حذر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية “أوتشا” من الأوضاع المأساوية وغير الإنسانية في كل من غزة والسودان، التي تزداد يومًا بعد يوم.
وتفصيلاً، أفاد “أوتشا” بأن النقص الحاد في المواد الطبية يستمر في التأثير سلبًا على المرافق الصحية في قطاع غزة؛ إذ أعلنت مرافق الرعاية الصحية العامة في جنوب القطاع عن نقص يزيد عن 70 % في المواد الطبية الحرجة.
وأوضح المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك أن قائمة المرضى الذين يحتاجون إلى إجلاء طبي تتزايد يوميًا؛ إذ لم يتم إجلاء سوى 35 % من الحالات الطارئة منذ أكتوبر 2023، في حين بقيت 65 % من الحالات عالقة بسبب غياب آلية إحالة فعالة.
ورغم وجود 15 فريقًا طبيًّا طارئًا في القطاع، بما في ذلك ثلاثة فرق في شمال غزة، تواجه جهود دعم العاملين الصحيين المحليين تحديات بسبب تكدس الإمدادات الطبية التي لم يسمح لها بالدخول.
يأتي ذلك في وقت تتزايد فيه الحاجة إلى الخدمات الصحية الطارئة، إذ قدمت المستشفيات في غزة أكثر من 1.4 مليون استشارة طبية حتى الآن هذا العام، على الرغم من استمرار العوائق التي تحول دون دخول المساعدات.
وعلى صعيد آخر، أعرب العاملون الإنسانيون عن قلقهم من عدم قدرتهم على توفير المواد اللازمة للحماية من الظروف الجوية مع اقتراب فصل الشتاء، مما يزيد من مخاطر الفيضانات التي قد تهدد 38 موقعًا مؤقتًا للنزوح و13 موقعًا متفرقًا في جنوب القطاع.
كما حذر “أوتشا” من أزمة متفاقمة في السودان، حيث يواجه الملايين خطر الجوع والنزوح وتفشي الأمراض.
وأفاد المكتب بأن برنامج الأغذية العالمي يهدف للوصول إلى 8.4 مليون شخص بحلول نهاية العام، وقد تم حتى الآن تقديم المساعدة لأكثر من 5 ملايين شخص، من بينهم 1.2 مليون في دارفور.
وفي الوقت نفسه، تعمل منظمة اليونيسيف على علاج 215 ألف طفل، يعانون من سوء التغذية الحاد، بينما قدمت مياه شرب آمنة لنحو 6.6 مليون طفل وأسرهم.
ويبلغ عدد النازحين في السودان أكثر من 10 ملايين شخص، نصفهم من الأطفال، وقد عبر مليونا شخص إلى الدول المجاورة، ومع ذلك فإن الجهود الإغاثية تعاني من نقص التمويل؛ إذ لم يتم جمع سوى 347 مليون دولار من أصل 1.5 مليار دولار لدعم اللاجئين في سبع دول مجاورة.
وأوضح المكتب أنه على الصعيد الداخلي تم تمويل خطة الاستجابة الإنسانية للسودان بنسبة تقل عن النصف؛ إذ تلقت 1.3 مليار دولار فقط من أصل 2.7 مليار دولار مطلوبة للوصول إلى 14.7 مليون شخص بحلول نهاية العام.
وفي تطور إيجابي، تم إدخال 113 شاحنة مساعدات عبر معبر أدري منذ إعادة فتحه، حاملة إمدادات غذائية وطبية ضرورية لأكثر من 250 ألف شخص. وفي 25 سبتمبر سيتم عقد اجتماع وزاري رفيع المستوى لمناقشة الأزمة السودانية، تستضيفه الأمم المتحدة بمشاركة دولية وإقليمية واسعة.