أكد الرئيس التنفيذي لهيئة الأدب والنشر والترجمة الدكتور عبداللطيف بن عبدالعزيز الواصل، أن استضافة جازان لهذا الحدث الثقافي تأتي في إطار رؤية إستراتيجية لتعزيز الحراك الأدبي والمعرفي في مختلف مناطق المملكة، عادًا المعرض خطوة مهمة ضمن جهود الهيئة، التي أكملت خمس سنوات من العمل الدؤوب، في تنظيم وتحفيز القطاعات الثقافية الثلاثة: الأدب، والنشر، والترجمة.
![](https://www.al-jazirahonline.com/wp-content/uploads/2025/02/13/JYpesz7cKU0rrD6scjDAO4ho4HJBSJ4gr7YSVVrA.jpg)
وأوضح الدكتور الواصل، خلال المؤتمر الصحفي الذي أقيم ضمن فعاليات معرض جازان للكتاب 2025, أن الهيئة أطلقت أكثر من 23 مبادرة، من بينها معارض الكتاب السعودية التي أدت دورًا محوريًا في تحقيق مستهدفاتها، مشيرًا إلى أن جميع البرامج والمبادرات تستند إلى خطط وإحصائيات، تضمن تحقيق الأثر الثقافي المستدام، وأن اختيار جازان لاستضافة المعرض جاء بناءً على دراسات ضمن إستراتيجية “السعودية تقرأ”، التي تهدف إلى نشر الثقافة في مختلف أنحاء المملكة، وتعزيز وصول المعرفة إلى جميع شرائح المجتمع.
وأفاد بأن الهيئة تُطبّق معايير موحّدة لتنظيم معارض الكتب في مختلف المناطق، مع مراعاة الخصوصية الثقافية والمكانية لكل منطقة، مشيرًا إلى أهمية توظيف الكوادر المحلية وتعزيز التبادل الثقافي بين المملكة والعالم.
![](https://www.al-jazirahonline.com/wp-content/uploads/2025/02/13/87VSLpFL4MpLQzGeHoa4Tqa0CMN6k0gxcRP2QeIO.jpg)
وفي حديثه عن مستقبل القطاع، أكد الدكتور الواصل أن الهيئة تعمل على تقييم الأداء خلال السنوات الخمس الماضية، حيث شهد القطاع تحقيق أرقام قياسية في الوصول إلى الجمهور، وتوفير منصات ثقافية بمعايير متاحة للجميع، مشيرًا إلى استثمارات الهيئة في التقنية الثقافية لضمان وصول المنتجات الثقافية بسهولة وبأسعار تنافسية، بالإضافة إلى تقديم دعم مادي ولوجستي، وإطلاق مسرعات أعمال لدعم الأفكار المبتكرة في قطاع الأدب والنشر والترجمة.
وقال: “إن المملكة مقبلة على استضافة فعاليات عالمية كبرى، مثل كأس آسيا 2027، وإكسبو 2030، وكأس العالم 2034، مما يستدعي استعدادًا ثقافيًا شاملاً”، موضحًا أن الهيئة بدأت العمل على مسرعات ثقافية لضمان جاهزية القطاع قبل انطلاق هذه الأحداث، بما يسهم في تعزيز الثقافة كرافد أساسي للاقتصاد الوطني.
من جانبه، أوضح مدير عام الإدارة العامة للنشر المهندس بسام البسام، أن الهيئة تعمل على تطوير قطاع النشر من خلال استحداث نظام الوكيل الأدبي، الذي يتولى جميع الأدوار التجارية والتسويقية للكتب، مشيرًا إلى أن الهيئة دعمت القطاع بعدد من المشاريع النوعية، شملت المطابع، دور النشر، والوكلاء الأدبيين، مؤكدًا تحقيق نمو ملحوظ في المبيعات وأعداد الحضور في معارض الكتاب، سواء من داخل المملكة أو خارجها.
وخلال الجلسة الحوارية، أجاب الدكتور الواصل على أسئلة الصحفيين، مؤكدًا أن معارض الكتاب تُعد منصة لاكتشاف المواهب الأدبية، وأن برنامج الشريك الأدبي تم تقييمه بناءً على مستهدفات محددة، حيث تجاوزت نسبة تحقيق المستهدفات 180%،مما يفتح المجال لتوسيع البرنامج ليشمل مساحات ثقافية أوسع، دون الاقتصار على المقاهي.
وفيما يخص التحول الرقمي، كشف المهندس البسام أن الهيئة أطلقت مبادرة النشر الرقمي لرفع نسبة الكتاب الرقمي مقارنة بالمطبوع بهدف مواكبة احتياج السوق في هذا المجال، وسوف تعلن عن منصة لذوي الإعاقة البصرية، لتسهيل وصول المعرفة للجميع.
![](https://www.al-jazirahonline.com/wp-content/uploads/2025/02/13/qaHOMCLDzRdNFUl5pvhVaC83hfBZ5Jgp3eZ1Ufao.jpg)
وفي قطاع الترجمة، أشار إلى أن الهيئة عملت على تحويل سوق الترجمة إلى بيئة احترافية، من خلال إطلاق برامج تحفيزية للمترجمين، حيث تم ترجمة أكثر من 1,900 كتاب إلى أكثر من 17 لغة، وهو رقم غير مسبوق يعكس تطور صناعة الترجمة في المملكة.