ومقاصدِهِ: تجديدُ العهدِ بهَدي النبيِّ صلى اللهُ عليه وسلمَ تعظيماً وتقديماً واقتداءً، وتحقيقاً للأصلِ الثاني مِنَ الشهادتين، فعن جابرٍ رضي الله عنهما قال: رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَرْمِي عَلَى رَاحِلَتِهِ يَوْمَ النَّحْرِ، وَيَقُولُ: «لِتَأْخُذُوا مَنَاسِكَكُمْ، فَإِنِّي لَا أَدْرِي لَعَلِّي لَا أَحُجُّ بَعْدَ حَجَّتِي هَذِهِ»، فالحجُّ موسمٌ للاتباعِ، وتجفيفٌ لمنابعِ الإحداثِ والغلُو والابتداعِ؛ فقدْ أنزلَ اللهُ تعالى في يومِ عرفة: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا}.
وواصل فضيلته يقول : ومِنْ عظاتِ الحجِّ ومقاصدِهِ: تجديدُ العهدِ بأركانِ الإسلامِ؛ فعنْ أبي أُمَامَةَ قال: سَمِعْتَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَخْطُبُ فِي حَجَّةِ الوَدَاعِ فَقَالَ: «اتَّقُوا اللَّهَ رَبَّكُمْ، وَصَلُّوا خَمْسَكُمْ، وَصُومُوا شَهْرَكُمْ، وَأَدُّوا زَكَاةَ أَمْوَالِكُمْ، وَأَطِيعُوا ذَا أَمْرِكُمْ تَدْخُلُوا جَنَّةَ رَبِّكُمْ».
ومضى يقول فبدأَ صلى اللهُ عليه وسلم بالتقوى التي تتجلَّى في الحجِّ قولاً وعملاً، ثم ثنَّى بعمودِ الدينِ؛ فمِنْ مقاصدِ الحجِّ إقامةُ الصلاةِ، وقدْ قالَ إبراهيمُ عليه السلامُ حين تركَ أهلَهُ عندَ البيتِ: {رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلَاةَ}، ثم ذكرَ الصيامَ، وعلاقتهُ بالحجِّ ظاهرةٌ؛ فأحدُ الخياراتِ في الفديةِ الصيامُ، وعَدْلُ جزاءِ الصيدِ الصيامُ، وبَديلُ الهدي الصيامُ، ومَنْ لم يقفْ بعرفة شاركَ أهلَ الموقفِ بالصيامِ، وأما الزكاةُ؛ فإنَّ الحجَّ دورةٌ للبذلِ والعطاءِ، ومدرسةٌ للصدقةِ والسخاءِ، فهو ساحةٌ لاجتماع الأغنياءِ والفقراءِ، فيُواسَى الفقيرُ، ويُعان مَنِ انقطعَ بهِ السبيل، وتُقضـى حوائجُ السائلينَ، ثمَّ ذكرَ حقَّ ولاةِ الأمرِ، فقالَ: «وَأَطِيعُوا ذَا أَمْرِكُمْ تَدْخُلُوا جَنَّةَ رَبِّكُمْ»، ففي الأركانِ الأولى تحقيقٌ للمصالحِ الدينيةِ، وفي الوصيةِ الثانيةِ تحقيقٌ للمصالحِ الدنيويةِ، وبينهما تكاملٌ وتلازمٌ وتلاحمٌ.
وأبان أن مِن دَلالاتِ الحجِّ ومقاصدِهِ: تحقيقُ الوحدةِ والمساواةِ بينَ المسلمينِ؛ فهذا الاجتماع المهيبُ للقادمينَ منْ كلِّ فجٍّ عميقٍ، على اختلافِ الألسنةِ والألوانِ والأوصافِ، وتباينِ العاداتِ والتقاليدِ والأعرافِ، يُعدُّ منْ أعظمِ معالمِ الوحدةِ والاتفاقِ، ونبذِ الفرقةِ والافتراقِ، فقد اجتمعتْ قلوبُ المسلمينَ على ربٍّ واحدٍ، ورسولٍ واحدٍ، وكتابٍ واحدٍ، وقبلةٍ واحدةٍ، وشعائرَ واحدةٍ، وتلبيةٍ واحدةٍ: {إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ}، وخطبَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم فِي وَسَطِ أَيَّامِ التَّشْرِيقِ فقال: «يَا أَيُّهَا النَّاسُ، أَلَا إِنَّ رَبَّكُمْ وَاحِدٌ، وَإِنَّ أَبَاكُمْ وَاحِدٌ».
