لا شك أن بناء محفظة استثمارية متوازنة يعتبر واحد من أهم الأدوات المالية التي يمكن الاستعانة بها من أجل تحقيق الاستقرار المالي، والنمو على المدى الطويل، خصوصًا في ظل هذا التقلب الذي يشهده عالم الاستثمار، فإن بناء محفظة استثمارية متوازنة من البداية يختصر الكثير من الوقت عليك، ويقي من تقلبات السوق ومخاطره، ويعد نهجًا حيويًا يمكن الاستعانة به من أجل تحقيق الاستدامة المالية وزيادة العوائد على الاستثمارات.
في التقرير التالي، سنتناول معكم بشكل تفصيلي مجموعة من أهم النصائح العملية لبناء محفظة استثمارية متوازنة مقدمة من فريق شركة سهم السعودية المتخصصة في تقديم خدمات تداول الأسهم المحلية والعالمية، فتابعونا.
أهم النصائح العملية لبناء محفظة استثمارية متوازنة
تحديد الأهداف المالية
من أساسيات الاستثمار في أي مجال استثماري مهما كان مجاله، هو تحديد الأهداف من وراء الاستثمار، ولكي يتم التمكن من الاحتراف في سوق التداول يجب أن يكون لدى المستثمر فهم واضح لأهدافة المالية التي يريد الوصول إليها من وراء هذا الاستثمار. مثلًا، هل يريد تحقيق دخل مالي سريع أم يريد تحقيق دخل ثابت أم يريد الحفاظ عل رأس المال مع تحقيق بعض النمو؟
يجب أن تكون الأهداف المالية التي يريد المستثمر الوصول لها واضحة من البداية، حيث يساعده هذا على وضع خطة استثمارية متوافقة مع هذه الأهداف، فعلى سبيل المثال، إذا كان الهدف هو المكسب السريع سيختار المستثمر التداول اليومي، أما إذا كان يريد الانتظار يمكن أن يكون الاستثمار طويل الأجل خيارًا أفضل بالنسبة له، لذا تحديد الأهداف المالية ووضوحها من البداية قد سيساهم بشكل كبير في جعل المحفظة الاستثمارية الخاصة بالمتداول متوازنة.
فهم مستوى المخاطرة
تقييم المخاطرة التي يمكن للمستثمر تحملها أمرًا مهمًا للغاية حتى لا يجد المستثمر نفسه أمام أعباء مالية لم يضعها في الحسبان، ومستوى المخاطرة التي يمكن تحملها يختلف من مستثمر لآخر، فهذا يتحدد على أساس عمره وحالته المالية، والخبرة الاستثمارية التي يمتلكها، والأهداف المالية التي يريد الوصول لها، فيمكن أن يكون مستمر ما أكثر استعدادًا لتحمل مخاطر أكبر لتحقيق عوائد أعلى من مستثمر آخر يفضل تجنب المخاطرة. في المجمل، فهم مستوى المخاطرة الذي يمكن تحمله يساعد المستثمر على اتخاذ قرارات استثمارية تتوافق مع قدرة المستثمر على تحمل الخسائر المحتملة.
ويمكن استخدام آلة حاسبة يمكنك من خلالها حساب الهامش، و الاسبريد، والعمولات، وغير ذلك باستخدام حاسبة الاستثمار من Exness؛ إذ تساعدك أداتنا العملية على تبسيط الحسابات المعقدة للصفقات التي تتداولها.
تنويع الاستثمارات
التنويع هو عنصر أساسي ومهم في بناء محفظة استثمارية متوازنة، فبدون تنويع المحفظة قد يتعرض المستثمر لخسائر مالية فادحة، فإذا اقتصر استثماره على أصل مالي واحد قد يجد نفسه يخسر كامل رأس مال إذا كان قراره الاستثماري الذي اتخذه بخصوص هذا الأصل جاء على عكس توقعاته للسوق. وتنويع الاستثمار هنا هو توزيع الاستثمارات بين أنواع مختلفة من الأصول مثل الأسهم، السندات، العقارات، النقد، وتداول العملة المشفرة وغيرها.
