في مناظرة تلفزيونية قد تكون الوحيدة قبل الانتخابات الرئاسية الأمريكية المقبلة، يتواجه المرشحان دونالد ترامب وكامالا هاريس للمرة الأولى أمام ملايين الأمريكيين الثلاثاء لإقناعهم بجدوى التصويت لصالحهما.
يأتي الحدث المرتقب بشدة الذي تنقله قناة “إيه بي سي”، بعد الأداء الكارثي للرئيس جو بايدن في مناظرته مع ترامب في 27 حزيران/يونيو والذي كان من أسباب دفعه إلى الانسحاب وترشيح نائبته.
وأثار ترشيح هاريس حماسة ونجح في توحيد الحزب الديمقراطي، وستواجه الآن خصما وصفها بأنها “مجنونة” وشكك في هويتها العرقية وهاجمها لأنها امرأة.
تجاوزت هاريس ترامب في استطلاعات الرأي. وتمضي أول امرأة سوداء وجنوب آسيوية تتولى منصب نائبة الرئيس بضعة أيام في مدينة بيتسبرغ القريبة للتحضير للمناظرة.
ويتوقع أن يتبع المرشح البالغ من العمر 78 عاما أسلوبا عدوانيا لا سيما وأن انسحاب بايدن ودخول هاريس السباق جعله المرشح الأكبر سنا في تاريخ الولايات المتحدة.
وقالت إيرين كريستي من كلية الاتصالات والمعلومات بجامعة روتغرز: “إنهما مرشحان مختلفان للغاية ولم يسبق لهما أن التقيا وجها لوجه” نتيجة رفض ترامب حضور حفل تنصيب بايدن بعد أن ادعى زورا أنه تعرض لسرقة نتائج انتخابات عام 2020.
وتابعت: “لذا فإن المناظرة سوف تكون مفيدة للغاية وقد تكون العامل الحاسم في الانتخابات”.
وما يزيد الحماسة هو أن المناظرة ستجري في ولاية بنسلفانيا، وهي من الولايات التي ستقرر نتيجة الانتخابات، وتشهد منافسة حامية.
ويتوقع أن تكون مناظرة الثلاثاء الوحيدة إذا لم يتفق هاريس وترامب على إجراء المزيد. وسيراقب الأمريكيون النقاش عن كثب لمعرفة كيف ستسير الأمور على المسرح.
لحظة حاسمة
وتختلف الآراء حول مدى تأثير المناظرات الرئاسية الأمريكية بشكل عام على استطلاعات الرأي، فلا شك أنها يمكن أن تسبب زلازل سياسية في بعض الأحيان.
ومر أكثر من شهرين منذ انسحاب بايدن، وقد قالت المتحدثة باسمه كارين جان بيار الجمعة إنه سيتابع المناظرة الثلاثاء.
وأضافت المتحدثة إن “نائبة الرئيس ذكية. إنها شخص يعرف كيف ينجز المهمة”.
وبينما لا يعول الكثيرون على الشيء الكبير من المناظرة، إلا أنها قد تشكل لحظة حاسمة في السباق النهائي حتى الخامس من تشرين الثاني/نوفمبر.
وعلى الرغم من اختلافاتهما، سيكون لكل منهما الهدف نفسه وهو إقناع مجموعة أساسية من الناخبين الذين لم يقرروا بعد في بلد شديد الاستقطاب.
وستعتمد هاريس على أسلوبها الهادئ وتاريخها كمدعية عامة، حيث ستتولى قضية مجرم مدان يواجه أيضا اتهامات بالتآمر لقلب هزيمته في انتخابات 2020 أمام بايدن.
ولكنها ستبقى مضطرة إلى محاربة الصور النمطية المتحيزة جنسانيا والعنصرية حول “النساء السوداوات الغاضبات”، كما ترى ريبيكا غيل، أستاذة العلوم السياسية في جامعة نيفادا لاس فيغاس.
كما ستواجه هاريس أيضا ضغوطات لتكون أقل غموضا حول سياستها، ومن المتوقع أن تواصل حملتها استراتيجية عدم الإضرار التي شهدت إجراء هاريس مقابلة تلفزيونية واحدة فقط منذ استبدال بايدن.
أما ترامب، فإن التحدي الذي سيواجه هو تحديد مقدار ما يريده ناخبو قاعدته.
وبينما يثير أسلوب ترامب الغاضب والمطول حماس قاعدته اليمينية، يبقى أن نرى كيف سيؤثر ضد مرشحة تطمح لأن تصبح أول رئيسة سوداء للبلاد.
وسيتم التركيز أيضا على المذيعين الذين سينسقون المناظرة لمعرفة ما إذا كانوا سيتحققون من صحة ما سيُعَد سيلا من الأكاذيب، كما حدث في مناظرات ترامب الرئاسية الست السابقة.
وقال أندرو كونيشوسكي، السكرتير الصحافي السابق لزعيم مجلس الشيوخ تشاك شومر: “قد يسجَل هذا النقاش في كتب التاريخ. لا تنسوا الفشار”.
غموض يلف موقف جورج دبليو بوش
من جهة أخرى، وفي سياق عملية الحشد والتعبئة في صفوف وجوه سياسية بارزة لها وزن انتخابي معتبر، قال متحدث إن الرئيس الأمريكي السابق جورج دبليو بوش المنتمي للحزب الجمهوري لا يعتزم الكشف علانية عن المرشح الذي سيدعمه في انتخابات الرئاسة أو عن اختياره هو أو زوجته لورا في ورقة الاقتراع.
وأضاف المتحدث الذي طلب عدم نشر اسمه “اعتزل (بوش) السياسات المتعلقة بالرئاسة منذ سنوات كثيرة”.
يأتي ذلك بعد يوم من إعلان ديك تشيني الذي كان نائبا لبوش أنه سيخالف الاتجاهات الحزبية ويمنح صوته لمرشحة الحزب الديمقراطي كاملا هاريس وليس لمرشح الحزب الجمهوري الرئيس السابق دونالد ترامب.