كما أنه منْ عظاتِ هذا الموسمِ ومُذكّراتِهِ: حفظُ حقوقِ الإنسانِ، وقدْ أكدَّ ذلكَ رسولُ اللهِ صلى اللهُ عليه وسلمَ في حجةِ الوداعِ، فقالَ في خُطبةِ يومِ النحرِ: «إِنَّ دِمَاءَكُمْ وَأَمْوَالَكُمْ وَأَعْرَاضَكُمْ عَلَيْكُمْ حَرَامٌ، كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا، فِي بَلَدِكُمْ هَذَا، فِي شَهْرِكُمْ هَذَا».
وأضاف يقول من عظات هذا الموسمِ ودَلالاتِهِ: إكرامُ الإسلامِ للمرأةِ وحفظُ حقوقِها، فجعلَهَا درةً مصونةً، ولؤلؤةً مكنونةً، تجلى ذلك في اهتمامِ النبيِّ صلى اللهُ عليه وسلَّمَ بالمرأةِ في حجةِ الوادعِ، فقالَ صلى اللهُ عليه وسلم: «اسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ خَيْراً». ومِنْ جلائلِ العظاتِ والدَلالاتِ: أنه موسمٌ أخلاقيٌّ يَسمُو فيه المسلمُ، ويترفّعُ عنْ مسَاوئِ الأخلاقِ، وهذا مِنْ أوائلِ ما يلتفتُ إليه مَنْ عَزَمَ الحجَّ لله؛ قالَ سبحانه وتعالى: {فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ}، وقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ حَجَّ للهِ فَلَمْ يَرْفُثْ وَلَمْ يَفْسُقْ رَجَعَ كَيَوْمِ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ».
وأكد إمام و خطيب المسجد الحرام أنَّ عيدَ الأضحى هو يومُ التضحيةِ والفداءِ، يومُ الفرحِ والصفاءِ، يومُ المكافأةِ مِنْ ربِّ السماءِ، فالأضحيةُ شعيرةٌ إسلاميةٌ، وملةٌ إبراهيميةٌ، وسنةٌ محمديةٌ، فعن أَنَسٍ رضي الله عنه قَالَ: ضَحَّى النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِكَبْشَيْنِ أَمْلَحَيْنِ أَقْرَنَيْنِ، ذَبَحَهُمَا بِيَدِهِ، وَسَمَّى وَكَبَّرَ، فذبحُ الأضاحي هو منْ أفضلِ ما يُتقربُ بهِ إلى اللهِ تعالى يومَ النحرِ، ويكرَهُ تركُ الأضحية لِـمَنْ قَدرَ عليهَا، كما أنَّ ذبحَها أفضلُ مِنَ التصدقِ بثمنِهَا، وتُجزئُ الشاةُ عنْ الرجلِ وأهلِ بيتِهِ، والبدنةُ والبقرةُ عنْ سبعةٍ.
وبين فضيلته أن للأضحيةِ شروطاً: أن تبلغَ الأضحيةُ السنَّ المعتبرَ شرعاً، وأن تكونَ سالمةً منَ العيوبِ، وأن تُذبح بعدَ الفراغِ منْ صلاةِ العيدِ، وينتهي وقتها بغروبِ الشمسِ منَ اليومِ الثالث عشر، فضحوا تقبلَ اللهُ ضحاياكُم، وطِيبوا بها نفساً، تقبَّلَ اللهُ منَّا ومنكُم صالحَ الأعمالِ، وأعادَ اللهُ علينا وعليكُم هذه الأيامِ بأحسن الأحوال.