التنويع يضمن للمستثمر تقليل المخاطر المرتبطة بالاستثمار في نوع واحد من الأصول، حيث يبقى استثماراته في أمان في حالة إذا انخفض أصل ما وخسر يمكن أن تعوضه الأصول الأخرى التي يتداول عليها هذه الخسارة، مما يبقى رأس ماله في أمان بشكل كبير.
المراقبة والتعديل الدوري
بمجرد بناء المحفظة الاستثمارية من المهم مراقبتها بانتظام، ويجب أن تكون هذه المحفظة مرنة بحيث يمكن تعديلها على حسب الحاجة، خصوصًا مع تغيير الأسواق المالية باستمرار، فإذا لم تكن المحفظة الاستثمارية الخاصة بالمستثمر مرنة بقدر كافي سيجد المستثمر صعوبة في تعديل محفظته الاستثمارية بشكل يتناسب مع التغييرات التي يشهدها السوق، مما قد يعرضه للكثير من الخسائر، أو يفوت عليه الكثير من الفرص.
قد تشمل هذه التعديلات إعادة توزيع الأصول بين الأسهم والسندات، أو إضافة استثمارات جديدة، أو تقليل استثمارات في أصول معينة بناءً على أداء السوق والتحليل المالي.
الاحتفاظ بنسبة من النقد
من الضروري الاحتفاظ بنسبة نقد مالي في المحفظة الاستثمارية بمعنى جعل هناك نقد جانبي لتغطية النفقات الطارئة غير المحسوبة، فهذا يعتبر خطوة مهمة وحاسمة لتحقيق التوازن المالي والاستقرار، حيث أن الاحتفاظ بنقد في محفظتك يوفر لك سيولة فورية تمكنك من استغلال فرص لم تكن في الحسبان، وتجنب قرارات استثمارية يمكن أن تأخذها على مضض بسبب حاجاتك المالية المفاجئة، كبيع أصول استثمارية مثلًا في أوقات غير مناسبة في السوق، مما يمكن أن يؤدي إلى خسائر غير مرغوبة. لذلك، النقد يعمل كعازل مالي يحمي استثماراتك من التقلبات السوقية، مما يساعدك على تحقيق الاستقرار المالي والجاهزية لمواجهة أي طوارئ مالية. وبشكل عام، يُفضل عادة أن تتراوح نسبة النقد الذي ينبغي عليك الاحتفاظ به بين 5% إلى 20% من المحفظة الإجمالية.
راجع أداء المحفظة الاستثمارية
بعد بناء محفظتك الاستثمارية لا ينبغي تركها كما هي، ولكن يجب مراجعتها باستمرار لضمان تحقيق الأهداف المالية، وتقليل المخاطر التي يمكن التعرض لها، ويتمثل ذلك في المراجعة المستمرة لأداء الاستثمارات المختلفة في محفظتك، وتحليل العوائد التي تحققها، ومقارنتها بالأهداف التي قمت بتحديدها في السابق. مراقبة الأداء تساعدك على فهم كيفية تفاعل استثماراتك مع تقلبات السوق وكيف تؤثر العوامل الاقتصادية والجيوسياسية على قيمة أصولك.
كن مطلعًا على السوق
من العوامل المهمة التي ستساعدك في بناء و إدارة محفظة استثمارية متوازنة، والبقاء عليها هكذا، هو متابعة الأخبار الاقتصادية والسياسية والمالية التي قد تؤثر على استثماراتك بشكل أو بأخر، سواء كان هذه الأخبار محلية، أو عالمية. البقاء على اطلاع دائم يساعدك على اتخاذ قرارات استثمارية مدروسة والتكيف مع التغيرات في السوق بسرعة وفعالية، خصوصًا أن هذا السوق يتأثر بشكل مباشر بكافة الأخبار المحيطة به.
في النهاية، بناء محفظة استثمارية متوازنة يتطلب التخطيط الدقيق والتفكير الاستراتيجي، وقد اشرنا في السابق إلى مجموعة من النصائح العملية التي تساعدك في مشوار بناء محفظة استثمارية متوازنة، لذا التزم بكافة هذه النصائح لتتمكن من بناء محفظتك الاستثمارية، والبدء في احتراف التداول.