فقدت أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- عقدها، في منطقة ذات الجيش، حينما كانت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض أسفاره، فأقام النبي -صلى الله عليه وسلم-، وأقام الناس لالتماس العقد وطلبه، ولم يكن معهم ماء، وحانت الصلاة، فكانت رخصة التيمُّم.
هذه قصة رخصة التيمُّم -كما أوضحها الباحث والمؤرخ عز الدين المسكي- وفقا لما ورد في الأحاديث الشريفة- حيث جاء إلى منطقة “ذات الجيش”، جبريل الأمين -عليه السلام- بآية التيمُّم، وذلك عند نزول النبي -صلى الله عليه وسلم- وصحابته – رضوان الله عليهم- فيها.
وتقع منطقة “ذات الجيش” على الطريق القديم إلى مكة المكرمة على مسافة سبعة كيلومترات من مسجد ذي الحليفة، وتحيط بهذه المنطقة الجبال من كل نواحيها ماعدا الشرقية منها.
وكان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قد سلك هذه المنطقة مرات عديدة، ومنها عند توجهه إلى بدر، وكذلك إلى مكة المكرمة.
وتعدُّ “ذات الجيش” من الحدود التي حدَّها النبي -صلى الله عليه وسلم- لحمى الشجر كما ورد عند الطبراني في معجمه، فالمدينة المنورة بذلك هي أول محمية بيئية تُعنى بالحفاظ على الحياة الفطرية النباتية والحيوانية.
ومن الأخبار التاريخية الواردة عن “ذات الجيش” أن فيها قبر نزار بن معد، وابنه ربيعة، وفي هذا إشارة الى العمق التاريخي لهذه المنطقة، التي لم يغب ذِكرها عن الشعر والشعراء، فقد قال فيها الشاعر المدني الفقيه عروة بن أذينة: كاد الهوى يومَ ذاتِ الجيشِ يقتُلني.
.
.
.
.
.