وحث الدكتور ياسر الدوسري حُجَّاجَ بيتِ اللهِ، بحمد الله وشكره على امتنانِهِ بتيسيرِ أدائِكُم للحجِّ في أمنٍ وأمانٍ، في ربوعِ البلدِ الحرامِ، وفي ظلِ خدماتٍ جليلةٍ، وجهودٍ عظيمةٍ، وفَّقَ اللهُ لها هذه الدولةَ المباركةَ؛ المملكةَ العربيةَ السعوديةَ التي سَخَّرَتْ كلَّ إمكاناتِهَا لخدمةِ ضيوفِ الرحمنِ، ووفرتْ كلِّ السُّبلِ لتسهيلِ أدائِهِم المناسكَ في راحةٍ وسكينةٍ واطمئنانٍ، وذلك بقيادةٍ حكيمةٍ ومتابعةٍ حثيثةٍ مِنْ خادمِ الحرمين الشريفين الملكِ سلمانَ بنِ عبدِ العزيزِ آل سعود وولي عهدِهِ الأمينِ الأميرِ محمدِ بنِ سلمانَ بنِ عبدِ العزيزِ – حفظَهُما اللهُ – وجزاهُما عنا وعنكُم، حُجَّاج بيتِ اللهِ، وعنِ الإسلامِ والمسلمين خيرَ الجزاءِ وأعظمَهُ وأزكاهُ وأوفَاهُ.
وفي المدينة المنورة أدى جموع المصلين اليوم صلاة عيد الأضحى المبارك في المسجد النبوي، يتقدمهم صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة المدينة المنورة.
وعقب الصلاة، استهل فضيلة إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ الدكتور حسين بن عبدالعزيز آل الشيخ خطبتي العيد، بالتهليل والتكبير، وتعظيم الله عزّ وجلّ، والثناء عليه، موصياً المسلمين بتقوى الله وطاعته، وحمده على ما أنعم به عليهم من نعم، وأجلّها نعمة الإيمان به تعالى.
وقال الشيخ حسين آل الشيخ : عباد الله عيدكم مبارك، جعل الله أيامنا سرورا وفرحان وحبوراً، العيد في الإسلام ترويح للقلوب، وإسعادها للنفوس، فيا أيها المسلم حق لك ان تفرح بما منّ الله من لذة الطاعة ونعمة الهداية، “قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ”.
وأضاف : فيا أمة الإسلام أدخلوا على أنفسكم في أعياد الإسلام البهجة والسرور، والسعادة والحبور، وهكذا في كل يومٍ لا يعصي الله فيه مسلم، فهو بهذه المثابة، مبيناً أن من مقاصد العيد تقارب القلوب ونشر المحبة والمودة بين أبناء الإسلام، فتبادلوا السلام والتهاني وابذلوا لهم الدعاء والتهاني، فعن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: “ما من مسلمَين يلتقيان فيتصافحان إلا غُفر لهما قبل أن يتفرقا”.
وأضاف فضيلته قائلاً : انشروا لبعضكم البشاشة والطلاقة والرحابة، وأظهروا لأنفسكم الابتسامة والوضاءة، وتعارفوا بكل معنىً جميل، وكل فعلٍ نبيل، ففي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال :” لا تحقرن من المعروف شيئاً وإن تلقى أخاك بوجه طلق”.
وبيّن فضيلته أن العيد تربية على سخاء النفس، وسلامة الصدر وصفاء السريرة، وعلى العفو والتسامح والصفح، فتخلّقوا بهذه الصفات الحسنة والصفات الجميلة، فيا معاشر المسلمين إن يومكم هذا يومٌ شريف، فقد روى الإمام أحمد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال :” أعظم الأيام عند الله يوم النحر”.
وقال الشيخ الدكتور حسين آل الشيخ : أيام التشريق الأيام أكل وشرب، وذكر لله جل وعلا، فاحمدوا الله على نعمه المترادفة، واشكروه على مننه المتكاثرة، بالتزام المفروضات، والبعد عن القبائح والمنهّيات، والتقرّب إليه بالطاعات، فاذكروا الله ذكراً كثيراًوسبحوه بكرة وأصيلاً.
وقال فضيلة إمام وخطيب المسجد النبوي : في وصية النبي صلى الله عليه وسلم لأمته، يقول عليه الصلاة والسلام في حجة الوداع : ألا وإني تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا، كتاب الله” فتمسكوا بهذا العهد الذي يكفل السعادة الطيبة والعيشة الرضية في الدارين، فيا أمة الإسلام اسمعوا لهذه الوصية وخذوها بجد وقوة وعزيمة تنالوا العزّ والرفعة، وتنقشع عنكم أسباب الذلة والعناء والشقاء والهوان.
