تقرير – ولاء حواري
يبدو أن التاريخ يعيد نفسه مع رواية “نساء صغيرات” للكاتبة “لويسا ماي آلكوت” التي نُشرت لأول مرة في عام 1868 ففي حين حققت الرواية نجاحًا فوريًا وتم استعراضها بشكل إيجابي من قبل العديد من المجلات الراقية إلا أن ذلك لم يحسن صورتها لدى القارئ “الرجل” الأمريكي.
فلم تكن روايات النساء الأميركيات بالنسبة للنقاد تعتبر من الكتابة “الجادة”، على الرغم من أن نظيراتهن البريطانيات مثل “جين أوستن” و”فاني بورني” كن يعتبرن عملاقتين في المشهد الأدبي البريطاني بينما كان المشهد ألأدبي مختلفاً في الولايات المتحدة في ذلك الوقت.
والآن في 2019 لم تأت كمفاجأة رفض الرجال لفيلم “نساء صغيرات” و المأخوذ بتصرف عن الرواية الشهيرة، على الرغم من إشادة النقاد بالفيلم و مشاركة عدد من النجوم الذين يتحمس لهم مرشحو الأفلام للعديد من الجوائز.
عكست ردود الأفعال تجاه الفيلم صدى عهد قديم تجاه الروايات التي تركز على النساء، وبالتالي لم يتم تقديمه بشكل جيد خلال مواسم الجوائز – حيث حصل على ترشيحين لجائزة غولدن غلوب وبعض الاعتراف من نقابة ممثلي السينما، وربما يعود ذلك إلى أن أغلب العروض المتقدمة المبكرة تركز بشكل كبير على النساء مما قد يوحي بأن التحيز اللاشعوري هو سبب تجاهل العديد من الناخبين الذكور لها.
وفي نفس الوقت تشير أرقام شباك التذاكر بعد صدور الفيلم إلى احتلاله المرتبة الثالثة بعد “حرب النجوم” الجديد وأحدث نسخة من “Jumanji” . مما حدا بالناقدة نايت ماسلين في صحيفة نيويورك تايمز لأن تعبر في تويتر عن مفاجأتها من “العداوة النشطة” على تويتر تجاه “نساء صغيرات” من رجال قالت إنها تعرفهم وتحبهم وتحترمهم! واصفة الفيلم بأنه تحول إلى مشكلة حقيقية مع الرجال! في حين رد البعض على تويتر : “إنها ليست مشكلة فنحن لا نهتم”.
ورغم أن المتعارف عليه أن الوصاية على المشهد الأدبي والفكري هي من الغالبية البيضاء والذكور، إلا أن هذا لا يعني أن خيال الكاتبات الأميركيات لم يكن شائعًا مثل “نساء صغيرات” وأيضاًَ “كوخ العم توم” لهارييت بيتشر ستو والتي لم تكن تلاحق على الطلب عليها بعد نشرها عام 1852.
وهناك بعض الحقيقة في فكرة أن المرأة تسعى جاهدة لكتابة أعمال من شأنها أن تحقق ربحا ماديا كما أشارت ألكوت نفسها بانها كتبت “نساء صغيرات” “بسرعة قياسية مقابل المال حيث لم يكن لدى النساء الكثير من الفرص لكسب المال سوى من أعمال تفتقر للمهارات، بينما كان الكتاب الرجال يعملون على ملحمات مثل “موبي ديك” والتي قد لا تحقق الدخل المطلوب.
قد لا يبدو “نساء صغيرات” أنه شيء جديد ومتقدم مقارنة بما يقدم في السينما في الوقت الحاضر وربما يشعر الرجال أنه مألوف جدًا خاصة وأن الرواية تحولت إلى أكثر من سبع مرات لكن في عصر تتكرر فيه الأفلام المتسلسلة ويعاد إنتاجها والكثير منها متمحورًا حول الذكور، لا يعد “نساء صغيرات” استثناءً.