تتجه الجامعات السعودية نحو تحقيق أهداف رؤية المملكة 2030 في السعي إلى رفع نسبة ممارسي الرياضة في المجتمع، وعملت من هذا المنطلق على استثمار إمكاناتها لتهيئة البيئة المناسبة والبرامج الرياضية الخاصة بالطالبات.
وتتوازى جهود الجامعات مع أحد أهداف برنامج جودة الحياة – ضمن برامج تحقيق الرؤية – وهو “الوصول بالفرد ومن ثم الأسرة والمجتمع إلى حياة متوازنة من خلال عدة أهداف من ضمنها تعزيز ممارسة الأنشطة الرياضية في المجتمع، وتحقيق التميز في عدة رياضات إقليمياً وعالمياً”.
وإدراكاً لدور المرأة في الأسرة والمجتمع بوصفها الأم والأخت والزوجة والابنة، تأتي أهمية المحافظة على صحتها وإتباعها لأسلوب حياة متوازن وممارسة النشاط البدني، لذا استُحثت الخطى للاهتمام بالمرافق الرياضية في المنشآت التعليمية للطالبات، وتحديداً في البيئة الجامعية كونها من أفضل الأماكن لتطوير وممارسة الرياضة النسائية.
ويبرز دور الاتحاد الرياضي للجامعات السعودية في بناء صورة ذهنية عن الأنشطة الرياضية في المجتمع وجعلها جزءاً من ثقافته عبر برامج الغاية منها توسيع قاعدة ممارستها في المملكة لا سيما في مجتمعات الطالبات، الأمر الذي دفع بالاتحاد إلى تنفيذ حزمة من المبادرات والمشاريع بغية إحداث نقلة نوعية في بيئة الرياضة الجامعية تسهم في تكافؤ الفرص بين الجنسين.
وبحسب رئيس الاتحاد الدكتور خالد المزيني، فإن برامج الاتحاد الرياضي للجامعات المنضوي تحت مظلة وزارة التعليم تسعى إلى تعميم فائدة ممارسة الأنشطة الرياضية في المجتمع كما تستشرفها الرؤية المستقبلية وصولاً إلى هدفها وأثرها الإيجابي على صحة أفراد المجتمع من خلال إتاحة استعمال المنشآت الرياضية القائمة للطلاب والطالبات على حد سواء، في حين ستوجه الميزانيات المخصصة لإعادة تأهيل المنشآت القائمة واستحداث أخرى جديدة لخدمة للطالبات.
ويعكف الاتحاد خلال الفترة المقبلة على تطوير شامل للرياضة الجامعية، مع التركيز على الشريحة الأكبر من مجتمع البيئة الجامعية، لتحفيز وتشجيع النشاط البدني المرتبط بالصحة وفتح المجال لممارسة الرياضة بما يضمن تحقيق أهداف شرائح الممارسين سواء كانت أهدافهم للصحة، أو للترويح، أو للتنافس الرياضي بمختلف مستوياته، وصولاً للاعبي النخبة.
وفي الوقت الذي يتطلع الاتحاد الرياضي للجامعات السعودية لأن تكون البيئة الجامعية من أفضل الأماكن لممارسة الرياضة النسائية يجري العمل حالياً على مشروع حاضنات التدريب في الجامعات لتوفر للطالبات أفضل بيئات التدريب طوال العام.
وتوحدت تطلعات وإنجازات الجامعات مع مستهدفات رؤية المملكة 2030 نحو تعزيز الريادة في إنشاء أندية رياضية مجهزة بمواصفات ومقاييس عالمية، وجاءت بوادر ثمارها بتحقيق السعوديات العديد من الجوائز خلال مشاركتهن في المنافسات الرياضية داخل وخارج المملكة وحاز قصب السبق في ذلك جامعة الملك سعود وجامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن.
وأوضحت وكيلة عمادة شؤون الطلاب لشؤون الطالبات بجامعة الملك سعود الدكتورة رؤى القفيدي، أن النادي الرياضي للطالبات بالجامعة المؤسس في عام 1434هـ يقدم برامجَ في مختلف الأنشطة الرياضية بإشراف مدربات متخصصات، ومختصات تعنى الجوانب الصحية والتغذية العلاجية والنظام الغذائي، مفيدة أن النادي أقام 78 برنامجاً رياضياً خلال العام الماضي 1440 هـ استفادت منه 15000 مشاركة في مختلف الأنشطة الرياضية و 919 مستفيدة من خِدْمات عيادات التغذية.
وشهد النادي الرياضي بالجامعة خلال الفترة الماضية تعاوناً مع عدة اتحادات رياضية وطنية في رياضات الملاكمة ورمي السهام والجودو، كما أسس أول فريق نسائي على مستوى المملكة للجودو وشارك في المعسكر التدريبي في القاهرة، وأول فريق نسائي لرياضة الـ”pop” والـ”skating“، إلى جانب تأسيس أندية رياضية بكليات الجامعة بهدف تدريب منسوباته وترشيح المميزات لتمثيل منتخب الجامعة.