وبين فضيلته أن المقصد الأسمى من الأضاحي تعظيم الخلق لله جلّ وعلا، وتحقيق التوحيد له عزّ شأنه، يقول سبحانه : “لَن یَنَالَ ٱللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاۤؤُهَا وَلَـٰكِن یَنَالُهُ ٱلتَّقۡوَىٰ مِنكُمۡۚ، كَذَ ٰلِكَ سَخَّرَهَا لَكُمۡ لِتُكَبِّرُوا۟ الله عَلَىٰ مَا هَدَىٰكُمۡۗ وَبَشِّرِ ٱلۡمُحۡسِنِینَ”.
وأضاف : ومن كان مقتدراً فالأضحية عنه وعن أهل بيته متأكدة جداً، وليست بواجبة عند أهل العلم عامة من الصحابة ومن بعدهم، والأضحية الواحدة تجزي عن الرجل وأهل بيته من الأحياء والأموات، ويجب أن تكون الأضحية سليمة بما ورد النصّ بها، ومن ما يؤثر على الأضحية وسلامة بدنها، ويجب أن يتفطّن المسلم لسنّ الأضحية، وهو في الإبل ما تم له خمس سنين، وفي البقر سنتان، وفي الماعز سنة، وفي الضأن نصفها، ويستحب أن يأكل منها، ويتصدق من لحمها ويهدي، ويستحبّ أن يذبحها بنفسه إن كان يُحسن ذلك، وإلا شهد ذبحها مكبراًلله جلّ وعلا، شاكراً لنعمه، ومدة الذبح هذا اليوم وثلاثة أيام بعده.
وختم فضيلته خطبتي العيد سائلاً الله عز وجلّ أن يجعل أيامنا كلها سروراً وحبوراً، وأن يعيد هذا العيد أياماً عديدة، ونحن في أمن وأمان وطاعة وإحسان، وأن يجعل أيام المسلمين عامرة بالخير والهدى والتقى، والأمن والصلاح والفلاح، وأن يحفظ حجاج بيته ويردهم سالمين غانمين، وأن يحفظ خادم الحرمين الشريفين ووليّ عهده، ويجزيهم وجميع أفراد حكومة هذه البلاد على ما يقدمونه للحجاج والمعتمرين من جهود خيّرة، وأن يحفظ هذه البلاد وسائر، وبلاد المسلمين.
وفي المنطف الشرقية أدى صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز أمير المنطقة الشرقية وبحضور صاحب السمو الملكي الأمير أحمد بن فهد بن سلمان بن عبدالعزيز نائب أمير المنطقة الشرقية اليوم صلاة عيد الأضحى المبارك مع جموع المصلين في جامع خادم الحرمين الشريفين بالدمام.
وأم المصلين مدير عام فرع وزارة الشئون الإسلامية والدعوة والإرشاد بالمنطقة الشرقية الشيخ عمر بن فيصل الدويش، الذي تحدث عن يوم عرفة، وغفران الذنوب وقبول العمل، وعن رحمة الله الواسعة، والأجور والثواب وفضل صيام يوم عرفة، وعن عيد الأضحى المبارك وإدخال السرور على الأرحام والأقارب والمعارف وعموم الناس، وتفقد اليتامى والمحتاجين وقضاء حاجاتهم، وأن ذلك من أحب الأعمال إلى الله عز وجل.
كما تحدث الدويش عن التفاؤل بالخير، وحسن الظن بالله، وبر الوالدين، وذبح الأضاحي، وبذل المال طاعةً لله تعالى، منوها بالرعاية والعناية والحرص الذي يوليه خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين -حفظهما الله – لتقديم الخدمات الجليلة وتسهيل أداء مناسك حجاج بيت الله، سائلا الله أن يزيدهم الله رفعة وتمكينًا وإجلالًا، ويبارك في أعمارهم ويدفع عنهم كل سوء، ويحفظهم بحفظه ويكلئهم برعايته.
حضر الصلاة أصحاب السمو والمعالي، ووكيل إمارة المنطقة الشرقية الدكتور خالد البتال، والمسئولين من مدنيين وعسكريين وجمع من المواطنين.
وفي منطقة حائل تقدم صاحب السموِّ الملكي الأمير عبدالعزيز بن سعد بن عبدالعزيز أمير منطقة حائل جموع المصلين في صلاة عيد الأضحى، بجامع الملك فهد، كما أدى الصلاة مع سموه صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن فهد بن مقرن بن عبد العزيز نائب أمير المنطقة، وعدد من مسؤولي المنطقة من مدنيين وعسكريين.
