أعلن معالي الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس اليوم, خطة رئاسة شؤون الحرمين التشغيلية لموسم حج هذا العام 1443هـ, بحضور معالي وزير الحج والعمرة الدكتور توفيق بن فوزان الربيعة, ومعالي مدير الأمن العام الفريق محمد بن عبدالله البسامي، حيث تعد أكبر خطة تشغيلية للرئاسة بعد جائحة كورونا.
وركزت الخطة على “10” محاور رئيسة ترتبط بأهداف الرئاسة الإستراتيجية المنطلقة من رؤية “2030” التي تعنى بتمكين القاصدين وتهيئة البيئة الإيمانية الخاشعة لهم في الحرمين الشريفين.
وقال معاليه: “إن موسم حج هذا العام 1443هـ يأتي بعد موسمين استثنائيين في كل شيء، في نجاحها الباهر، وحسن تنظيمها، وتمكين الإنسان من أداء المناسك، مع تهيئة الأجواء التعبدية الصحية المثالية، لتضرب المملكة أروع الأمثلة في حسن إدارة الجوائح والأزمات، وتسطر بحروف من نور في جبين التاريخ قصة نجاح مبهرة ستروى للأجيال”, مشيراً إلى أن الرئاسة أعدت حزمة متنوعة من الخدمات في مختلف المجالات التي تعنى بتمكين القاصدين، وتيسير مناسكهم، وإثراء تجربتهم.
وأوضح أن الرئاسة عملت على إعداد الخطة منذ انتهاء الموسم الماضي، بالتشاور والتعاون مع مختلف القطاعات العاملة في خدمة ضيوف الرحمن، مبينًا أن خطة الرئاسة تنطلق من اعتبارات رئيسة، أولها: تحقيق الريادة في جودة الخدمات، واستدامتها على مدار الساعة، كما رُوعِيَ في إعدادها التنوع الثقافي والمعرفي لقاصدي بيت الله الحرام الذي جعله الله مباركاً وهدى للعالمين، ورسالته ينبغي أن تصل إلى المسلمين في شتى أنحاء العالم باختلاف مشاربهم ولغاتهم وثقافاتهم.
وأشار إلى أن الخطة ارتكزت على التكامل والترابط والتناغم مع مختلف الجهات ذات العلاقة في تناغم وتعاضد وتكاتف بنَّاء ومثمر, فضلًا عن تطبيق أعلى معايير الوقاية البيئية في خدماتها المقدمة في الحرمين الشريفين؛ حرصاً على سلامة الحجاج والقاصدين، وبحمدالله ومنته خلا موسمَا الحج الماضيان من أي حالات وبائية، وكانت بيئة المسجد الحرام الأكثر تعقيماً على مستوى العالم.
وأفاد أن الرئاسة هيأت كامل الطاقة التشغيلية لمصليات التوسعة السعودية الثالثة والساحات الخارجية وتوسعة الملك فهد رحمه الله, لافتًا النظر إلى أنه سيُخصَّص صحن المطاف للحجاج فقط، إلى جانب تخصيص مصليات خاصة في قبو المطاف والدورين الأول والأرضي لأداء سنة الطواف, كما خُصِّص باب الملك عبدالعزيز -رحمه الله- وباب الملك فهد -رحمه الله- وباب السلام لدخول الحجاج والمعتمرين، فيما خصصت الرئاسة “144” بوابة لدخول المصلين.
وأضاف السديس أن الرئاسة أعطت أولوية لرقمنة جميع خدماتها، وإدخال التقنيات الحديثة والتطبيقات الذكية والأنظمة الملاحية والروبوتات الآلية ومصاحف برايل الإلكترونية؛ لتمكين القاصدين وتسهيل أداء مناسكهم، ولذلك تطلق الرئاسة العديد من التطبيقات الذكية والمنصات الإلكترونية التي تسهم -بإذن الله عز وجل- في التسهيل على القاصدين وإثراء تجربتهم, حيث تجاوز عدد المستفيدين من الخدمات الرقمية للرئاسة “160” مليون مستفيد بفضل الله ومنته.
وبين أن الرئاسة تقدم يومياً 3 ملايين عبوة لماء زمزم المبارك، وأكثر من “25” ألف حافظة موزعة في جنبات المسجد الحرام، عدا المشربيات والحقائب والعربات اليدوية لإيصال الماء المبارك لضيوف الرحمن مبرداً بإذن الله تعالى.
