فيما حملت الأنباء السارة حول لقاح ضد كوفيد-19 موجة أمل وتفاؤل، قد يجعل التشكيك عموما بجدوى اللقاحات حتى تلك الأكثر فعالية بينها من دون فائدة على ما حذرت مسؤولة دائرة التلقيح في منظمة الصحة العالمية.
وأوضحت كاثرين اوبراين في مقابلة أجرتها معها وكالة فرانس برس عبر الفيديو “اللقاح الذي يبقى في براد أو ثلاجة أو على رف من دون أن يستخدم لا يساهم في القضاء على هذه الجائحة”.
وأعلت مختبرات “فايزر” الأميركية و”بايونتيك” الألمانية الاثنين عن لقاح تطورانه فعال بنسبة 90% على ما أظهرت نتائج تمهيدية لتجارب المرحلة الثالثة من هذا اللقاح التي تشمل أكثر من 40 ألف شخص.
وقالت أوبراين إن هذه النتائج وإن كانت تمهيدية “مهمة للغاية” معربة عن الأمل في أن تصدر بيانات لقاحات أخرى عدة باتت في مرحلة الاختبار الأخيرة على البشر.
وشددت على أنه في حال أظهرت البيانات الكاملة “أن لقاحا أو عدة لقاحات فعالة جدا، سيشكل ذلك نبأ سارا لنغني ترسانتها بأداة جديدة في مكافحة الجائحة”.
لكنها أعربت عن قلقها الشديد من التضليل الإعلامي ونظريات المؤامرة التي تعزز صفوف المناهضين للتلقيح في حين أن الجائحة لا تزال خارج السيطرة بشكل كبير وأسفرت عن أكثر من 1,3 مليون حالة وفاة.
وأكدت “يجب تعزيز الثقة بأن منظمة الصحة العالمية لن تقوم بأي تنازلات على صعيد سلامة وفعالية اللقاحات التي تقيمها”.
وقالت أوبراين وهي طبيبة، أن ثمة أمورا مهمة لا تزال غير واضحة بشأن اللقاحات التي يجرى تطويرها، مثل مدة الحماية التي توفرها.
وثمة سؤال مهم جدا أيضا مفاده “هل هي تغير أرجحية نقل عدوى المرض إلى شخص آخر؟” وتعول منظمة الصحة العالمية على توافر هذه اللقاحات في الأشهر المقبلة لكنها تستعد من الآن للتحدي اللوجستي الهائل المتمثل بتلقيح مليارات الأشخاص بأسرع وقت ممكن.
وأعدت المنظمة توصيات بتوفير أولى جرعات اللقاح للأشخاص المعرضين أكثر من غيرهم لخطر الإصابة.
وأوضحت اوبراين “الهدف هو أن تتمكن كل دولة من تلقيح 20% من سكانها بحلول نهاية العام 2021 ما يساهم فعلا في الاستجابة لحاجات الطواقم الطبية والسكان الذين يحظون بالأولوية، ومع استمرار العرض بالارتفاع نتوقع أن نتلقى عدد أكبر بكثير من الجرعات في 2022”.