أفاد مراسلو فرانس برس أن السلطات العراقية أعادت السبت فتح ساحات وشوارع في بغداد ومدن جنوبية، وهو ما أكّدته الحكومة وأثار مخاوف المحتجين من اتساع الحملة وفض التظاهرات المطلبية المستمرة منذ نحو أربعة أشهر.
وتأتي الإجراءات غداة تظاهرة كبيرة دعا إليها رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر في بغداد للمطالبة بخروج القوات الأميركية من العراق، معلنا بعدها توقفه عن دعم التظاهرات المطلبية.
وبعيد ساعات، اقتحمت قوات الأمن ساحة الاحتجاج في مدينة البصرة الجنوبية، وقامت بحرق عدد من الخيم وتفريق المتظاهرين بالقوة، وفقا لمراسل فرانس برس.
وفي بغداد، أخلت قوات الأمن ساحة الطيران وطريق محمد القاسم السريع وجسر الأحرار في وسط العاصمة من المتظاهرين، بحسب ما أعلن بيان لقيادة عمليات بغداد.
وأفاد مصدر طبي فرانس برس عن إصابة ستة متظاهرين بجروح. وكان المتظاهرون أغلقوا ساحة الطيران وشارع محمد القاسم في شرق بغداد منذ الاثنين، في محاولة للضغط على الحكومة لتنفيذ إصلاحات طال انتظارها، كما أعادت قوات الأمن فتح جسر الأحرار، أحد أهم الجسور التي شهدت خلال الفترة الماضية عمليات كر وفر مع المتظاهرين.
ويربط هذا الجسر جانب الرصافة بجانب الكرخ حيث المنطقة الخضراء شديدة التحصين التي تضم مقار حكومية وسفارات أجنبية.
وفي ساحة التحرير المركزية للاحتجاجات في وسط بغداد، قال متظاهرون لفرانس برس السبت إنهم سمعوا أصوات إطلاق رصاص حي وقنابل مسيلة للدموع.
ولم تقترب القوات الأمنية من ساحة التحرير، مؤكدا مصدر في الشرطة لفرانس برس أن لا نية للقيام بذلك.
ويخشى المتظاهرون، الذين يواصلون الاحتجاج منذ بداية أكتوبر، من خسارة الغطاء السياسي لتحركهم بعد انسحاب الصدر.
وكان الصدر الذي يسيطر على تحالف سائرون، أكبر كتلة سياسية في البرلمان، أعلن دعمه في البداية للاحتجاجات وطالب باستقالة الحكومة.
وتجمع الجمعة الآلاف من مؤيديه في تظاهرة للمطالبة بطرد القوات الأميركية، التي يبلغ عددها نحو 5200 جندي في العراق، بعد الضربة الجوية الأميركية بطائرة مسيّرة في بغداد بداية الشهر الحالي التي قتل فيها الإرهابي الإيراني قاسم سليماني ونائب رئيس هيئة الحشد الشعبي الإرهابي أبو مهدي المهندس.
ولم يشارك الصدر في التظاهرة، لكنه أعلن في تغريدة أنه لن يتدخل بالحراك المطلبي “لا بالسلب ولا بالإيجاب”.