أشاد السفير البريطاني لدى المملكة العربية السعودية “نيل كرومبتون” بالمستوى الصحي والتطورات التي تعيشها المملكة، كاشفاً بأن فترة عمله تزامنت مع بداية انتشار وباء كورونا في المملكة حيث كانت الأماكن مقفلة لمدة 6 أشهر لكنه حظي بتجربة غير اعتيادية.
وتحدث السفير البريطاني في “برنامج الدبلوماسي” الذي يبث عبر قناة السعودية عن تجربته التي عاشها في المملكة في ظل وجود الجائحة قائلاً: علي القول إنني وكل زملائي في السفارة شعرنا بالأمان هنا حيثُ تعاملت السلطات بشكل احترافي مع الوباء وعندما بدأ برنامج اللقاحات قمنا بالتسجيل فيه مثلما فعل كل الأجانب، ولطالما شعرنا بالأمان هنا وأظن أن الحياة عادت لطبيعتها بعد ستة أو سبعة شهور وتمكنا من ترتيب اجتماعات مباشرة وأيضاً من السفر في أنحاء المملكة والذي كان أمراً ممتعاً، وبعد أن هدأت الأمور قمت باستغلال الوقت في زيارة عدد من الأماكن حيثُ قمنا بتنظيم رحلة إلى جدة والتي عملت على توطيد العلاقات مع مجتمع الأعمال كما أننا مسؤولين عن رعاية الحجاج والمعتمرين البريطانيين، كما زرت أيضاً المدينة المنورة والعلا وجزيرة فرسان.
وفي الجانب الآخر أشاد السفير البريطاني بالمملكة العربية السعودية وعن مكانتها قائلاً: لطالما كانت السعودية مستقلة أو بالأحرى كانت شبه الجزيرة العربية كذلك لم تكن أبداً مستعمرة كما كانت بعض الدول الاخرى في الشرق الأوسط لذلك علاقتنا كانت مختلفة قليلاً فكنا من أوائل الدول التي اعترفت بالمملكة العربية السعودية بعد تأسيسها في ثلاثينيات القرن الماضي وكانت لدينا علاقات سياسية وأمنية واقتصادية متزايدة مع المملكة ،سأقول هذا باللغة العربية :(العلاقات الثنائية بين المملكتين تاريخية ولكن الشراكة حديثة) .
وفي حين سؤاله عن رأيه في استثمار المملكة لنادي نيوكاسل الإنجليزي الذي يلعب في الدرجة الممتازة أجاب: أعتقد أنه تطور إيجابي جداً والاستثمار الحاصل في نيوكاسل عبر صندوق الإستثمارات العامة تم الترحيب بها من قبل سكان الشمال الشرقي وأظن أن هذا مثال جيد للفؤائد المشتركة والروابط القوية.
وفي طور الحديث عن فعاليات موسم الرياض قال “نيل”: شعرنا جميعاً بالحماس عندما بدأت السعودية بمنح تأشيرات السياحة عام 2019 وكان ثاني أكبر عدد من القادمين بتأشيرات سياحية من بريطانيا كما يفضل الجميع زيارة الوجهات السياحية الجديدة فالبعض يأتي لمتابعة الفورميلا-1 والبعض يأتون لحضور موسم الرياض وغيرها من الفعاليات، كما أننا نستقبل في السفارة حجوزات لعطلات كاملة لحضور موسم الرياض.
وتحدث”كرومبتون”حول انطباعه عن رؤية المملكة 2030 قائلاً: من أكثر البرامج الطموحة في الشرق الأوسط وكنت أعمل بالشرق الأوسط منذ وقت طويل أتذكر في عام 2015 عندما تم الإعلان لأول مرة عن رؤية 2030 كنا نتساءل ما معنى هذا إلى أن سمعنا أخباراً عديدة متفرقة وكانت هذه التغيرات مفاجئة لاحظها الناس في المملكة المتحدة ونجحت في التأثير على حياة السعوديين، ما أحاول قوله هو إنه في عام 2015 عندما سمعت عن رؤية 2030 كرؤية كبرى تحدثت عن الفئة السكانية والشابة التي ترغب في المزيد من الفرص الاقتصادية والاجتماعية.
وفي الجانب الآخر شاركت نائبة السفير البريطاني لدى المملكة العربية السعودية “آنا والترز” في الحوار وتحدثت في البداية عن تجربتها في المملكة قائلة: وصلت للتو في نهاية شهر يونيو لذلك فأنا مازلت جديدة في السعودية وهي زيارتي الثانية للمملكة لأني قضيت معظم سنوات دراستي الابتدائية في جدة ،لذلك عندما تم الإعلان عن هذه الوظيفة كنت متشوقة جداً لأنني فكرت بأن هذه الفرصة لا تعوض للعودة للمكان الذي نشأت فيه لذلك فأنا محظوظة جداً ، وأكملت “والترز”حديثها قائله:أحب الرياض جداً وأظن أن أكثر ما جذب انتباهي هنا هي الطاقة الإيجابية يمكنك الشعور بها وبدون أي استثناء فإن أي سعودي قابلته هنا حتى الآن يتمتع بالود والكرم واللطف كما أنه متشوق جداً حول الطريق الذي تتجه نحوه دولته وحول الفرص المتاحة لذلك فإنها مكان مليء بالطاقة وتجد في الرياض بيئة إيجابية جداً.
كما أشادت نائبة السفير البريطاني في محافظة عسير وعن تجربتها التي عاشتها هناك قائلة: كانت رحلة باهرة الجمال تنتشر هناك الجبال والخضرة وما ظننت أنه كان مبهراً هناك كان التنوع الثقافي والجهود المبذولة للحفاظ على الإرث الثقافي مثل والأعمال الفنية والشعر فكانت رحلة جميلة حقاً.
وفي الجانب الآخر تحدثت “آنا والترز” عن النساء السعوديات قائلة: هن مذهلات ويمتلكن قدرات ومواهب كبيرة ويشغلون مناصب رفيعة في الحكومة والقطاع الخاص فكان من المهم جداً والمشوق أنني متواجدة بهذا الوقت والعيش بكل هذه التغيرات.
اختتم السفير البريطاني حديثه قائلاً: السعودية من أكبر الشركاء في العالم ونود الحفاظ على ذلك والقيام بالمشاريع بشكل مشترك لذلك أظن إمكانيات تعاوننا كبيرة وهذا ما أعنيه بقولي إنها شراكة طويلة.. واصلوا العمل معنا لكي نحقق فوائد مشتركة وضخمة.
ومما يجدر ذكره فان برنامج (الدبلوماسي) يأتي ضمن سلسلة من البرامج المميزة لهيئة الاذاعة والتلفزيون ويتم عرضه من خلال القناة السعودية بواقع حلقة في كل يوم اثنين أسبوعياً يتم فيها استضافة دبلوماسيين في المملكة لرواية تجاربهم ونقل تصوراتهم عن المملكة ضمن الدور الذي تمثله الهيئة كصوت أساس للإعلام السعودي.