انطلقت مساء أمس، أعمال المؤتمر السنوي السابع والثلاثين لمسلمي أمريكا اللاتينية ودول البحر الكاريبي، الذي ينظمه مركز الدعوة الإسلامية بجمهورية البرازيل الاتحادية بالتعاون مع وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد ويستمر لمدة ثلاثة أيام, وذلك في قاعة المؤتمرات بمقر المجلس البلدي لبلدية ساو برناردو كامبو في مدينة ساوباولو البرازيلية، تحت عنوان “التعليم الشرعي في دول أمريكا اللاتينية والبحر الكاريبي وأثره في الحفاظ على الهوية”, بمشاركة وزراء وعلماء وباحثين ومختصين من دول عربية وإسلامية ومختلف دول أمريكا اللاتينية والبحر الكاريبي.
وشاهد الجميع في بداية الحفل, فيلمًا تعريفيًا عن المؤتمر ورسالته وجهود مركز الدعوة بأمريكا اللاتينية ودول البحر الكاريبي, ثم ألقى رئيس مركز الدعوة الإسلامية في أمريكا اللاتينية ودول البحر الكاريبي الدكتور أحمد بن علي الصيفي كلمة قدم خلالها الشكر لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ولسمو ولي عهده الأمين -حفظهما الله- على عنايتهما ودعمهما المتواصل وغير المحدود لمسلمي أمريكا اللاتينية ودول البحر الكاريبي، خاصة دعم المؤسسات الدينية والتعليمية، لافتًا إلى أن وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد لا تألو جهدًا في الإشراف على المساجد والمؤسسات الدينية في أمريكا اللاتينية.
وبين الصيفي أن هذا المؤتمر في دورته الحالية يتطلع إلى الوصول والنهوض بالتعليم الشرعي ونشره في مجتمع الأقليات المسلمة في أمريكا اللاتينية ودول البحر الكاريبي، ومواجهة التحديات التي تواجهه للوصول إلى أفضل السبل لتدريس اللغة العربية والعلوم الشرعية وإيصالها لأبناء المسلمين، وإنشاء كراسي للعلوم الشرعية واللغة العربية في الجامعات الرئيسية لتلبي الرغبة الكبيرة لأبنائنا للتعليم الشرعي والحضارة الإسلامية, مؤملًا أن يخرج المؤتمر بتوصيات وأطروحات علمية تخدم رسالته في هذا الظرف التاريخي.
عقب ذلك, ألقى كلمة فخامة الرئيس لويز إيناسيو لولا دا سيلفا رئيس جمهورية البرازيل الاتحادية في أعمال المؤتمر, النائب الفدرالي فيسنتينيو باولو دا سيلفا, تناول فيها العلاقة بين الحكومة والمسلمين في البرازيل الذين يتم التعامل معهم بكل احترام ولهم دور بارز في تنمية وازدهار المجتمع، مضيفًا أن العلاقة بين المملكة والبرازيل هي علاقة تضامنية وسيادية وعلاقة احترام الحضارات, وأن البرازيل تكن المحبة للعرب جميعًا من خلال المملكة العربية السعودية.
إثر ذلك ألقى كلمة المملكة في افتتاح المؤتمر نيابة عن معالي وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد الشيخ الدكتور عبداللطيف بن عبدالعزيز آل الشيخ, وكيل الوزارة للشؤون الإسلامية الدكتور عواد بن سبتي العنزي، أكد خلالها أن العلم هو الأساس لكل عمل صالح وبه تصح الاعتقادات والعبادات, مشددًا على أهمية العناية بالعلم الشرعي الذي يسعى لتصحيح المفاهيم وتوضيح المقاصد التي تكون سببًا لرفع الجهل.
ونوه الدكتور العنزي بالتجربة الفريدة التي قامت بها المملكة في العناية بالعلم ونشره في حواضر البلاد وبواديها، مؤكدًا أنها فرضت التعليم الإجباري على المواطنين وأنفقت إنفاقًا غير محدود على ميزانية التعليم؛ إيمانًا بأن له خير على المجتمع, كما فتحت المملكة مجال العلوم التطبيقية وابتعاث الطلاب في التخصصات التي تحتاجها حتى أصبحت اليوم تفاخر بأبنائها المتميزين في مختلف مجالاته العلمية.
وأوضح أن للمملكة دورًا كبيرًا في نشر العلم من خلال بناء المدارس حول العالم والجامعات، وفتح باب العلم للطلاب المسلمين من خلال برنامج المنح الدراسية الذي يُعد شراكة علمية حقيقية، مستعرضًا جانبًا من جوانب عناية وزارة الشؤون الإسلامية في نشر العلم الشرعي في مختلف دول العالم وإسهاماتها العلمية والتربويّة التي قامت بها عبر ملحقياتها الدينية والمراكز الثقافية والإسلامية التي تشرف عليها الوزارة بدول العالم.
وتركزت كلمات رؤساء الوفود والبعثات المشاركة في الحفل الافتتاحي للمؤتمر حول أهمية المؤتمر بتوقيته ومضمونه، والإشادة بدور المملكة ممثلة بوزارة الشؤون الإسلامية في احتضانه ورعايته، والإسهام في إثرائه بمشاركة باحثين ومختصين من دعاة الوزارة وأساتذة الجامعات السعودية.