كما تعقم الرئاسة المسجد الحرام كاملاً بمرافقه الداخلية والخارجية عشر مرات يومياً؛ لتظل بيئة الحرمين الشريفين الأكثر تعقيماً في العالم، مفيدًا أنه استُكمِلت منظومة العربات للحجاج من كبار السن وذوي الإعاقة من خلال توفير ما يتجاوز “1800” عربة كهربائية، يمكن حجزها مسبقاً عبر تطبيق “تنقل”؛ وذلك لضمان سهولة الحركة وانسيابيتها في المطاف المخصص للعربات والمسعى.
وأفاد معاليه أن الرئاسة استكملت صيانة منظومتها التشغيلية والكهربائية لضمان جودتها خلال موسم الحج، في أنظمة التبريد والأنظمة الصوتية، وأنظمة الإنارة وأنظمة الاتصالات،كما سخرت أكثر من “500” كادر هندسي يعنى بالإشراف على المنظومة الهندسية والتشغيلية على مدار الساعة, إلى جانب إعداد برامج علمية ودروس توعوية يقوم عليها كوكبة من أصحاب المعالي والفضيلة من هيئة كبار العلماء وأئمة ومدرسي المسجد الحرام، تعنى بإجابة السائلين وتقديم الفتاوى وتصحيح التلاوة بما يسهم -بمشيئة الله عز وجل- في إثراء تجربة القاصدين, مشيرًا إلى أن جميع خدمات الرئاسة ودروسها العلمية ومحاضراتها التوجيهية تُترجَم إلى “10” لغات حية من خلال مشروع خادم الحرمين الشريفين للترجمة الفورية ومشروع ترجمة خطبة عرفة، حيث ستبثها الرئاسة عبر منصة منارة الحرمين, واستفاد منها العام الماضي أكثر من “100” مليون مستفيد حول العالم.
وأشار إلى أن الرئاسة أتاحت لأبناء وبنات المملكة المشاركة في خدمة ضيوف الرحمن من خلال التطوع، حيث تستهدف الرئاسة في خطتها إتاحة ما يتجاوز 400 ألف ساعة تطوعية خلال موسم الحج بمشيئة الله عز وجل، في 10 مجالات مختلفة تعنى بخدمة ضيوف الرحمن, موضحًا أن الرئاسة تقدم الخدمات لمختلف أنواع الإعاقة، حيث جُهِّزت المصليات ودورات المياه والمسارات بكامل التجهيزات لاستقبال وخدمة ضيوف الرحمن من ذوي الإعاقة.
وأضاف أن الرئاسة أطلقت حملة “خدمة الحاج والزائر وسام فخر لنا في عامها العاشر”، تحت شعار “الجودة والريادة في حسن الهداية وتميز الرفادة وكرم الوفادة”، لتكون محفزة لمنسوبي الرئاسة ومنسوباتها للتنافس في خدمة وفد الله.
كما أعدت الرئاسة سلسلة من البرامج العلمية والثقافية التي تقدمها مكتبات المسجد الحرام، ومجموعة من المعارض النوعية التي تقدمها الرئاسة لتسليط الضوء على البعد التاريخي للحرمين الشريفين, فضلًا عن إعداد الرئاسة مواد إعلامية متخصصة، بالتعاون مع وزارة الإعلام؛ لإبراز جهود المملكة، وتوعية القاصدين، وتعريفهم بالخدمات المختلفة المعدة لهم في الحرمين الشريفين، بما يسهم -بإذن الله- في تسهيل أداء المناسك.
من جانبه, قال وزير الحج والعمرة: “نعود هذا العام بالتدرج في زيادة الأعداد بتوجيهات القيادة -أيدها الله- التي تضع صحة الإنسان أولاً، منوهاً بجهود الرئاسة في خدمة الحرمين الشريفين وقاصديهما.
من جهته, أكد مدير الأمن العام دعم كل توجهات الرئاسة في خدمة قاصدي المسجد الحرام والمسجد النبوي وجاهزية الأمن لخدمة ضيوف الرحمن بالتعاون مع الرئاسة وتعزيز الشراكة في خدمة ضيوف الرحمن.