اختتم مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي (إثراء)، ماراثون “أقرأ” الذي نظمه بمشاركة 17 مكتبة عربية بالتعاون مع الاتحاد العربي للمكتبات والمعلومات، حيث حقق المشاركون من خمس دول عربية (السعودية، مصر، عُمان، تونس، الجزائر) قراءة نحو مليون ونصف صفحة.
وأُعلنت نتائج المكتبات المشاركة في الماراثون عبر شاشات مركز إثراء، وسط حضور كبير من فئات المجتمع، وذلك على مدار أربعة أيام شهدت توافدًا من المدارس والجامعات، وأثرت هذه الأنشطة الإثرائية بشكل إيجابي في تعزيز التفاعل والمشاركة في الفعالية.
وأكد المشاركون أهمية الماراثون ومدى تأثيره على المستوى القرائي والحصيلة المعرفية، ليروي المشارك إبراهيم سلمان, أن إعاقته البصرية لم تمنعه من قراءة أكثر من 40 صفحة في اليوم الأول فيما أكمل سير الهدف في اليوم الثالث إلى أن تمكن من الوصول لـ 100 صفحة إذ وقع اختياره على إحدى الكتب الروائية التي تسرد قصة خيالية، مشيرًا إلى أنه استعان بلغة برايل بمساعدة صديقه الذي بادر بقراءة الصفحات، فيما عبرت طالبات عن سعادتهن بالمشاركة في الماراثون الذي يُعد الأول من نوعه عربيًا بحسب وصفهن، ما يمثل أهمية القراءة على المستويين الذاتي والمجتمعي.
وعدَّ العديد من المهتمين الذين حضروا للماراثون أن فكرة المسابقات القرائية قائمة على غزارة الإنتاج المعرفي والمستوى القرائي، وعن ذلك تصف الأكاديمية بثينة المحمد التي حضرت برفقة فريق طلابي بأن “اكتشاف المعارف يتطلب فضاءات واسعة ومساحات استكشافية بما يدفع غير الراغبين في القراءة إلى التعمق والدخول في عوالمها، معتبرةً أن من أكثر الضرورات إلحاحًا في وقتنا الحالي النظر إلى مفهوم القراءة على نحوٍ شامل وصولًا إلى هوية ثقافية تُشكل حالة أدبية فريدة.
وتابع المشاركون من 17 مكتبة عربية الماراثون وسط شغف معرفي وقراءة متنوعة، في الوقت الذي حظيت الكتب الغير عربية بقراءة من قبل مهتمين بذلك، ويؤكد المشارك هيرون إيمزي (من الصين) أن التنوع الحيوي داخل الماراثون ما هو إلا فرصة جيدة لالتقاء الثقافات مشيرًا إلى أنه تمكن من قراءة كتب باللغة الإنجليزية، وتابع بشغف رواية على مدى ثلاثة أيام، وأن نوعية وجودة المختارات المطروحة كانت متعددة وتناسب جميع الفئات العمرية.
وشهد الماراثون تفاعل الجماهير العربية من 17 مكتبة عربية، حققت نتائج مبهرة بحسب وصف القائمين عليها، ما أتاح فرصة فريدة لتبادل الأفكار والمعرفة، لا سيما أن الماراثون يسعى إلى تحفيز المجتمع على القراءة في المكتبات العامة، إيمانًا بدور المكتبة في إثراء الحياة العلمية والثقافية والحضارية، فيما يلتزم مركز إثراء بزراعة شجرة لكل 100 صفحة مقروءة بالتعاون مع المركز الوطني لمكافحة التصحر وتنمية الغطاء النباتي الذين أنهوا زراعة أكثر من 8000 شتلة كانت نتاج النسخ الثلاث الماضية من الماراثون.
وضمت قائمة المكتبات التي شاركت في الماراثون كل من: مكتبة إثراء، بيت الثقافة بالدمام، مكتبات إدارة مصادر المعرفة – جامعة جدة، مكتبة الملك فهد العامة بجدة (المملكة العربية السعودية)، مكتبة الإسكندرية، مكتبة مصر العامة بدمنهور، مكتبة المعادي العامة، مكتبة مصر العامة بالوادي الجديد، مكتبة مصر العامة فرع بورسعيد، مكتبة مصر العامة بمحافظة دمياط، مكتبة مصر العامة بالغردقة، مكتبة مصر العامة بالإسماعيلية (مصر)، المكتبة الرئيسية بجامعة السلطان قابوس، مكتبة الأطفال العامة، مركز مصادر التعلم – جامعة صحار (عمان)، المكتبة العمومية بالقلعة الصغرى (تونس)، المكتبة المركزية جامعة وهران1 أحمد بن بلة (الجزائر).