الرقص وعزف الآلات الموسيقية بمهارة يحتاج إلى سنوات من التدريب والالتزام ، وقبل هذا إحساس بالنغم من خلال الحواس، أما أن تتمكن من الأداء، من الرقص والعزف وأنت فاقد لإحدى الحواس الأساسية فذلك قمة التألق .
ولكن الراقصون والموسيقيون من ضعاف السمع والعازفون من فاقدي النظر في فرقة “تشاينا للمعوقين للفنون المسرحية” تمكنوا من تأدية رقصات معقدة في المسرح والأوبرا بمصاحبة موسيقى معقدة خاصة بهم، بسهولة وبدون عناء.
تشكلت الفرقة في عام 1987 كوسيلة للفنانين والمعاقين ليكونوا جزءًا من مهرجان الصين الأول للفنون. بدأت الفرقة بـ 30 شخص فقط وأمضت أول 13 عام كمنظمة هواة على مستوى بسيط ومحدود وكانت من أجل أولئك الذين أحبوا الفنون ولكن لم يكن لديهم أي وسيلة للمشاركة، وتهدف إلى تمرير فكرة “المساواة والمشاركة”. وبحلول عام 2000 قدمت الفرقة عروض واسعة في الموسيقى والرقص، وفي عام 2004 تحولت إلى فرقة مهنية تجارية بأكثر من 110 من الأعضاء و30 موظف كجزء من المنظمة.
يؤدي الراقصون عشرات العروض بما في ذلك أصعب عروضهم “ألف يد بوديساتفا” ، الذي تطلب أسابيع من التدريب و يستخدم الراقصون ، الذين يعانون من ضعف السمع ، اهتزازات الطبول وغيرها من الأدوات للعثور على إيقاعهم ويتم تجديدها في البدء من خلال لغة الإشارة من قبل مصممي الرقصات في حين يقوم المدربون بتعليم الراقصين ألا يحاكوا الحركات من خلال مراقبة المدرب بل أن يشعروا بالنبض من خلال الاهتزازات، مما يساعد على الرقص بطريقة سلسة وطبيعية وجميلة.
في حين يقوم العازفون العميان والذين يستخدمون تقنيات مختلفة للتأكد من أن الأنغام في أماكنها الصحيحة بمتابعة أنفاس بعضهم بعضًا للتأكد سرعة تردد الصوت والإيقاع ولا يمكن للجمهور ملاحظة أساليب الموسيقيين، تقوم الفرقة بالاستعداد للعروض في جميع أنحاء العالم لأشهر وأحيانا سنوات من العمل الجاد والممارسة وقد زارت المجموعة أكثر من 100 دولة معًا لعرض مواهبهم.
لم تكتفي الفرقة بتقديم العروض الموسيقية فقط، بل ساهمة في توفير فرص للفنانين المعاقين ليحققوا الازدهار وجمعوا تبرعات تزيد عن 10.94 مليون يوان (حوالي 1.6 مليون دولار) للجمعيات الخيرية والدولية غير الربحية التي تسعى لتميكن هذه الفئات.
إلى جانب تقديم عروض بديعة من الرقص والموسيقى والأغاني فإن الفرقة تعتبر مُحرّك ملهم لما يمكن أن يحققه الفنانون الشباب الموهوبون على الرغم من العقبات التي قد تصادفهم.