لم تنته الخدمات المتكاملة التي أحاطت بضيوف الرحمن لأداء نسك حجهم بيسر وأمان؛ فقد رافقتهم بعد انتهاء تلك الرحلة الإيمانية حيث توجهوا إلى مدينة رسول الله –صلى الله عليه وسلم- تحفهم رعاية فائقة من الجهات كافة؛ ليؤدوا صلواتهم بالمسجد النبوي الشريف بالقدر نفسه من اليسر والطمأنينة.
وقد توافد الحجاج من مختلف الجنسيات إلى المسجد النبوي ومسجد قباء بعد أن أتموا أداء نسك الحج، تواكبهم خدمات ميدانية عديدة تقدمها الجهات المعنية، تشمل تنظيم دخول المصلين إلى المسجدين، وتهيئة الساحات المحيطة بما يضمن انسيابية الحركة قبل الصلاة وبعدها، وتخصيص مواقف في الجهتين الجنوبية والشمالية من مسجد قباء لوقوف المركبات، وتوفير سقيا مياه زمزم الباردة داخل المسجدين، إضافة إلى مشاركة الكوادر التطوعية في توزيع عبوات المياه الباردة في الساحات خارج المسجدين على مدار الساعة في ظل ارتفاع درجة حرارة الطقس، فضلاً عن خدمات الإرشاد الميداني، ونقل كبار السن وذوي الإعاقة بالعربات الكهربائية بشكل ترددي مجاني، ضمن منظومة خدمات شاملة، تعنى براحة زوار المدينة المنورة في جميع الأماكن التي يقصدونها.
ويحرص ضيوف الرحمن عند قدومهم لأداء فريضة الحج على زيارة المدينة المنورة، ومساجدها التاريخية، وعلى رأسها المسجد النبوي الشريف ومسجد قباء، ومعالمها الأثرية.
ومن أبرز تلك الأماكن التي يؤمها الحجاج بعد الانتهاء من نسكهم مسجد قباء، الذي يؤدون الصلاة فيه إذ يرتبط بسيرة النبي محمد – صلى الله عليه وسلم – كأول مسجد أسس بعد هجرته للمدينة المنورة.
ويشهد مسجد قباء حاليًا أعمالاً متواصلة؛ لتوسعة وتطوير مرافقه، وساحاته محيطه، ضمن مشروع تطويري حضاري، تشرف عليه هيئة تطوير المدينة المنورة؛ ليستوعب بعد اكتماله عددًا أكبر من المصلين متضمنًا إلحاق مساحات محيطة بالجامع لخدمة قاصديه.