الأحساء – عبدالعزيز الجبر
ارتبطت هواية جمع القطع الأثرية، بنفوس محبيها من محافظة الأحساء بشكل كبير ، حتى أصبحت جزءاً أصيلاً من حياتهم، عبروا فيها عن تمسكهم بحضارتهم، فرغم تكلفة هذه الهواية مادياً إلا أنهم مازالوا يبحثون عن كل ما هو قديم ومميز، ليشبعوا ويحفظوا شيئًا في أنفسهم نابعاً من حبهم لتراث الأحساء وذكريات الآباء والأجداد.
ويعد متحف وليد عبدالله الناجم أحد المتاحف التراثية البارزة في محافظة الأحساء والواقع تحديداً بمدينة الجفر والذي أسسه بنفسه بمساحة 400 م٢ ، مبني على الطراز القديم بالجص والحصى والكندل، ويعتبر بالنسبة لمحتوياته من المتاحف النموذجية والمتكاملة كماً ونوعاً، إضافة إلى أكثر من 5000 قطعة تراثية قديمة ونادرة تحكي جزءاً من تراث المملكة تعود إلى مئات السنين.
ومن المقتنيات الأثرية النادرة في هذا المتحف دلة قهوة محفور على مقبضها اسم فهدة الشمري والدة الملك عبدالله بن عبدالعزيز (رحمهما الله)، وعلبة شاي مكتوب عليها سلطان الحجاز ونجد وملحقاتها الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود -طيب الله ثراه-.
ويتكون هذا المتحف من مجموعة من الغرف منها المجلس، وغرفة العروس، والمطبخ، ودكاكين شعبية للصناعات الحرفية، ودكان يضم مستلزمات الإنسان قديماً، كما يحتوي على أدوات الحرب والسلاح من بنادق وسيوف أثرية.
ويذكر بأن المتحف حظي بالتكريم خلال انعقاد الاجتماع الخامس عشر للوكلاء المسؤولين عن الآثار والمتاحف في أبريل 2014 بالكويت، باعتباره من المتاحف المميزة في منطقة الخليج العربي.
وبين الناجم بأن يوم الاثنين من كل أسبوع مخصص للعائلات لزيارة المتحف وذلك من أجل تشجيع العائلات لمعرفة تراث الوطن وإنها رسالة عظيمة لا تقل في الأهمية عن غيرها من الأجهزة الثقافية من حيث التنمية الحضارية و الارتقاء بأذواق الشعوب، وتعد المتاحف إحدى الوسائل الخدمية التي يجب أن يتمتع بها كل أفراد المجتمع بلا استثناء للتزود بالعلم والثقافة والمعرفة المباشرة التي يعطيها أي متحف بإعتباره ممثلاً للثقافة عند الزيارة.