يسعى مركز الأمير سلطان بن عبدالعزيز للبحوث والدراسات البيئية والسياحية بجامعة الملك خالد إلى تقديم كل ما يخدم البيئة ويسهم في تنميتها من جوانب علمية وعملية، تشمل الدراسات والمسوحات البيئية، إضافة إلى إقامة وتنظيم الندوات العلمية، والعديد من الحملات التثقيفية والتوعوية، وكذلك المبادرات التطوعية.
وأوضحت مديرة المركز الدكتورة رحمة الشهراني أن المركز قدم خلال الفترة الماضية العديد من المبادرات والتعاونات مع الجهات الخاصة بالبيئة وحمايتها وتنميتها، ومن أبرزها تشجير المدينة الجامعية في الفرعاء، مشيرة إلى حرص المركز على تحسين بيئة الجامعة كمنطلق رئيسي لأعماله من خلال عمليات التشجير داخل مساحات الجامعة وفروعها، بهدف زيادة الغطاء النباتي والمساهمة في زيادة المساحة الخضراء بما يخدم تعزيز التنوع النباتي المحلي في منطقة عسير بشكل عام.
وتأتي أعمال إعادة تأهيل الغابات المتضررة من الحرائق في منطقة عسير من أولويات مركز الأمير سلطان بن عبدالعزيز للبحوث والدراسات البيئية والسياحية، إيمانًا من المركز بأهمية دوره العلمي في إعادة تأهيل الغابات بالتعاون مع الجمعيات التعاونية الزراعية، ومركز تنمية الغطاء النباتي ومكافحة التصحر.
وقدّم المركز العديد من الدراسات الحقلية والدراسات والبحوث المعملية التي من شأنها خدمة أعمال الاستزراع في غابات السودة وتنومه، إضافة إلى الإشراف على جميع أعمال التنفيذ للمشروع في الغابتين، وذلك من خلال تنظيف وتأهيل المواقع المتضررة وتجهيزها للاستزراع بما يتناسب مع جيولوجية كل منطقة، إضافة إلى اختيار الأنواع النباتية المحلية المناسبة للاستزراع وفقا للأنواع النباتية المتضررة سابقًا، وكذلك تقييم الآثار البيئية الناتجة عن الحرائق في الغابات، والإشراف على استزراع 5 آلاف شجرة من الأشجار المتضررة من نباتات العرعر والطلح، و20 ألفاً من الشجيرات بين “اللافندر” و”الشث” وبعض الشجيرات المحلية، وأيضًا توثيق جميع الأنواع النباتية في المواقع المتضررة في قاعدة بيانات إلكترونية للرجوع إليها لاحقًا في حال حدوث أي تغيرات تضر ببيئة الغابات المستهدفة.
وتكثّف جامعة الملك خالد إسهاماتها في حماية البيئة وتنميتها، إيمانًا منها بدورها تجاه مجتمعها، وانعكاسات البيئة السليمة على تطور المجتمع وتقدمه، حيث عززت الجامعة جهودها في الحفاظ على البيئة كإحدى أهم عوامل التنمية والنهضة التي توليها رؤية المملكة 2030 اهتمامًا بالغًا، وذلك من خلال دعم مركز الأمير سلطان بن عبد العزيز للبحوث والدراسات البيئية والسياحية الذي صدرت موافقة مجلس الجامعة على إنشائه منذ أكثر من 20 عاماً.
وأولت الجامعة ممثلة في المركز الجانب العلمي والتثقيفي بالبيئة اهتمامًا بالغًا، حيث نظمت العديد من ورش العمل لحماية الأشجار المعمرة والحفاظ عليها، وذلك لما تتميز به منطقة عسير من توافر نسب عالية من الأشجار المعمرة، وقد قدم المركز في هذا المحور عدد التوصيات والمحاضرات التوعوية بهدف تثقيف المهتمين والمجتمع المحلي بأهمية المحافظة على أشجار المنطقة المعمرة.
وتحظى منطقة عسير بتنوع نباتي نسبته 80% على مستوى المملكة وتحتضن أكثر من 200 شجرة معمرة، كما يوجد فيها الآلاف من أنواع النباتات الطبيعية.