وقد أمّ المصلين رئيس المحكمة العامة بالمنطقة فضيلة الشيخ محمد بن فهد آل مسعود الذي تحدث عن فضل يوم النحر، مؤكداً ضرورة أن ينحر المسلم أضحيته متى ما كان قادراً عليها تأسيا بسنة المصطفى صلوات الله وسلامه عليه، حاثاً المسلمين على تقوى الله والعمل الصالح لما فيه من الأجر العظيم .
كما أقيمت صلاة عيد الأضحى في جميع محافظات ومراكز وقرى وهجر منطقة حائل.
وفي منطقة الحدود الشمالية تقدم صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن خالد بن سلطان بن عبدالعزيز أمير منطقة الحدود الشمالية، جموع المصلين في صلاة عيد الأضحى، بمصلى العيد الرئيس بحي المحمدية في مدينة عرعر .
وأمّ المصلين الشيخ سعد بن لطيف العنزي, الذي استهل خطبته بالحمد والثناء للمولى عز وجل على تيسير الحج للحجيج، داعيًا إلى التقوى والعمل على الطاعات والتقرب إلى الله في يوم النحر، وبين آداب الأضحية والأحكام ، سائلاً الله العلي القدير أن يتقبل من الجميع ما قدموا من خير وصدقات و أن يحفظ قيادة المملكة ويديم على الوطن الأمن والأمان.
وفي منطقة عسير تقدم صاحب السمو الملكي الأمير تركي بن طلال بن عبدالعزيز أمير منطقة عسير جموع المصلين في صلاة عيد الأضحى، في جامع اثنين بمحافظة بللسمر.
وأمّ المصلين إمام وخطيب الجامع الشيخ سعيد بن فهران الذي استهل خطبته بحمد الله والثناء عليه على ما أنعم به علينا من نعمة الإسلام. وقال: إنه في هذا اليوم تجتمع البهجة والفرح على مسلمي العالم لما لها من فضل حيث تجتمع في أيام العشر عبادات عظيمة ومنها وقوف المسلمين بعرفات، وإقامة صلاة العيد في أيام النحر الذي هو أعظم الأيام عند الله تعالى.
وأشار في خطبته إلى مشروعية الأضحية وفضلها وشروطها، داعياً المسلمين إلى تقوى الله وصلة الأرحام وتفقد أحوال اليتامى والمساكين والمحافظة على ما تنعم به بلادنا من نعمة الأمن والأمان ووحدة الكلمة.
وفي منطقة القصيم أدى صاحب السمو الملكي الأمير الدكتور فيصل بن مشعل بن سعود بن عبدالعزيز أمير منطقة القصيم مع جموع المصلين صلاة عيد الأضحى المبارك ، بمصلى العيد بحي الصفراء بمدينة بريدة.
وقد أمّ المصلين فضيلة الشيخ سليمان الربعي الذي أثنى في بداية خطبته على الله سبحانه وتعالى وشكره على النعم التي لاتعد و لاتحصى والقيام بشعائر الإسلام وعيد الأضحى، مشيرا فضيلته إلى أن المسلمين يجدون أنفسهم من خلال هذه المشاعر والأذكار وما لها من الأثر في حياتهم ، متحدثاً عن عظم أجر الأضحية ومنزلتها عند الله ، منوهاً بالجهود العظيمة التي تقوم بها قيادتنا الرشيدة – أعانها الله – في خدمة الحجاج وتوفير سبل الراحة لهم ليقوموا في تأدية مناسكهم بكل يسر وسهولة ، ودعا الله سبحانه وتعالى أن يحفظ بلادنا ويوفق ولاة أمرنا إلى ما فيه الخير والسداد .
وأدى الصلاة مع سمو أمير منطقة القصيم ، صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن فيصل بن مشعل بن سعود بن عبدالعزيز، وصاحب السمو الملكي الأمير تركي بن فيصل بن مشعل بن سعود بن عبدالعزيز،وصاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن سعود بن فيصل بن مشعل بن سعود بن عبدالعزيز، وصاحب السمو الملكي الأمير تركي بن فهد بن تركي بن فيصل بن تركي بن عبدالعزيز ، وصاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن سعود بن فيصل بن مشعل بن سعود بن عبدالعزيز .