وعلى مستوى المنافسات الرياضية داخل الجامعة وخارجها بينت الدكتورة القفيدي أن الطالبات شاركن في سباق الدراجة الهوائية على مستوى الكليات، وجرى تنظيم أول دوري رياضي على كأس وكيلة الجامعة لشؤون الطالبات، أما خارجياً فشملت دورة الألعاب الرياضية السنوية الجامعية التاسعة على مستوى جامعات المملكة واحتضنتها جامعة دار الحكمة بجدة، ومنافسات البطولة الأولى النسائية المفتوحة للسكواش والألعاب الإلكترونية (الفيفا) وحصد فيها المشاركات على عدة جوائز.
من جانبها، أفادت وكيلة جامعة الأميرة نورة بنت عبد الرحمن للدعم الأكاديمي والخِدْمات الطلابية الدكتورة آمال الهبدان، أن الجامعة أُسست مطلع العام 1441 هـ إدارة تعنى بالشؤون الرياضية، هدفها الريادة والتميز في الرياضة الجامعية بإعداد بيئة تنافسية، وتعزيز الثقافة الرياضية لدى منسوبات الجامعة. حرصاً على دعم الرياضة النسائية وتشجيعها وتعزيز حضور المرأة السعودية رياضيًا.
وأبانت أن الخِدْماتِ التي تقدمها إدارة الشؤون الرياضية حققت منذ نشأتها في مدة زمنية قصيرة العديد من المنجزات الرياضية على مستوى الجامعة والجامعات السعودية الأخرى، إذ بلغ عدد المستفيدات من خِدْماتها وفعالياتها في الجامعة 9361 مستفيدة، كما حظي الدوري الرياضي الثاني بالجامعة الذي نظمته الإدارة مؤخرا بمشاركة 288 طالبة.
وأكدت الدكتورة الهبدان اهتمام الجامعة بتضمين وتفعيل ممارسة الطالبات لمختلف الألعاب الرياضية منها كرة قدم الصالات، وكرة السلة، والجودو، والسكواش، وكرة الطاولة، حيث جرى تنظيم أول بطولة نسائية جامعية في ست ألعاب تنافسية فردية وجماعية على كأس مديرة الجامعة بمشاركة 256 طالبة من 10 كليات و33 من الطاقم الفني والإداري، وما سبقها من الإعداد والتدريب والتهيئة للبطولة من خلال عقد الدورات التدريبية المعتمدة، بالإضافة إلى إقامة ورشة عمل مع جمعية أصدقاء لاعبي كرة القدم الخيرية بهدف دعم الفرق الرياضية وتبادل الخبرات ومناقشة المعوقات المختلفة لتمكين المرأة رياضياً، فيما جرى عقد الاتفاقيات والشراكات مع مختلف الاتحادات الرياضية لتدريب الطالبات والارتقاء بمستواهن.
وأبانت وكيلة الجامعة للدعم الأكاديمي والخدمات الطلابية، أن الطالبات على المستوى الإقليمي شاركن في أربع ألعاب رياضية “كرة القدم صالات، وكرة السلة، وألعاب القوى، وكرة الطاولة”، ضمن منافسات الدورة السادسة لرياضة المرأة بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية في الكويت مؤخراً، كما تأهل عدد من الطالبات للمشاركة في البطولة العربية للألعاب الرياضية التي ستقام في الشارقة بداية شهر فبراير 2020م.
وحرصت جامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن على تفعيل الرياضة المجتمعية من خلال تنظيم العديد من الفعاليات والمسابقات سجلت في مجملها 2136 مشاركة من داخل وخارج الجامعة، منها ماراثون نورة، ومسيرة 89 دراجة هوائية للاحتفال باليوم الوطني السعودي، وسباق المشي الوردي للتوعية بسرطان الثدي، وسباق الرياض النسائي الأول للدراجات الهوائية بالتعاون مع الاتحاد السعودي للرياضة للجميع، فضلاً عن استضافتها لعدد من المنافسات والبطولات المحلية والدولية.
وتستعد إدارة الشؤون الرياضية بالجامعة حالياً لإطلاق برنامج اللياقة والصحة البدنية بهدف زيادة وعي وثقافة منسوبات الجامعة بأهمية اتخاذ نمط حياة صحي وتحقيق المستوى الأمثل من الصحة البدنية عبر برامج لياقة بدنية جماعية تحفز على ممارسة النشاط البدني بشكل منتظم، وتهيئة مسارات للمشي والجري وركوب الدراجات الهوائية.