أسوأ ما تخلفه الزلازل هو انهيارات البيوت على رؤوس ساكنيها. ويزداد الأمر سوءًا إذا وقع الزلزال بالليل والناس نائمون؛ فعندئذ تزداد حصيلة العالقين والمدفونين تحت الأنقاض، كما حدث في الزلزال الرهيب الذي ضرب تركيا وسوريا فجر أمس.
ويؤكد الخبراء أن الآمال تظل باقية بالعثور على أحياء تحت الأنقاض، من خلال عمليات الإنقاذ، خلال ثلاثة أيام من وقوع أي زلزال، مشيرين إلى أن الآمال في العثور على ناجين من الكارثة التي ضربت تركيا وسوريا بدأت تضيق، وفقًا لـ”سكاي نيوز عربية”.
وقال لودي كوروا، خبير البحث والإنقاذ في إندونيسيا، الذي تطوع لعمليات الاستجابة للزلازل لأكثر من 15 عامًا، إن الفترة من يوم إلى ثلاثة أيام بعد وقوع الزلزال هي عادة “الفترة الذهبية” لإنقاذ الأرواح. وأضاف: “الأشخاص الذين نقوم بإنقاذهم عالقون تحت الهياكل بعظام قد تكون مكسرة؛ ولا يمكنهم البكاء طلبًا للمساعدة”.
من جانبه، قال ديفيد لويس، منسق فريق البحث والإنقاذ الدولي في المناطق الحضرية التابع لوكالة الإطفاء والإنقاذ في نيو ساوث ويلز بأستراليا، إنه تم العثور على بعض الناجين بعد أربعة أيام أو أكثر من وقوع الزلزال. وأضاف بأن مقدار الوقت الذي يمكن للشخص أن يعيش فيه تحت الأنقاض يعتمد على متغيرات عدة، أهمها نسبة الأوكسجين، ودرجة الحرارة، ووصوله إلى الطعام والماء.. وأكمل: لسوء الحظ، جاء الزلزال القوي الذي ضرب تركيا وسوريا في منتصف الليل، وهو الوقت الذي كان كثير من الناس فيه نائمين.
إلى ذلك، قال المهندس الإنشائي في جامعة نورث إيسترن، المتخصص في الزلازل، جيروم حجار، إن العديد من المباني في منطقة الزلزال تبدو وكأنها من الخرسانة المسلحة قليلاً، ويعود تاريخها إلى عقود عدة؛ وهذا يعني أنها قد تكون عرضة لمزيد من الانهيار في حالة حدوث هزة ارتدادية كبيرة؛ وهذا يجعل الوضع أكثر صعوبة أمام المنقذين.
وتسارعت جهود رجال الإنقاذ للعثور على المزيد من الناجين من زلزال تركيا وسوريا، لكن جهودهم واجهت صعوبات بسبب انخفاض درجات الحرارة إلى أدنى من الصفر، ووقوع نحو200 هزة ارتدادية بعد الزلزال الرئيسي؛ ما هياكل البناء غير المستقرة، والبحث فيها محفوفًا بالمخاطر.
يُذكر أن آلاف الأفراد هرعوا في جميع أنحاء تركيا إلى المستشفيات للتبرع بالدم، كما توافد الآلاف من متطوعي الإغاثة على المطار الرئيسي بمدينة إسطنبول عارضين المشاركة في جهود البحث والإنقاذ.