يواجه أعضاء حلف شمال الأطلسي أسئلة صعبة حول الخطأ الذي حدث في أفغانستان لكنهم لن ينسوا الأفغان الذين لم يتمكنوا من مغادرة البلاد، ولا الحرب على الإرهاب حسبما أكد الأمين العام للحلف في مقابلة مع وكالة فرانس برس الثلاثاء.
وفي حديث بعد إقلاع آخر رحلة عسكرية أميركية من مطار كابول، تعهّد ستولتنبرغ مواصلة الضغط الدبلوماسي على حركة طالبان للسماح للأفغان المتبقين ممن عملوا لحساب الدول الغربية ويشعرون الآن بالخطر، بمغادرة البلاد.
بعد حرب استمرت 20 عاما، باتت الحركة الإسلامية تسيطر مرة أخرى على معظم أفغانستان وتحتفل بالانتصار على الحكومة المنهارة المدعومة من الغرب.
لكن ستولتنبرغ شدد على أن الحلفاء لم يخسروا كل شيء، لأن تدخلهم حال على الأقل دون قيام جماعات إرهابية دولية بشن هجمات من أفغانستان على أهداف غربية.
لكنه أكد على ضرورة أن يعمل قادة كابول الجدد مع المجتمع الدولي على إعادة فتح المطار والسماح بممر آمن للأفغان الذين عملوا مع الحلفاء، والسيطرة على الجماعات المتطرفة.
وقال “من الضروري إبقاء المطار مفتوحا لإتاحة وصول مساعدات إنسانية للشعب الأفغاني وأيضا للتأكد من أنه يمكننا الاستمرار في إجلاء الأشخاص الراغبين في المغادرة لكن لم يتمكنوا من أن يكونوا جزءا من عملية الإجلاء العسكرية”.
أضاف “لن ننساهم”.
وتتوافق تصريحاته مع تصريحات المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل التي اعتبرت في وقت سابق أن مطار كابول “يكتسي أهمية وجودية لأفغانستان إذ من دونه، لا يمكن وصول أي مساعدة طبية أو إنسانية”.
وتجري طالبان محادثات مع تركيا وقطر بشأن تشغيل المطار الذي كان في الأسابيع الماضية مسرحا لخروج أعداد كبيرة من اللاجئين والقوات الأميركية وقوات الحلف.
لكن الأفغان الذين عملوا مع الولايات المتحدة أو أعضاء الحلف، يخشون عبور نقاط التفتيش التي تشرف عليها طالبان للوصول إلى المطار، والذي يقول مسؤولون أميركيون إنه في وضع سيء.
أسئلة صعبة
أشار مسؤولون أوروبيون كبار إلى أن خبراء مدنيين بريطانيين أو من دول الاتحاد الأوروبي، يمكنهم المساعدة في تشغيل المطار، لكن لم يتضح بعد ما إذا كانت طالبان ستوافق على المقترح.
وأقلعت آخر رحلة عسكرية أميركية من مطار كابول مساء الاثنين بعدما أقيم جسر جوي قبل أسبوعين سمح بإجلاء أكثر من 123 ألف شخص، من عناصر الحلف وأفغان عملوا إلى جانبه خلال النزاع.
وتعهد ستولتبرغ أن يواصل الحلفاء الضغط الدبلوماسي على طالبان من أجل السماح للأفغان المتبقين الذين عملوا لحساب الدول الغربية ويشعرون الآن بالخطر، بمغادرة البلاد.
وقال “سنواصل العمل مع حلفاء حلف شمال الأطلسي مع دول أخرى لمساعدة الناس على المغادرة”.
أضاف “لقد أعلنت طالبان أنها ستسمح للناس بالمغادرة، وسنحكم على طالبان ليس بناء على أقوالها بل على أفعالها”.
وتابع “سنستخدم نفوذنا السياسي والدبلوماسي والاقتصادي لضمان أن يتمكن الناس من المغادرة.
المسألة مهمة لأن حلفاء حلف شمال الأطلسي موجودون هناك منذ سنوات عدة”.
ولفت ستولتنبرغ إلى أن الحلف الذي يضم 30 عضوا سيتعين عليه تحليل الخطأ الذي حدث في مهمته القاضية ببناء حكومة وجيش أفغانيين قادرَين على صد تقدم طالبان.
وقال لوكالة فرانس برس “هذا من الاسئلة الصعبة التي يجب طرحها، في الوقت الذي نمر بعملية تقييم وتحليل لتعلم الدروس داخل حلف شمال الاطلسي “.
” لأننا نحتاج إلى تكوين فهم أفضل للخطأ الذي حدث لكن أيضا لتحليل الإنجازات التي حققناها في أفغانستان خصوصا في الحرب على الإرهاب”.