قال السفير الماليزي لدى المملكة العربية السعودية “عبدالرزاق بن عبدالوهاب” إنه يعمل هنا منذ أغسطس 2019 وأنه سعيد جداً هو وعائلته ويتطلع لتقديم المزيد لماليزيا وكذلك السعودية في جوانب تحسين العلاقات المشتركة بين الدولتين، وأضاف السفير عن مناطق المملكة التي زارها: سمحت لي الفرصة بزيارة عدة أماكن في المملكة منها جدة ومكة والمدينة والطائف والدمام، ولقد قمت بزيارة الربع الخالي، حيث أقامت أرامكو أول منشآتها هناك، ولقد منحتني تلك الأماكن إحساساً مختلفاً وكل المزايا الفريدة بها واستمتعت بذلك كثيراً خاصة وبشكل شخصي عندما أقوم بزيارة المسجد النبوي في المدينة المنورة أشعر بالرحة فهي وجهة جميلة لأي شخص عند زيارتها كل مرة.
وذكر السفير عبدالرزاق أن أول زيارة له كانت عام 2000 عندما قام بفريضة الحج وقتها وكان ذلك قبل ما يقارب 21 عاماً، وتكررت الزيارة مرات عديدة لأداء العمرة ولقد لاحظ الفرق بما تم تقديمه عن أول مرة والتطورات الهائلة في إدارة الكم الهائل من حجاج بيت الله الحرام بمكة وزوار المسجد النبوي بالمدينة المنورة و التطورات في التنقل والخدمات ومستوى النظافة وغيرها.
وتحدث عبدالوهاب في حديث مع برنامج “الدبلوماسي” الذي تبثه قناة السعودية أسبوعياً، عن حضوره لاحد البرامج التي نظمتها وزارة السياحة قائلاً: قاموا بالاستعانة بمختلف الفرق الثقافية لتأدية العرض وخلال الحدث استمعت حقاً بالمشاهدة لا أعرف اسم الرقصة ولكنها كانت بالسيوف ورأيت هذي الرقصة لا تنحصر في منطقة واحدة بل تختلف وفقاً لاختلاف المنطقة ولكنها من المظاهر الأساسية للثقافة السعودية، والسعوديون ما زالوا يحافظون على تقاليدهم من تقديم الضيافة فهم مثلاً يقدمون القهوة لضيوفهم وما زالوا الرجال يلتزمون بارتداء الثياب رغم إتاحة كل البدائل الغربية ولكنهم ظلوا يحافظون على الروح السعودية والعربية بعمق، وأظن هذا الأمر يدعوهم للفخر.
واستمر في حديثه قائلاً: عندما وضعت السعودية خطة الرؤية 2030 ، وتقليل الاعتماد على النفط والغاز وبفتح المجال لقطاعات متعددة أخرى للمساهمة في الاقتصاد السعودي وتم تحقيق التقدم في ذلك خاصة وعند النظر إلى البيئة التحتية وإلى تحول السعودية نحو الاقتصاد الرقمي وكذلك في مشروع نيوم بهدف إنشاء مدينة فريدة من نوعها، ولقد أشاد السفير عبدالرزاق عن العلاقات التي تجمع البلدين منذ سنوات طويلة قائلاً: منذ الاستقلال عام 1957 أود التركيز على ما تم إنجازه وعلى ما يجب القيام به لتحقيق المصالح المشتركة بين الدولتين عند زيارة خادم الحرمين الشريفين لماليزيا عام 2017 في زيارة رسمية ضمت بعثة كبيرة إلى كوالالمبور، وخلال تلك الزيارة تم التوقيع على اتفاقيات ومذكرات تفاهم.
ويستذكر السفير زيارة رئيس الوزراء الماليزي محي الدين ياسين إلى المملكة وذلك في شهر مارس ٢٠٢١ ، وقامت السعودية باستقبال هذه الزيارة رغم ظروف حالة وباء كوفيد ١٩ ، وكانت تلك الزيارة هي الأولى لرئيس وزراء ماليزيا خارج الدولة في منصبه مما يعكس الاهتمام الكبير والأخوة العميقة بين الدولتين، و كان باستقباله ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، وخلال اللقاء تم التوقيع على عدد من مذكرات التفاهم والاتفاقيات، ومن الأمور التي تم التوقيع عليها خلال الزيارة كانت بتأسيس مجلس التنسيق السعودي الماليزي برئاسة وزيري الخارجية السعودي والماليزي، ويساهم هذا في عقد المزيد من الاجتماعات وزيادة المحادثات بين البلدين وفي أي مجال مشترك بينهما.
ومن الجانب الآخر تحدث السفير الماليزي عن التعليم في المملكة قائلًا: لدينا حوالي 305 طلاب ماليزيين في المملكة يقومون بدراسة مجالات الشريعة واللغة العربية وغيرها، ولدينا حوالي 2163 طالب سعودي في ماليزيا معظمهم يقومون بإتمام الدراسات العليا عبر منح مقدمة من الحكومة السعودية، وكذلك لدينا حوالي 8500 ماليزي يعملون في المملكة في مجالات الهندسة وتقنية المعلومات والبنوك وغيرها، والحمدلله حين أقابلهم يعبرون عن رضاهم بالعمل هنا سواءً في القطاع الخاص أو القطاع الحكومي في المملكة.
واختتم السفير الماليزي حديثه قائلاً: أود أن أوجه رسالة لزملائي الماليزيين الذين يعملون هنا بأن يلتزموا بالمهنية والقيام بمهامكم وأن تفتخروا بتمثيلكم ماليزيا عبر عملكم في المملكة.
ومما يجدر ذكره فإن برنامج (الدبلوماسي) يأتي ضمن سلسلة من البرامج المميزة لهيئة الإذاعة والتلفزيون، ويتم عرضه من خلال القناة السعودية بواقع حلقة في كل يوم اثنين أسبوعياً، يتم فيها استضافة دبلوماسيين في المملكة لرواية تجاربهم ونقل تصوراتهم عن المملكة ضمن الدور الذي تمثله الهيئة كصوت أساس للإعلام السعودي.