يبدو المهاجم السويدي المخضرم زلاتان إبراهيموفتش العائد إلى صفوف ميلان الإيطالي بعد توقيعه عقدا لمدة ستة أشهر قابلة للتجديد، جاهزا لخوض هذا التحدي الذي قد يكون الأخير له في الملاعب بعد مسيرة مظفرة.
ووعد إبراهيموفيتش انصار النادي الذي دافع عن ألوانه سابقا بين عامي 2010 و2012 بأنه سيبذل قصارى جهوده لمساعدته على الخروج من الأزمة التي يمر بها حاليا بطل أوروبا 7 مرات حيث يحتل المركز الحادي عشر في الدوري الإيطالي.
وصرح إبراهيموفيتش لموقع النادي الرسمي “أعود إلى النادي الذي أكن له احتراما كبيرا والى المدينة التي أحب”، مضيفا “سأكافح أنا وزملائي لتغيير الأمور هذا الموسم وسأبذل قصارى جهدي لتحقيق أهدافنا”.
وسيلتحق إبراهيموفيتش بصفوف فريقه الجديد- القديم في الثاني من يناير لإجراء الفحوصات الطبية قبل أن يبدأ التدريب مع زملائه الجدد.
وكان إبراهيموفيتش أعلن رحيله عن نادي لوس إنجليس غالاكسي الأميركي الشهر الماضي بعد أن أمضى في صفوفه موسمين ونصف وسجل 52 هدفا في 56 مباراة.
ويعرف إبراهيموفيتش الدوري الإيطالي جيدا بعد أن دافع عن ألوان ثلاثة أندية هي يوفنتوس وانتر ميلان وميلان، انضم إلى يوفنتوس عام 2004 قبل أن ينتقل إلى انتر ميلان عام 2006 بعد إسقاط يوفنتوس إلى مصاف الدرجة الثانية لاتهامه بالتلاعب بنتائج المباريات في الدوري المحلي، قبل أن ينتقل إلى ميلان عام 2010 على سبيل الإعارة من برشلونة لموسم واحد قبل أن يوقع رسميا معه.
وعلى مدى موسمين في صفوف ميلان، سجل إبراهيموفيتش 56 هدفا في 85 مباراة. ويعاني ميلان من عقم في خط الهجوم إذ سجل 16 هدفا فقط في 17 مباراة حتى الآن هذا الموسم ويأمل أن يساهم تواجد “أبرا” في صفوفه في رفع معنويات زملائه على أرضية الملعب.
ويأتي التعاقد مع إبراهيموفيش في إطار سعي إدارة نادي ميلان وقف النتائج السلبية للفريق الذي حقق فوزين فقط في مبارياته السبع الأخيرة، إذ يحتل المركز الحادي عشر ومني الأحد الماضي بأسوأ خسارة له في الدوري منذ 21 عاما عندما سقط بخماسية نظيفة أمام مضيفه أتالانتا.
ويملك إبراهيموفيتش خبرة واسعة في الملاعب الأوروبية جناها من خلال دفاعه عن ألوان أبرز أندية القارة العجوز بدءا بأياكس أمستردام الهولندي وتجربته الإيطالية ثم باريس سان جرمان الفرنسي حيث بات أفضل هداف في صفوفه مع 156 هدفا في 180 مباراة قبل أن يحطم رقمه زميله السابق الأوروغواي أدينسون كافاني، توج هدافا للدوري الإيطالي مرتين عام 2009 في صفوف انتر ميلان ثم في عام 2012 مع ميلان، كما أنه يملك الرقم القياسي في عدد الأهداف التي سجلها في صفوف منتخب بلاده مع 62 هدفا في 116 مباراة دولية، لطالما تميز إبراهيموفيتش بتصريحات نارية تتعلق به ومما قاله إثر تركه غالاكسي في تغريدة على حسابه الشخصي على تويتر “لقد جئت، لقد رأيت، لقد فزت، شكرا لك غالاكسي على إعادتي إلى الحياة، بالنسبة لعشاق الفريق، أردتم زلاتان، أعطيتكم زلاتان، على الرحب، تستمر القصة .. الآن، عودوا إلى مشاهدة البيسبول”.
وعندما سئل ما إذا كان سيبقى مع باريس سان جرمان بعد انتهاء عقده كان جوابه “سأفعل ذلك إذا أزاحوا برج ايفل ووضعوا تمثالي بدلا منه”.
وعن تجربته الباريسية قال أيضا “لقد أتيت إلى هنا كملك وأغادر كأسطورة”، حتى أن سيرته الذاتية تحمل عنوانا يمجد نفسه فيه وهو “كرة القدم هي أنا”.
وتعرض إبراهيموفيتش لإصابة خطيرة في ركبته في صفوف مانشستر يونايتد لكنه تعافى في وقت قياسي ولدى سؤاله عن هذا الأمر قال “الأسود لا تتعافى مثل الكائنات البشرية العادية”، بيد أن قوة إبراهيموفيتش تكمن في أن موهبته تتكلم عنه على أرضية المستطيل الأخضر.
وأشاد المدرب الإيطالي كارلو انشيلوتي في كتابه بعنوان “أسراري التدريبية” بإبراهيموفيتش بقوله “يملك شخصية رائعة ويتميز باستقرار كبير في المستوى ولطالما كانت قدوة لزملائه”.
وسيسير إبراهيموفيتش على خطى لاعبين كبار سبقوه بالعودة من الولايات المتحدة إلى القارة الأوروبية في خريف عمرهم أمثال الفرنسي تييري هنري والإنجليزي ديفيد بيكهام من دون أن يصيبا نجاحات بارزة، وبالتالي فإن التحدي كبير أمام السويدي المخضرم.