العلا – عائشه العامودي
تعود فعاليات مهرجان سماء العلا هذا الشهر إلى الواحة التاريخية للعلا بتجارب ساحرة تنقل مراقبة النجوم إلى آفاق جديدة، مستعرضةً السماء الصافية الخالية من التلوث الضوئي، وعلاقة العلا العميقة والموغلة في القدم بعالم الفلك. وبوصفها موطناً لموقعي الغراميل ومنارة العلا، أولى الوجهات المعتمدة كـ”مواقع للسماء المظلمة” في الشرق الأوسط من قبل منظمة دارك سكاي الدولية، تقدّم العلا مشهداً فلكياً لا يُضاهى. من منحدرات منتزه شرعان الوطني المهيبة، إلى الفخامة الهادئة في “أور هابيتاس العلا”، والرومانسية الحالمة في “شيدي الحِجر”، يرحب المهرجان بالزوّار لاكتشاف روعة الكون كما لم يشاهدوها من قبل.
مراقبة النجوم في شرعان:
في قلب منتزه شرعان الوطني، تتحوّل تجربة مراقبة النجوم إلى رحلة غامرة عبر الزمن والمكان. ويُعد المنتزه بتضاريسه الصحراوية الممتدة وتكويناته الجبلية الخلابة من أبرز المواقع لمراقبة النجوم. وخلال مهرجان سماء العلا، يتحول المكان إلى مسرح طبيعي مفتوح للسماء، حيث يمكن للزوار استحضار تقاليد الأجداد الذين لطالما استرشدوا بالنجوم خلال رحلاتهم في الصحراء.
“أور هابيتاس العلا”: الهدوء تحت السماء
أما الباحثون عن تجربة أكثر خصوصية ورفاهية، فسيجدون ضالتهم في منتجع “أور هابيتاس العلا”، الواقع وسط وادي عشار بالعلا. يقدم المنتجع جلسات مراقبة نجوم خاصة طوال العام تتضمن استخدام التلسكوبات، ورواية القصص السماوية، وسط أجواء صحراوية ساحرة. سواء على الشرفات الخاصة أو حول نيران المخيم، فإن الضيوف مدعوون إلى التأمل في جمال السماء وسكونها الساحر.
“فندق شيدي الحِجر”: رومانسية بين النجوم – تجربة “المُختصر”
في فندق “شيدي الحِجر”، تأخذ الرومانسية طابعًا خاصًا من خلال تجربة “المُختصر” الحصرية. حيث يستمتع الأزواج بعشاء على ضوء الشموع وسط المناظر الصحراوية الخلابة، بتصميم أنيق وقائمة طعام مختارة بعناية تزيد من روعة الأجواء. وتشمل التجربة جلسة مراقبة نجوم دافئة مع أغطية وثيرة وتلسكوبات مهيأة، لعشاق الليل والنجوم. كما يمكن للضيوف الانضمام إلى أمسيات جماعية مستوحاة من أجواء البادية الأصيلة، تتضمن أطباق مثل “المضغوط والمدفون”، وسردًا تفاعليًا للقصص، وعروضًا حية تحت السماء.
بالإضافة إلى ما سبق، يمكن للزوار التوجه إلى صحراء الغراميل للاستمتاع بمشهد نادر لمجرة درب التبانة، بعيدًا عن أي تلوث ضوئي، حيث تتلألأ ملايين النجوم في السماء دون الحاجة إلى تلسكوب، محاطة بتشكيلات الغراميل الصخرية الخلابة. في ليالي اكتمال القمر، سيقوم الزوّار بجولة مشي قصيرة لاستكشاف جمال الطبيعة المحيطة قبل التخييم لمشاهدة السماء ليلاً. أما في الليالي الحالكة، فستركّز الجولة بالكامل على النجوم والكوكبات الفلكية. وتشمل جميع الجولات عشاءً مشويًا يُحضَّر للزوار حول نار المخيم، في أجواء دافئة تحت سماء العلا المظلمة.
يعود مهرجان سماء العلا بين 18 و27 إبريل 2025 ضمن تقويم فعاليات لحظات العلا ليُعيد إحياء العلاقة العريقة بين الإنسان والكون، ويؤكد مكانة العلا كمركز عالمي للسياحة الفلكية. في قلب المهرجان، تبرز “منارة العلا”، وهي مرصد فلكي جديد يعكس رؤية مستقبلية في علوم الفضاء، حيث يمكن للزوار استكشاف معارض تفاعلية، وتجربة تلسكوبات حديثة، وورش عمل تعليمية تمزج بين المعارف القديمة والاكتشافات العلمية الحديثة.
كما تتضمن الفعاليات عروض المناطيد المضيئة، ورحلات المنطاد الحر والمربوط فوق معالم العلا الشهيرة، وحفلا موسيقيا تحت النجوم للفنانين محمد حماقي وأحمد سعد، لتقدم للعائلات والمغامرين تجربة لا تُنسى تجمع بين الثقافة والاستكشاف والمتعة.