اختتمت ورشة العمل “فن تصميم الكتاب: جمالية الشكل وسحر المحتوى”، التي عقدت ضمن فعاليات معرض جدة للكتاب 2024 بتنظيم من هيئة الأدب والنشر والترجمة، بتوصية محورية تدعو للعودة إلى القراءة التقليدية للكتب الورقية، ومعايشتها بعيدًا عن هيمنة الأجهزة الحديثة.
وأكد كميل حوا، متحدث الورشة، أن الكتاب الورقي، بما يحمله من جمالية في الشكل وثراء في المحتوى، يظل الوسيلة الأكثر تأثيرًا في نقل الأفكار، واستشهد بقول مصطفى العقاد: “أحب الكتاب، ليس لكوني زاهدًا في الحياة، ولكن لأن حياة واحدة لا تكفيني”.
وأضاف حوا بأن الكتاب القيم لديه القدرة على إحداث تحولات عميقة في حياة القارئ؛ إذ يعود الشخص بعد قراءة كتاب ذي مضمون عميق برؤية مختلفة للعالم.
وأشار إلى أن الكتاب الجيد، الذي يكتب بعناية مرة واحدة، يبقى ثروة خالدة وقيمة لا تفنى، فهو عنصر أساسي في بناء الحضارات وإلهام الأفراد وصناعة المؤلفين.
وفي معرض حديثه عن القيمة الحضارية للكتاب أوضح حوا أن الكتب كانت دائمًا هدفًا رئيسيًا للغزاة؛ إذ يرمز تدمير المكتبات إلى محاولة طمس حضارة الشعوب، مثلما حدث لمكتبة بيت الحكمة في بغداد حين ألقى المغول كتبها في نهر دجلة.
ولم يغفل حوا الإشارة إلى التحديات التي تواجه القراءة التقليدية في ظل انتشار الأجهزة الحديثة، مشيرًا إلى أن قراءة النصوص عبر الشاشات تضعف التفاعل مع المحتوى مقارنة بالقراءة الورقية، وهو ما أثبتته الدراسات التي تؤكد تفوق الكتاب التقليدي في تعزيز الإدراك والتأثير على القارئ.
كما أشاد حوا بالحراك الثقافي الذي تشهده المملكة العربية السعودية، داعيًا إلى زيادة إنتاج الكتب في مختلف المجالات لتعزيز المشهد الأدبي والثقافي، ودعم حركة النشر والتوسع.
يذكر أن معرض جدة للكتاب 2024 يفتح أبوابه يوميًا للزوار من الساعة الـ11 صباحًا حتى الـ12 منتصف الليل، باستثناء يوم الجمعة، الذي تبدأ الزيارة فيه من الساعة الـ2 ظهرًا. ويستمر المعرض المعرض حتى 21 ديسمبر الجاري.