أعاد الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، بمذكرتي التفاهم غير الشرعيتين اللتين وقعهما مع فايز السراج، لأذهان الليبيين، ذكرى “مذبحة الجوازي”، التي وقعت عام 1816، ولا تزال عالقة في الذاكرة الليبية، ففي 5 سبتمبر 1816، أي قبل ما يزيد على 200 عام، نفذ”المستعمر التركي واحدة من أبشع المجازر في التاريخ ضد قبيلة الجوازي، التي كانت تسكن مدينة بنغازي، ما خلف الآلاف من القتلى والضحايا.
وتعود فصول “المذبحة”، حين دعا الحاكم العسكرى التركي القرمانلي شيوخ الجوازي للحضور إلى القلعة التركية بغرض إكرامهم وطلب الهدنة، على اعتبار أن سكان القبيلة كانوا يقولون “لا” فى وجه الاستبداد التركي.
بالفعل، لبى شيوخ وأعوان “الجوازي” النداء، وما إن جلسوا داخل القلعة، حتى أعطى القرمانلي إشارته للحرس الخاص لتنفيذ الهجوم عليهم، إذ تم ذبحهم جميعا، وبعد “تصفية” الشيوخ الذين كان يناهز عددهم الـ45، طالت “المذبحة” جميع أنحاء القبيلة، فبلغ عدد القتلى أكثر من 10 آلاف فرد، من بينهم نساء وأطفال، وفقًا لتقرير أعدته “سكاى نيوز” الإخبارية.
جاءت مذبحة “الجوازي”، انتقامًا من الثورة التي اندلعت ضد القرمانلي، ورفض سكان الجوازي دفع الضرائب المفروضة عليهم، وما يزال سكان ليبيا يحيون كل سنة ذكرى “مذبحة الجوازي”، التي أدت أيضًا إلى مغادرة عدد من سكان القبيلة البلاد، وتوجههم صوب دول مجاورة، مثل مصر والجزائر وتونس والسودان.
ويتوجه الليبيون، في كل ذكرى، بنداءات للمنظمات الدولية، لمطالبة تركيا بالاعتراف بالمذبحة، والاعتذار للقبيلة والحصول على حقوق الضحايا المعنوية والمادية، إلا أن تركيا تتجاهل هذا كما تفعل في الاتهامات التي تلاحقها في مذابح الأرمن.