أكد صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس مجلس إدارة الهيئة السعودية للفضاء أهمية العمل الجاد للإسهام في وضع المملكة العربية السعودية في مكانتها الطبيعية في مصاف دول العالم المتقدم، مشدداً على أن المواطن السعودي يمتلك قدرات ومهارات عالية تجعله متميزاً وقادراً على تحقيق الإنجازات لصالح حاضر الوطن ومستقبله في ظل ما يحظى به المواطن من دعم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود – حفظه الله – الذي يشجع على التطور ويدعم الإبداع والمبدعين.
وأوضح سموه لدى استقباله أمس عدداً من الطلبة الموهوبين بحضور معالي الأمين العام لمؤسسة الملك عبد العزيز ورجاله للموهبة والإبداع “موهبة ” الدكتور سعود المتحمي ووكيل وزارة التعليم للبحث العلمي والتطوير الدكتور ناصر العقيلي أن المملكة وطوال تاريخها لم تكن تقليدية ولم تكن نسخة من غيرها، بدءً من الوحدة العظيمة التي كانت ولازالت وحدة قلوب قبل أن تكون وحدة حدود وجغرافيا، مشيراً إلى أن المملكة شهدت نقلات كبيرة في جميع شتى المجالات أثمرت لنا وطناً قوياً بأبنائه وبناته الذين يتمتعون بقدرات كبيرة لا تتساوى مع أي دولة أخرى من حولنا.
وبين سموه أن الهيئة السعودية للفضاء تعمل على تأسيس بيئة تنظيمية محفزة وممكنة لقطاع الفضاء لتكون منصة ينطلق منها مسارات اقتصادية وعلمية كبيرة بالتعاون مع جميع الشركاء، موضحاً أن الإستراتيجية الوطنية للفضاء أصبحت جاهزة وسيتم عرضها على مجلس إدارة الهيئة المعين حديثاً للاطلاع عليها وإبداء الرأي فيها قبل رفعها للدولة لإقرارها، مشدداً سموه أن مشاركة المملكة في صناعة الفضاء واستثماره ستكون مثمرة وقوية، ومؤكداً على أن المملكة وبسواعد أبنائها ستحصل على فوائد عظيمة من بينها نقل الخبرة والمعرفة لأبناء الوطن، وبناء رأس المال البشري أولاً بأول وإبقائهم على اضطلاع بكل جديد.
ونبه سموه على أهمية الرسالة التي سيضطلع بها الموهوبون عن بلدهم وإبرازها للعالم من حيث إن المملكة العربية السعودية دولة سلام وهي بلد الحرمين الشريفين وأن يعمل هؤلاء وغيرهم على بث التسامح والتعايش السلمي بين شعوب العالم، مستشهداً سموه بما شاهده في رحلة صعوده إلى الفضاء عام 1985هـ حينما رأي من على المكوك الفضائي ديسكفري كوكب الأرض صغير الحجم في عالم أكبر من الكواكب والمجرات، ومع ذلك تشهد هذه الأرض رغم صغرها صراعات كبيرة، مشدداً على أهمية إبراز قيم التسامح والتعايش بين كل الناس.
وأشار سموه إلى الفرص التي تنتظر الموهوبين في مجال الفضاء وعلومه، حيث سيكون من بينهم قادة في قطاع الفضاء وعلماء ورواد فضاء ومشتغلون في مجالات البحث العلمي والتقنية وكل العلوم ذات الصلة بعالم الفضاء واقتصاده.
وأكد سموه ثقته بالشباب السعوديين وما يمتلكونه من مواهب ومقدرة على الإبداع الذي يمكنهم من ارتياد عالم الفضاء وإتقان علومه ومجالاته، مبيناً أن الهيئة السعودية للفضاء لديها فرصة كبيرة جداً للاستفادة من الموهوبين والمتميزين في المجالات الأوسع في مجال الفضاء.
وبين سموه أن الهيئة السعودية للفضاء حريصة على الاستفادة من طاقات وقدرات الشباب الطموح في مختلف المراحل الدراسية من أجل المشاركة في إثراء البرنامج، ونشر الوعي وتحفيز طلاب المملكة على المشاركة في البرامج والمعارض والمنتديات المتعلقة بالفضاء وعلومه، والمشاركة في طرح الأفكار والمقترحات والمشاريع الخاصة بالفضاء لدى الطلاب، والمشاركة في معرفة العقبات التي تواجه الطلاب في مجالات الفضاء وعلومه.
من جهته أوضح معالي الأمين العام لمؤسسة الملك عبد العزيز ورجاله للموهبة والإبداع “موهبة” الدكتور سعود المتحمي أهمية الشراكة التي تجمع الهيئة السعودية للفضاء وموهبة مبيناً أن توجيهات سمو الأمير سلطان بن سلمان أكدت على أهمية المباشرة في تعزيز رأس المال البشري للمستقبل فيما يتعلق بالفضاء، ولهذا وُقعت أول اتفاقية مع موهبة، وانبثق من هذه الاتفاقية برنامج أجيال الذي سيرسل 10 من الموهوبين لوكالة الفضاء الأمريكية ناسا قريباً.
وفي نهاية الاجتماع سلم سموه الطلاب الموهوبين شهادات تعيينهم أعضاء في المجلس الاستشاري لبرنامج أجيال الذي يهدف لبناء وتنمية كوادر وطنية مؤهلة وواعدة في مجال الفضاء، عقب ذلك جرى نقاش مفتوح مع الطلاب.