أكد معالي محافظ الهيئة العامة للصناعات العسكرية المهندس أحمد بن عبدالعزيز العوهلي أن المملكة العربية السعودية ماضية في توطين صناعاتها العسكرية والأمنية بما يزيد عن 50% من الإنفاق العسكري على المعدات والخدمات العسكرية بحلول عام 2030، مبيناً أن صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع – حفظه الله – قد أوضح بشكل جلي أنه “لا صفقة سلاح بلا محتوى محلي” وهو ما يتم العمل عليه.
وقال معاليه في كلمته اليوم خلال منتدى الرياض للدفاع “2022” الذي نظمه المعهد الدولي للدراسات الإستراتيجية (IISS) ويقام على هامش معرض الدفاع العالمي الذي تنظمه الهيئة العامة للصناعات العسكرية، إن العالم الذي نعيش فيه اليوم مختلف تمامًا عن العالم الذي عشنا فيه قبل ثلاث سنوات، حيث أظهرت لنا السنوات القليلة الماضية أن التعاون في جميع أنحاء العالم أمر حيوي ومطلوب أكثر من أي وقت مضى في مواجهة الشدائد، مشيراً إلى إن الدفاع لا يقتصر على حماية حدود الدولة فحسب ، بل يتعلق بحماية سلامتها وبنيتها التحتية حتى يتمكن الناس من الوصول إلى السلع والخدمات التي تحافظ على سلامتهم ، كما يتعلق الأمر بحماية الآليات الرقمية حتى نتمكن من العمل والتواصل ،ويتعلق الدفاع أيضًا بتطوير رأس المال البشري وتزويد الناس بالمعرفة للابتكار والقيادة.
ورأى المهندس العوهلي أن الأهم من ذلك يتعلق بالأمن الجماعي بضمان مستقبل آمن ومزدهر لأطفالنا ، مشيراً إلى أن البلدان في جميع أنحاء العالم تعمل على تطوير سياسات صناعية لإنشاء سلاسل إمداد وطنية قوية ومرنة ، والشرق الأوسط لا يختلف عن ذلك .
وأضاف ، أن الاقتصاد السعودي أحد أكبر 20 اقتصادًا في العالم ، وهو منفتح أمام المستثمرين العالميين والشراكات الإستراتيجية ، كما أن ما يقرب من 50% من سكان المملكة تقل أعمارهم عن 30 عامًا ، وهذا يعني الديناميكية والإمكانيات والابتكار، مؤكداً أنه من خلال إستراتيجية واضحة توفرها رؤية المملكة 2030 التي تقع في قلب العالمين العربي والإسلامي وكمركز يربط بين القارات الثلاث ، تعد المملكة العربية السعودية قوة استثمارية تمثل الاستقرار والازدهار ، لافتاً إلى أن عدة دول في المنطقة أيضاً تعمل بشكل متزايد على تطوير سياسة صناعية لقطاعات الدفاع المحلية، وتعاوننا هو أحد مكونات النجاح المشترك.
وزاد قائلا :نحن نعمل بشكل وثيق مع جميع شركائنا في المملكة والعالم ، في تطوير وتنفيذ برامج لقطاع الصناعات الدفاعية لتحقيق الاكتفاء الذاتي ، وتعزيز سلاسل التوريد المحلية ، وتشجيع الاستثمارات الشفافة والمضمونة ، ودعم تطوير المبتكرين وقادة صناعة الدفاع في المستقبل”.
وأفاد محافظ الهيئة العامة للصناعات العسكرية في كلمته خلال المنتدى ، أن إستراتيجيتنا وأهدافنا واضحة، مضيفاً أنه ليس هناك وقت أفضل من أي وقت مضى للاستثمار في قطاع الدفاع كما هو الحال اليوم في المملكة العربية السعودية، وكجزء من مبادرة سلاسل الإمداد الخاصة بنا ، حددنا بالفعل أكثر من 70 فرصة استثمارية بقيمة عشرات المليارات من الدولارات، وحوافز نوعية لدعم المستثمر.
يذكر أن منتدى الرياض للدفاع “2022” الذي نظمه المعهد الدولي للدراسات الإستراتيجية (IISS)، قد اختتم أعماله في وقت سابق اليوم بالرياض وتم تنظيمه قبل يوم من انطلاقة معرض الدفاع العالمي، وذلك بحضور أكثر من 300 شخصية بارزة ومؤثرة في القطاعين الحكومي والعسكري من كافة أنحاء العالم.
ويهدف منتدى الرياض للدفاع، إلى تعزيز التواصل بين قادة القطاع الحكومي والعسكري في المملكة والعالم من خلال حوارات حول أبرز قضايا الصناعة ومستقبلها، حيث ناقش المشاركون من المعهد الدولي للدراسات الإستراتيجية وكبار الشخصيات أحدث البحوث التي تدفع تطور قطاع الدفاع والأمن في القرن الحادي والعشرين.