وعدد من المسؤولين من مدنيين وعسكريين في المنطقة.
وفي منطقة الجوف تقدم صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن نواف بن عبدالعزيز أمير منطقة الجوف جموع المصلين في صلاة عيد الأضحى المبارك، وذلك في جامع خادم الحرمين الشريفين بمدينة سكاكا .
و أمّ المصلين فضيلة الشيخ طارق السلامة، الذي استهل خطبته بحمد الله والثناء عليه وحث المصلين على تقوى الله، مُبيّناً ما ليوم النحر من فضائل وخير يجزي الله به عباده.
واختتم خطبته بالابتهال إلى الباري جل وعلا بالحمد والثناء على ما أتم للحجيج من يسر وتسهيل وهم ينعمون بفضل من الله ثم بما تقدمه هذه البلاد المباركة من خدمة لهم بتهيئة الحرمين الشريفين بأفضل الخدمات الصحية والأمنية، سائلاً الله أن يُجزل الأجر والثواب لخادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين- حفظهما الله- ، شاكراً المولى عز وجل على ما أنعم به علينا في بلادنا من أمنها وازدهارها ورخاءها.
وفي مدينة تبوك تقدم صاحب السمو الملكي الأمير فهد بن سلطان بن عبدالعزيز أمير منطقة تبوك جموع المصلين في صلاة عيد الأضحى المبارك ، في مصلى العيدين بمدينة تبوك، وأمّ المصلين رئيس المحكمة الجزائية بتبوك إمام وخطيب جامع الوالدين جابر بن علي الحربي، الذي استهل خطبته بحمد الله والثناء عليه وتكبير الله سبحانه.
وقال: هنيئا لكم ما أصبحتم فيه من توحيد وطاعة وأمن وعافية وكفاية وغنى ومحبة واجتماع وعيد وسرور، هذا يوم عيدكم وفرحكم وموسم حجكم و تقبل الله منكم الطاعات وأدام عليكم المسرات وأعاده هذا العيد علينا وعليكم وعلى المسلمين بالخير والعافية والبركات والعز والتمكين.
وفي منطقة نجران تَقَدّم صاحب السمو الأمير جلوي بن عبدالعزيز بن مساعد أمير منطقة نجران جموع المصلين في صلاة عيد الأضحى المبارك بمدينة نجران.
وقد أَمّ المصلين قاضي الاستئناف فضيلة الشيخ عبدالعزيز بن محمد آل طالب الذي حمد الله وأثنى عليه على ما أنعم به على عباده من النعم الكثيرة التي تستوجب الشكر للخالق سبحانه وتعالى.
وأوصى الشيخ “آل طالب” المسلمين بتقوى الله في السر والعلن، وفعل الخيرات، واجتناب المنكرات، والعمل على المداومة على الطاعات، والمحافظة على الصلوات، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وصلة الأرحام، وبر الوالدين، والبعد عن البغضاء والحسد للفوز بالجنة والنجاة من النار؛ مبيناً أن من أفضل الطاعات وأجلّ القربات في هذه الأيام التقرب إلى الله تعالى بذبح الهدايا والأضاحي.
وسأل “آل طالب” الله تعالى أن يُديم على وطننا نعمة الأمن والاستقرار تحت قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وسمو ولي عهده الأمين -حفظهما الله-.
وفي منطقة جازان، أدى جموع المصلين صلاة عيد الأضحى يتقدمهم صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن ناصر بن عبدالعزيز أمير منطقة جازان، وذلك في جامع خادم الحرمين الشريفين بمدينة جيزان.
وأمّ المصلين الشيخ علي بن شيبان العامري، الذي دعا المسلمين إلى تقوى الله عز وجل في السر والعلن والمداومة على فعل الطاعات والأعمال الصالحة .
وتطرق إلى الأضحية وشروطها، وأن تذبح بعد الفراغ من صلاة العيد وينتهي وقتها بغروب الشمس من اليومِ الثالث عشر، مؤكداً أنها تعد من أعظم ما يتقرب به المسلم في هذا اليوم المبارك إحياء لسنة الخليل إبراهيم عليه السلام واتباعاً لسنة المصطفى محمد صلى الله عليه وسلم، حاثاً المصلين على زيارة الأقارب وصلة الأرحام والبر بالوالدين والإكثار من التسبيح والاستغفار لله عز وجل.
