برعاية من مايكروسوفت العربية أصدرت شركة البيانات الدولية (IDC) المزود العالمي الأول للدراسات والأبحاث والخدمات الاستشارية والمؤتمرات الخاصة بتقنية المعلومات والاتصالات وأسواق التكنولوجيا، أحدث تقرير لها حمل عنوان “نحو تحقيق تطلعات المملكة العربية السعودية الرقمية: رحلة التحول الوطني”.
وسعى تقرير (IDC) إلى استعراض تقدم رحلة التحول الرقمي في المملكة العربية السعودية، التي تُعد أهم أحد الركائز المحورية لرؤية 2030 الطموحة، من خلال تحقيق الاقتصاد المتنوع والممكِّن رقميًا، والمدفوع بالبنية التحتية الرقمية القوية ذات المستوى العالمي، بما يتماشى مع مستهدفات برنامج “التحول الوطني”.
ويُعد قطاع الاتصالات وتقنية المعلومات أحد العوامل الرئيسية لتحقيق رؤية 2030، إذ تعد المملكة العربية السعودية أحد أكبر أسواق الاتصالات وتقنية المعلومات على مستوى منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا، خاصة بعد ما أظهرت التزامًا كبيرًا في الإنفاق على التقنية، كما لعبت عناصر التقنية الرئيسية الثلاث: ، “العتاد التقني، و”البرمجيات”، و”خدمات تقنية المعلومات والاتصالات”، دورًا كبيرًا في تمكين ودفع عملية التحول الرقمي حيث ساهمت في تشكيل الحلول الرقمية المتنوعة لبعض أكثر تحديات الأعمال التي تواجهها مختلف القطاعات في المملكة.
التحول الرقمي في المملكة العربية السعودية
وعن حالة التحول الرقمي في المملكة العربية السعودية، قدرت (IDC) أن الإنفاق على الاتصالات وتقنية المعلومات في المملكة سيتجاوز 30.9 مليار دولار بنهاية العام الجاري (2021)، نصيب القطاع الحكومي منها 3 مليارات دولار، خاصة أن الخطط الحكومية تستهدف زيادة استثماراتها في الاقتصاد الرقمي للوفاء بالتزاماتها نحو تقديم خدمات حكومية عالمية المستوى.
كما تعمل حكومة المملكة العربية السعودية بالشراكة مع القطاع الخاص على تحسين وتوسيع تغطية خدمات النطاق العريض عالي السرعة وقدرته وجودته، وقد أثمرت هذه الجهود على وضع المملكة بين الدول الرائدة عالميًا من حيث توفير خدمات الاتصال عبر الألياف البصرية ونشر تقنيات الجيل الخامس، وتهيئة الانتقال السلس لشبكات الهاتف المحمول إلى الجيل التالي.
وأشار التقرير إلى محور مهم، وهو أنه على الرغم من الانخفاض الملحوظ في الميزانية عبر كافة القطاعات، وزيادة تدفق مبادرات التحفيز الاقتصادي، إلا أن الانفاق على الاتصالات وتقنية المعلومات في المملكة العربية السعودية ما زال ينمو بشكل إيجابي في العام 2021، ويأتي ذلك مدفوعًا بمبادرات التحول الرقمي المتسارعة، وزيادة الاعتماد على التقنيات الناشئة.
وأوضح التقرير أن النمو على قطاع الاتصالات وتقنية المعلومات في المملكة ما زال مستمرًا بشكل إيجابي خاصة في العام 2021، حيث يأتي هذا النمو مدفوعَا بشكل أساسي بمبادرات التحول الرقمي المتسارعة وزيادة الاعتماد على التقنيات الناشئة، علاوة على ذلك، فإن القطاع العام بشكل عام والحكومة بشكل خاص أصبحت تعي أهمية التحول الرقمي، وذلك من خلال تمكين التكامل العميق والحيوي للتقنيات الرقمية.
وتوقع التقرير أن ينتعش إنفاق قطاع الأعمال على الاتصالات وتقنية المعلومات خلال الأعوام القادمة وحتى نهاية 2025 من خلال زيادة الاعتماد على الخدمات السحابية، والذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء والأمن السيبراني، ومن خلال الاستطلاع الذي أجرته (IDC) مع القادة التنفيذيين لتقنية المعلومات لعام 2020 في المملكة العربية السعودية، توقع فيه نحو 33% من المشاركين زيادة إنفاقهم على الاتصالات وتقنية المعلومات بنسبة تزيد عن 10% في عام 2021، فيما توقع نحو نصف المستطلعين زيادة إنفاقهم على الاتصالات وتقنية المعلومات بنسبة 5% (كحد أدنى) في العام 2021، وتبرهن هذه النسب أنه على الرغم من الضغوط المفروضة على ميزانيات الشركات، يبقى الإنفاق على التقنية أولوية رئيسية لتحقيق الكفاءة الأعلى في تنويع الأعمال.
