صارت البندقية مدينة أشباح فيما باتت بورتوفينو ملتقى الطبقة المخملية على ساحل ليغوريا مقفرة على غرار فارينا على ضفة بحيرة كومو فالسياحة في إيطاليا خامس وجهة عالمية تدفع الثمن غاليا جراء وباء كورونا وانهار عدد السياح في إيطاليا العام 2020 مع وصول 25,53 مليون زائر أجنبي في مقابل 65,02 مليونا في 2019 أي بتراجع نسبته أكثر من 60%.
ويقول رئيس الاتحاد الإيطالي لغرف التجارة كارلو سانغالي “الوضع مأساوي فعلا ويجب بذل كل الجهود لإنعاش قطاع بهذه الحيوية في البلاد” وتواجه حوالى مئة ألف شركة في القطاع السياحي خطر الإفلاس على ما يفيد معهد “ديموسكوبيكا” للأبحاث ما قد يؤدي إلى خسارة 440 ألف فرصة عمل.
وقبل الجائحة كانت السياحة تمثل نسبة 14% في إجمالي الناتج الداخلي الإيطالي وقد ساهم انهيارها في إغراق البلاد في 2020 بأسوأ ركود اقتصادي شهدته منذ الحرب العالمية الثانية مع تراجع نسبته 8,9% وكان للجائحة آثار مدمرة أيضا على هذا القطاع الحيوي لثالث اقتصاد في منطقة اليورو، ما أرغم فنادق ومطاعم على الإغلاق على مدى أشهر.
ولإعادة إطلاق عجلة السياحة، تقترح هيئة السكك الحديد الإيطالية رحلات بالقطارات السريعة “خالية من كورونا” بين روما وميلانو مطلع بريل في سابقة أوروبية وسيخضع طاقم القطار وكل الركاب لفحوصات قبل الصعود إليه وأطلقت شركة “إليطاليا” للطيران مبادرة مماثلة العام الماضي على بعض الرحلات الداخلية والدولية.
وتقول آنا بيغاي وهي دليلة سياحية في البندقية “من دون سياح أصبحت البندقية ميتة مثل بومبيي إنه لأمر محزن عندما نتنزه في الشوارع” وخلال سنة كاملة لم تقم إلا بحوالى عشر زيارات مع سياح في حين تراجع إشغال السياح الأجانب لغرف الفنادق بنسبة 54% إلى 184,1 مليونا في 2020 في إيطاليا.
ويبقى الأفق قاتما بالنسبة للعام 2021 وحذر مدير الهيئة الوطنية للسياحة من أن “السياحة الدولية في إيطاليا لن تعود إلى مستويات ما قبل الجائحة قبل 2023” إلا أن بعض السياح الأجانب القلائل إلى جانب إيطاليين أيضا يستغلون الهدوء غير المعهود ويقول راينر ليبرت الذي أتى من هايدلبرغ في ألمانيا خلال زيارة لميلانو “عدد السياح قليل جدا هنا وهذا أمر جميل”.