أكّد معالي رئيس مكتب البيانات الوطنية بالهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي “سدايا” الأستاذ الربدي بن فهد الربدي, أن البيانات والذكاء الاصطناعي أصبحت اليوم المحرك الرئيس لقطاع الإعلام، مبينًا أن العالم ينتج كل يوم ما يعادل “400” مليون تيرابايت من البيانات التي يتفاعل معها أكثر من “5” مليارات مستخدم عبر المنصات الرقمية، مما فتح آفاقًا جديدة في صناعة الإعلام، ودفعت أكثر من “78%” من الجهات الإعلامية لاستعمال تقنيات الذكاء الاصطناعي.
وأوضح معاليه خلال مشاركته في جلسة حوارية في المنتدى السعودي للإعلام 2025 المقام بفندق هيلتون بالرياض، أن التقنيات المتقدمة اليوم تساعد في إنتاج ما يقارب “85%” من المحتوى الإعلامي، وهناك توقعات بتجاوز حجم سوق الذكاء الاصطناعي في الإعلام والترفيه أكثر من “99” مليار دولار عالميًا بحلول عام 2030، مؤكدًا أن هذه الأرقام تعطي دلالة على أن توظيف تقنيات البيانات والذكاء الاصطناعي في الإعلام لم يعد اختيارًا، بل ضرورة يفرضها الواقع الجديد.
واستعرض معاليه جهود الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي “سدايا” التي تأتي في طليعة هذه التحولات الرقمية والتطورات ضمن مساعيها نحو تحقيق رؤيتها في جعل أفضل ما في البيانات والذكاء الاصطناعي واقعًا، ولضمان ريادة المملكة وبناء اقتصاد رقمي مزدهر ومستدام وفقًا لرؤية المملكة 2030 بقيادة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز ولي العهد رئيس مجلس الوزراء رئيس مجلس إدارة “سدايا” – حفظه الله -.
ولفت معاليه النظر إلى أن المملكة تصدرت أهم المؤشرات العالمية في البيانات والذكاء الاصطناعي، مُحققةً المرتبة السادسة عالميًا في مؤشر تطوّر الحكومة الإلكترونية “EGDI” التابع للأمم المتحدة لعام 2024م، وصُنّفت ضمن أهم “14” دولة عالميًا والأولى على مستوى المنطقة في مؤشر الذكاء الاصطناعي العالمي، وتميزت وفقًا لتقرير تقييم الجاهزية للذكاء الاصطناعي “RAM” الصادر مؤخرًا عن منظمة اليونسكو التي عدت سدايا نموذجًا عالميًا رائدًا، يجمع بشكل متكامل بين البيانات والذكاء الاصطناعي.
وأشاد معاليه بحجم الشراكة بين “سدايا” و “وزارة الإعلام” والجهات ذات العلاقة في قيادة الابتكار والتحول الرقمي؛ لإطلاق القوة الكامنة للبيانات والذكاء الاصطناعي في قطاع الإعلام، مبينًا أن من ضمن هذه الجهود الاتفاقيات والشراكات التي وقعتها سدايا مع وزارة الإعلام، وهيئة الإذاعة والتلفزيون، وأكاديمية وكالة الأنباء السعودية.
وأفاد معاليه أن سدايا قدمت عددًا من البرامج والمبادرات التدريبية؛ لبناء القدرات الوطنية في تقنيات البيانات والذكاء الاصطناعي للعاملين في قطاع الإعلام، شملت تنظيم أول معسكر تدريبي متخصص في تطبيقات الذكاء الاصطناعي التوليدي في الإعلام، وتقديم برنامج تدريبي لبناء قدرات قيادات وزارة الإعلام والجهات الإعلامية التابعة لها، كما أطلقت سدايا بالتعاون مع وزارة الإعلام برنامج معسكر الابتكار الإعلامي السعودي.
وبين أن هذه الجهود تأتي في إطار سعي الهيئة لتحقيق هدفها المتمثل في تدريب مليون سعودي في مجال الذكاء الاصطناعي من مختلف التخصصات، وتمكين “40%” من القوى الوطنية بالمهارات الذكية بحلول عام 2030.
وأبرز معاليه خلال الجلسة مسؤولية “سدايا” في حوكمة البيانات وإتاحتها، وقال معاليه: إنها طوّرت بيئة تنظيمية مُتكاملة للبيانات؛ لتحقيق الريادة العالمية للمملكة في إدارة البيانات الوطنية، وإصدار عدد من الأنظمة والسياسات والأدوات التنظيمية التي تُعزز الحوكمة والسيادة على البيانات الوطنية.
كما قدّمت سدايا عددًا من المنصات الوطنية لإتاحة وتسهيل الوصول إلى البيانات الوطنية.

وأضاف معاليه: لضمان الاستخدام الآمن والمسؤول لتقنيات الذكاء الاصطناعي والحد من مخاطرها المحتملة، أصدرت سدايا وثيقة مبادئ أخلاقيات الذكاء الاصطناعي، كما نشرت المملكة “65” سياسة مُتعلّقة بالذكاء الاصطناعي على المرصد العالمي للذكاء الاصطناعي التابع لمُنظّمة التعاون الاقتصادي والتنمية “OECD” وحققت المملكة نتيجة لذلك المرتبة الثالثة عالميًا في تطوير سياسات الذكاء الاصطناعي.