العلاقة بين الرقمنة والجائحة
وكشفت جائحة فيروس كوفيد-19 أن الكيانات التي تبنت التقنيات الرقمية كانت لها الأفضلية في الاستجابة للأزمة والتعافي منها، واختبرت الكيانات في المملكة العربية السعودية بشكل مباشر أهمية ومزايا ونتائج التحول الرقمي، إذ كشفت (IDC) تسارع الإنفاق على رحلة التحول الرقمي، ويتضح ذلك من نتائج الاستطلاع الذي أشار فيه أكثر من نصف الرؤساء التنفيذيين لتقنية المعلومات أنهم قاموا بتسريع عملية تمكين مبادراتهم الرقمية بمدة عام أو أكثر كاستجابة للتحديات التي تمت مواجهتها في العام 2020.
فيما حدد استطلاع (IDC) أهم تحديات التحول الرقمي التي تواجهها قيادات تقنية المعلومات في المملكة العربية السعودية، حيث حازت مؤشرات الأداء الرئيسية التي عفى عليها الزمن وتستخدمها المؤسسات لقياس جهودها الرقمية نسبة (28%)، فيما حظيت مبادرات التحول الرقمي المنفصلة على (26%)، والخطط الرقمية القصيرة المدى على (34%)، ونالت الابتكارات المنفصلة نسبة (34%)، أما نقص القدرات الرقمية فكان الأعلى من بين جميع التحديات حاصدًا (38%).
وصرح حمزة نقشبندي، المدير الإقليمي لشركة آي. دي. سي. (IDC) في المملكة العربية السعودية والبحرين: “عملت الحكومة السعودية بشكل مطرد على زيادة تركيزها في التحول الرقمي على مدى الأعوام الأخيرة، مما مكّن من وضعها في موقع جيد لمرحلة التعافي من تبعات الجائحة والعودة إلى الحياة الطبيعية”.
وأضاف نقشبندي، “من المتوقع أن يتم التركيز أكثر على التحوّل الرقمي لتواكب خطوات المملكة المتسارعة نحو جذب الاستثمارات الإقليمية والعالمية الجديدة، وكذلك من أجل سد الفجوة الرقمية، وزيادة تعزيز تجربة المواطن وثقته، وتلبية متطلبات التطور السريع للاقتصاد، وتحقيق التوازن بين التكاليف، والقيادة، والابتكار وتحسين الكفاءة”.
ومن جهته أكد المهندس ثامر الحربي، رئيس شركة مايكروسوفت العربية، أن التحول الرقمي، يُعد فعليًا أحد المكونات الرئيسية المُتقدمة لتحقيق مستهدفات برنامج التحول الوطني؛ لكونها متصلة بشكل مباشر بإثراء تجربة العميل مواطنا كان أو مقيما في التعامل مع الخدمات الحكومية، ورفع كفاءة العمل الحكومي الرقمي في مختلف المجالات، إلى جانب تعزيز تنافس المملكة العربية السعودية الاقتصادي، وجذب الاستثمارات الخارجية، وتعزيز مركزها العالمي بين الحكومات الرقمية.
وحول دور مايكروسوفت في تمكين التحول الرقمي في المملكة العربية السعودية، بين الحربي أن ” التحولات والأدوات الرقمية المختلفة من مايكروسوفت أثبتت فاعليتها على مستوى القطاعات والأفراد والمجتمع عمومًا، بل كان لها دور مهم في مواجهة التداعيات الناشئة عن جائحة كورونا، من خلال تسخير قدرة التكنولوجيا الرقمية الكبيرة في تعزيز الكفاءات الإنتاجية والتشغيلية وزيادة مرونة الأعمال التجارية واستدامتها وعدم انقطاعها تحت أي ظرف كان”، مؤكدًا أن مايكروسوفت ستمضي في مساعدة القطاعين العام والخاص على بلوغ التمكين الرقمي، ودعم مسارات سرعة التكيف والاستجابة السريعة لمواجهة الاضطرابات الكبيرة، وتعزيز قناعتها بدور التحول الرقمي في سد فجوة المهارات الرقمية بين الموظفين، وخدمة عملاءها.