كما أقيمت صلاة عيد الأضحى المبارك في جميع محافظات ومراكز وقرى وهجر منطقة جازان.
وفي محافظة جدة أدى جموع المصلين صلاة عيد الأضحى المبارك يتقدمهم صاحب السمو الأمير سعود بن عبدالله بن جلوي محافظ جدة، في جامع خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز -رحمه الله- بحي المرجان .
وقد أم المصلين الشيخ عبدالعزيز بن صالح الزهراني ، الذي توجه بالشكر والحمد لله على أن مكن حجاج بيت الله الحرام من الوقوف بصعيد عرفات الطاهر في جو مفعم بالروحانية والإيمان تكلأهم عناية المولى في ظل ما وفرته وهيأته لهم حكومة خادم الحرمين الشريفين من إمكانات مادية وبشرية ومرافق خدمية عظيمة تم تسخيرها لخدمة ضيوف الرحمن ليتسنى لهم تأدية مناسكهم بيسر وطمأنينة ، داعيا الله أن يكتب هذه الأعمال الجليلة والجهود المباركة في موازين حسنات ولاة الأمر في هذه البلاد وفقهم الله، وأن يمدهم بعونه وتوفيقه بما فيه خير الإسلام والمسلمين، سائلاً الله أن يتقبل من جميع الحجاج حجهم وأن يعودوا بلادهم سالمين غانمين وقد غفر الله لهم جميع الخطايا والذنوب.
وفي منطقة الباحة أدى جموع المصلين صلاة عيد الأضحى المبارك بجامع الملك فهد بمدينة الباحة يتقدمهم وكيل إمارة المنطقة عبدالمنعم بن ياسين الشهري.
وأمّ المصلين رئيس المحكمة العامة بلجرشي فضيلة القاضي الشيخ هشام بن محمد الهدية الذي حمد الله على ما منّ به على حجاج بيت الله الحرام من أداء مناسكهم في يسر وسهوله وطمأنينة مبينا عظمة الحج وفضله ومنافعه على المسلمين.
ونوّه فضيلته بالجهود التي سخرتها حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود – أيدها الله – لخدمة ضيوف الرحمن ليقضوا فريضتهم بيسر وسهولة وطمأنينة، مبيناً فضل الأضحية وأنواعها وأحكامها وشروطها ووقتها وكيفية الإفادة منها ومالها من أجر كبير عند الله سبحانه وتعالى.
أدى صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض، وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن عبدالرحمن بن عبدالعزيز نائب أمير منطقة الرياض صلاة عيد الأضحى المبارك مع جموع المصلين في جامع الإمام تركي بن عبدالله.
وأمّ الصلاة عضو هيئة التدريس بالمعهد العالي للقضاء الشيخ عبدالله بن عبدالعزيز آل الشيخ، الذي استهل خطبته بالحمد والثناء للمولى عز وجل على تيسير الحج للحجيج، داعيًا إلى التقوى والعمل على الطاعات والتقرب إلى الله في يوم النحر.
وبين فضيلته آداب الأضحية والأحكام والفضل الوارد فيها وجزاء العمل في تحقيق التوحيد الخالص اتباعاً لسنة الخليلين إبراهيم ومحمد عليهما أفضل الصلاة والتسليم، سائلاً الله العلي القدير أن يتقبل من الجميع ما قدموا من خير وصدقات وأن يحفظ أوطاننا وبلاد المسلمين ويديم عليها الأمن والأمان.
وقد أدى الصلاة مع سموه، صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن مشاري بن عبدالعزيز، وصاحب السمو الأمير سعود بن عبدالله بن ثنيان، وصاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن ماجد بن عبدالعزيز، وصاحب السمو الأمير نايف بن ثنيان، وصاحب السمو الأمير بندر بن سعد بن خالد، وصاحب السمو الأمير سلطان بن سعد بن خالد، وصاحب السمو الأمير نواف بن سعد بن عبدالله، وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن فيصل بن بندر بن عبدالعزيز، وعدد من أصحاب السمو الأمراء وكبار المسؤولين المدنيين والعسكريين بالمنطقة.