احتفت الهيئة العامة للطيران المدني باليوم العالمي للبيئة، الذي يصادف الـ 5 يونيو من كل عام، بهدف نشر الوعي والاهتمام بالبيئة الطبيعية لكوكب الأرض، وذلك للارتقاء بالوعي المجتمعي العام والتوعية بأهمية الحفاظ على الطبيعة وتنوعها البيولوجي، ودور الفرد والمجتمع لحماية البيئة ومواردها.
وأولت الهيئة العامة للطيران المدني مسائل الاستدامة بوجه عام والاستدامة بمجال الطيران المدني بوجه خاص اهتماماً كبيراً وعملت بمنهجية متزنة عبر ركائز الاستدامة الثلاث؛ الاجتماعية والاقتصادية والبيئية، وأسهمت في المحافظة على البيئة ومواردها الطبيعية بشكال عام وعلى بيئة المطارات بشكل خاص من خلال خطط للاستدامة البيئية والحد من الانبعاثات الكربونية.
ووضعت مجال الحفاظ على البيئة والإنسان وضمان التنمية المستدامة ضمن أهدافها الرئيسة، والتي تتوافق مع إستراتيجيتها الوطنية لقطاع الطيران ومع توجه وأهداف رؤية السعودية 2030 في مجال البيئة والمناخ باتساع محيطها إقليميًّا، ومما يؤكد ذلك إطلاق المملكة العديد من المبادرات منها على سبيل المثال إعلان سمو وليِّ العهد – حفظه الله – عن عدد من المبادرات الطموحة؛ من أبرزها مبادرة السعودية الخضراء، ومبادرة الشرق الأوسط الأخضر، التي تهدف إلى رسم خارطة طريق واضحة المعالم؛ لحشد الجهود الإقليمية والإسهام بشكل فعّال في تحقيق الأهداف العالمية.
والتزمت الهيئة بمشاركة دول العالم فيما تواجهه من تحديات بيئية متنامية، وحرصت على الحد من مسببات التغير المناخي من خلال الوفاء بالتزاماتها الدولية وفق البرامج الدولية المنبثقة عن المنظّمات المتخصصة.
وتبنت الهيئة عدة مبادرات وبرامج تضمن عمليات تشغيلية صديقة للبيئة، بما يتماشى مع التزام المملكة نحو خفض الانبعاثات الكربونية، الأمر الذي يعكس تميز إستراتيجية قطاع الطيران في تنفيذ عدد من المشروعات والمبادرات التي تستهدف تطبيق أعلى معايير الاستدامة في إطار تنظيمي يساعد في المحافظة على البيئة ومواردها الطبيعية بالتعاون مع الجهات المختصة في المملكة والمنظمات الدولية في العالم مثل منظمة الطيران المدني الدولي (ICAO) ومجلس المطارات الدولي (ACI).
ومن أجل تنمية بيئية مستدامة لتحقيق النمو المستهدف لقطاع الطيران بالمملكة وتماشيًا مع أهداف وتطلعات إستراتيجية قطاع الطيران وفق رؤية السعودية 2030، فقد أطلقت الهيئة عام 2022 مشروع تطوير خطة الاستدامة البيئية في مجال الطيران المدني وخفض انبعاثات الغازات الدفيئة، كخطة شاملة للاستدامة البيئية لقطاع الطيران المدني بالمملكة للحد من انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري وتغير المناخ وخفض للبصمة الكربونية الناتجة من أنشطة الطيران المدني، بالإضافة إلى وضع أهداف وبرامج لا إدارة النفايات الصلبة وترشيد استهلاك الطاقة والمياه، وجودة الهواء المحلي، والحفاظ على التنوع البيولوجي بالإضافة إلى معايير للحد من الضوضاء الصادرة من أنشطة الطيران المدني، وذلك من أجل وضع مطارات المملكة في مكانة متقدمة في مجال حماية البيئة.
وتعمل الهيئة على تحديث الخطة الوطنية المعنية (State Action plan) لخفض انبعاث الغازات الدفيئة متضمنة ثاني أكسيد الكربون الصادرة من أنشطة الطيران المدني من خلال تحسين مسارات الرحلات الجوية، وتحسين إجراءات التشغيل في المطارات والحركة الأرضية، إلى جانب برامج تحسين كفاءة التشغيل للطائرات والمحركات مع الشركات المشغلة وحصر ومعرفة المصادر وكميات الانبعاثات وتبني أفضل الممارسات العالمية لخفض تلك الانبعاثات. كما أن هذه الخطة تعكس مدى التزام المملكة واهتمامها بحماية البيئة ومخاطر تغيير المناخ، بالعمل المستمر على تحديث الخطط لتعزيز مبدأ الشفافية والالتزام.
وحرصت الهيئة على المواءمة مع الجهات ذات العلاقة والمراكز الوطنية في وضع الأهداف الإستراتيجية وتطوير حزمة من المبادرات والبرامج والأنظمة والتوصيات للحفاظ على البيئة من أنشطة الطيران المدني ضمن المشروع من أبرزها: التوصل لاتفاقات مبدئية للتوقيع على مذكرات تعاون مع كل من المركز الوطني للرقابة على الالتزام البيئي والمركز الوطني لإدارة النفايات وأيضاً اتفاقية تعاون مشترك مع صندوق البيئة لغرض التعاون والالتزام بتطبيق اللوائح التنفيذية للمعايير البيئية المحلية في المطارات وعمل حملات توعوية لرفع مستوى الوعي بضرورة الحفاظ على البيئة وعقد أكثر من 30 ورشة عمل تعريفية للمواءمة مع أصحاب المصلحة.
كما عملت على توسيع نطاق تنظيم ورش العمل حيث تم التنظيم لورشة عمل تعريفية بالتعاون مع وزارة الطاقة وصندوق الاستثمارات عن مفهوم الاقتصاد الدائري وسوق الكربون الطوعي بحضور أكثر من 100 مشارك من الدول الأعضاء في المنظمة العربية للطيران المدني وأصحاب المصلحة في مجال الطيران.
كما سعت الهيئة على تحفيز المطارات للدخول في برامج من شأنها تعزز دور الحفاظ على البيئة وخفض البصمة الكربونية وحصدت على العديد من المنجزات منها: حصول كل من مطار الملك خالد الدولي بالرياض ومطار الأمير محمد بن عبدالعزيز بالمدينة المنورة على شهادة الاعتماد الكربوني المستوى الثاني المقدمة من قبل مجلس المطارات الدولي (ACI) ضمن برنامج اعتماد الكربون في المطارات (ACA)، وحصول الشركة لتوريد البترول (أبسكو) على الجائزة الذهبية لشهادة الريادة في الطاقة والتصميم البيئي بتصميم وبناء منشآتها بمفهوم المباني الخضراء الذي يتضمن تقليل استهلاك الطاقة، والاعتماد على الطاقة النظيفة، وتقليل معدل الانبعاثات الكربونية الناتجة من استخدام المبنى (Gold LEED).