أثارت جامعة هندية مرموقة الكثير من الجدل والسخرية على وسائل التواصل الاجتماعي بعد إعلانها عن تقديم دورة متخصصة بدراسات الأشباح.
ووفقا لما نشرته “يورونيوز” فإن هذه الدورة التي يستغرق إتمامها ستة أشهر يتم تعليم الأطباء فيها كيفية التعامل مع الأشخاص الذين يزعمون أنهم يرون الأشباح أو أنها تتقمصهم، لينالوا شهادة في النهاية من جامعة باناراس هندو BHU في مدينة فاراناسي.
Rest of the World: Big Data, Artificial Intelligence, Machine Learning.
India: "Bhoot Vidya" Course. pic.twitter.com/4lzLw5XCWn
— SG (@shrinivassg) December 26, 2019
يقول القائمون على الجامعة إن الدورة التي ستبدأ في كانون الثاني/ يناير ستركز على الاضطرابات النفسية الجسدية التي غالباً ما يتم الخلط بينها وبين الحوادث فوق الطبيعية.
وسيتم إجراء الدورة تحت إشراف كلية “الأيورفيدا Ayurveda” نظام الطب الهندوسي القديم والشفاء، حيث تم إنشاء وحدة منفصلة لدراسات الأشباح “Bhoot Vidya” بحسب ما قال مسؤول في الجامعة.
وقال ياميني بوشان تريباثي عميد كلية الأيورفيدا: “ستتعامل هذه الدراسات بشكل أساسي مع الاضطرابات النفسية الجسدية والأمراض الناجمة عن أسباب غير معروفة وأمراض ذهنية أو نفسية”.
وأضاف أن الجامعة كانت الأولى في البلاد التي تقدم مثل هذه الدورة التي من شأنها تعليم الأطباء حول “علاجات الأيورفيدا لعلاج الأمراض المرتبطة بالأشباح”.
تشمل علاجات الأيورفيدا بشكل عام الأدوية العشبية وتغييرات النظام الغذائي والتدليك والتنفس وأشكال التمرين الأخرى.
وسيتم تدريس علاجات الاضطرابات النفسية والجسدية والأمراض التي تسببها “الأشباح” للأطباء الذين يحملون شهادة بكالوريوس طب وجراحة الايورفيدا (BAMS) وبكالوريوس الطب وبكالوريوس الجراحة (MBBS).
وبدأت التحركات لإنشاء وحدة منفصلة لهذا الفرع من “الأيورفيدا” قبل ستة أشهر.
تمت صياغة الاقتراح بعد اجتماع رؤساء الأقسام الستة عشر بالكلية الذي أعطى الضوء الأخضر للمضي بالفكرة، ثم تم إرسال الاقتراح إلى المجلس الأكاديمي للجامعة، والذي بدوره أعطى الموافقة النهائية.
ويعاني ما يقرب من 14 ٪ من الهنود من مرض عقلي، وفقاً لدراسة أجراها المعهد الوطني للصحة العقلية وعلم الأعصاب (نيمهانز) في عام 2016 .
وفي عام 2017، قدرت منظمة الصحة العالمية أن 20٪ من الهنود يعانون من الاكتئاب في مرحلة ما من حياتهم.
إلا أن الرقم الصادم هو عدد الأطباء النفسيين والمتخصصين في الصحة العقلية في الهند، حيث لا يصل إلى 4 آلاف في البلاد التي يبلغ عدد سكانها 1,3 مليار نسمة.
مشكلة أخرى هي قلة الوعي حول هذه القضايا، ووصمة العار الاجتماعية التي تتسبب بكبح رغبة المرضى بالحصول على مساعدة أو رعاية مهنية.
كما أن كثير من الهنود، خاصة في المناطق الريفية والأكثر فقراً، يزورون الشامان أو السحرة لعلاج أمراضهم العقلية.
وتراوحت ردود الأفعال على وسائل التواصل الاجتماعي بين ساخر من الفكرة أو ساخر من الاسم وبين موضح لحقيقة الخطوة وماهية الدراسة.