قال المستشار الألماني أولاف شولتز الإثنين إنه سيكثف عمليات الترحيل خلال زيارة إلى مدينة زولينغن التي شهدت مقتل ثلاثة أشخاص في هجوم طعن مرتبط بتنظيم “داعش” مطلع الأسبوع، الأمر الذي انتقدته المعارضة المنتمية إلى أقصى اليمين متهمة حكومة المستشار الألماني بالفشل في التعامل مع مسألة الهجرة.
هذا، وصرح شولتز للصحفيين في مدينة زولينغن حيث وضع زهرة في مكان الهجوم قائلا “سيتعين علينا أن نفعل كل ما في وسعنا للتأكد من ترحيل غير المسموح لهم بالبقاء في ألمانيا”. وأضاف “كان هذا إرهابا. وكان موجها لنا جميعا”.
وإلى ذلك، يزيد الهجوم الذي وقع مساء الجمعة وخلف ثلاثة قتلى وثمانية جرحى خلال احتفالات محلية، من الضغط على رئيس الحكومة قبل أسبوع من انتخابات إقليمية عالية المخاطر في ولايتين في شرق ألمانيا.
وبعد يوم من الهروب، سلم الرجل البالغ 26 عاما نفسه إلى السلطات مساء السبت وأعلن بحسب الشرطة “مسؤوليته عن الهجوم”. وقتل خلال المهرجان الذي حضره الآلاف، رجلان يبلغان 56 و67 عاما وامرأة تبلغ 56 عاما، وأصيب ثمانية جروح أربعة منهم بالغة.
وتبنى تنظيم “داعش” الهجوم. وكان المشتبه به يريد “قتل أكبر عدد ممكن من الأشخاص” وفقا لمكتب المدعي العام الفيدرالي في كارلسروه الذي أفاد الأحد بوجود “شكوك قوية حول انتمائه” إلى تنظيم “داعش”.
وقد “طعن زوارا في المهرجان مرات عدة وبشكل مستهدَف، في الظهر والرقبة والجذع”، بحسب مكتب المدعي العام. والمشتبه به الذي قالت السلطات إنه يدعى عيسى ال ح. كان بحسب عدد من وسائل الإعلام الألمانية قد وصل إلى البلاد نهاية كانون الأول/ديسمبر 2022، وصدر بحقه أمر بالإبعاد إلى بلغاريا العضو في الاتحاد الأوروبي، حيث تم تسجيل وصوله وحيث كان ينبغي عليه تقديم طلب اللجوء.
وخلال تفقدها موقع الهجوم أول أمس السبت، دعت وزيرة الداخلية نانسي فيزر إلى “الحفاظ على وحدة البلاد” مندّدة بـ”من يريدون تأجيج الكراهية”، ومشددة على وجوب تجنب أي انقسام. لكن لم يستغرق اشتعال الجدل السياسي وقتا طويلا، خصوصا أن الهجوم نفذ قبل أسبوع من انتخابات إقليمية رئيسية في شرق البلاد حيث يتقدم حزب البديل من أجل ألمانيا اليميني المتطرف بفارق كبير على الأحزاب الحكومية في استطلاعات الرأي.
واتهم حزب البديل من أجل ألمانيا الحكومات المتعاقبة بالتسبب بـ “فوضى” من خلال استقبال عدد كبير من المهاجرين. ودعا الحزب إلى “حملة هجومية في مجال عمليات الترحيل”. واقترح روبرت هابيك الأحد تشديد القوانين المتعلقة بحمل الأسلحة، قائلا في مؤتمر صحفي “لا أحد في ألمانيا يحتاج إلى أسلحة بيضاء في الأماكن العامة. نحن لسنا في العصور الوسطى”.
لكن زعيم حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي فريدريش ميرز اعتبر أن هذا الاقتراح خجول جدا، مؤكدا أن “المشكلة ليست في السكاكين، بل في الأشخاص الذين يحملونها”، داعيا الحكومة إلى “الكف عن استقبال لاجئين” من “سوريا وأفغانستان”.