تضاعف المملكة جهودها لخدمة كبار السن ورعايتها بإحسان لذوي الإعاقة، لتقديم أنجع الخدمات لهم ، حيث هُيئت المشاعر المقدسة لتسهيل تنقلاتهم عبر الحافلات المخصصة والمهيئة، وتوفير الرعاية الصحية اللازمة لهم، وتوجيههم وإرشادهم، والعناية بشؤونهم ومقر إقامتهم، فضلاً عن كثير من الخدمات التقنية واللوجستية التي تُعنى بكل حاجِ وَفَد إلى أرض الحرمين الشريفين.
وتسهم منظومة الخدمات المقدمة من مختلف القطاعات المشاركة في أعمال الحج في توفير أجواء آمنة ومطمئنة لقاصدي المشاعر المقدسة من المقعدين والأشخاص ذوي الإعاقة؛ تقودها وتشرف عليها وزارة الحج والعمرة التي أكدت أن جميع الجهات العاملة في منظومة الحج من القطاعين الحكومي والخاص تبذل قصارى جهدها بتوجيهات ودعم القيادة الحكيمة – أيدها الله – على خدمة ضيوف الرحمن، التي أسهمت في حج هذا العام – والله الحمد – في توفير جميع الإمكانات اللازمة لهم لينعموا بأداء مناسكهم بأمن وأمان وسلامة، والأخذ بيعين الاعتبار تفاوت الأعمار والقدرات بين الحجاج.
وأكد مدير الإدارة العامة للمسؤولية الاجتماعية والأعمال التطوعية بوزارة الحج والعمرة عبدالله بن عبدالمحسن الحربي حرص الوزارة على تنفيذ مبادرة وطنية شاملة هذا العام إكمالاً لما سبق من الأعوام في المشاعر المقدسة لتمكين الأشخاص ذوي الإعاقة وكبار السن من أداء مناسك الحج وفق أعلى معايير البنى التحتية والمهيئة بمفهوم الوصول الشامل، من وسائل نقل خاصة، وخطة سير ومسارات مخصصة لرمي الجمرات بالتعاون مع الجهات ذات العلاقة لأداء النسك وتلبية احتياجاتهم بكل يسر وسهولة.
وأشار إلى أن الوزارة شددت على أن يرافق الأشخاص ذوي الإعاقة في رحلتهم الإيمانية طاقم طبي وصحي، يشاركهم متطوعون وطاقم متخصص، مبيناً أن حجاج الداخل من ذوي الإعاقة بلغ عددهم 450 حاجًا من جميع الإعاقات، التي تشمل الإعاقة الحركية والسمعية والبصرية والبتور والشلل الرباعي ، وقدموا من 13 منطقة من مناطق المملكة.
وأفاد أن الوزارة تواصل العمل طوال العام على إطلاق برامج مماثلة تُعنى بالعمرة الأولى بعد الإعاقة، وتستهدف حديثي الإعاقات الحركية وإقامة برنامج إثرائي لهم، مرورًا بأداء العمرة وزيارة المعالم الإثرائية بمكة المكرمة.
وبين أن الوزارة تعمل بالتوازي مع القطاع غير الربحي من الجمعيات الخيرية والمؤسسات الأهلية التابعة لإشرافها، والبالغ عددها 33 جمعية لإقامة برامج طوال العام في كل مناطق المملكة من لحظة دخول ضيوف الرحمن من المعتمرين والحجاج الذين يواجهون صعوبة في تنقلاتهم، عبر المنافذ البرية و المطارات وخلال الطرق البرية بتقديم برامج الترحيب والاستقبال لهم، كما تقدم الوزارة مع شركات الحج مبادرة حج المسؤولية الاجتماعية للأسر الضمانية وكبار السن الذين لم يسبق لهم أداء الركن الخامس عبر ضوابط ومعايير محددة تستهدف هي الأخرى مناطق المملكة كافة ، حيث نفذت هذا العام جملة من البرامج التطوعية من خلال مسارات محددة للتطوع مع جمعياتها وإقامة التطوع بمشعر منى يقدم العديد من الخدمات المباشرة لضيوف الرحمن، حيث بلغ عدد متطوعي الوزارة المشاركين في أعمالها لهذا العام 6500 متطوع ومتطوعة ، مع التأكيد على عدم مزاحمة كبار السن وذوي الإعاقة أو مضايقتهم، والرفق بهم، وإيثارهم في الدخول والخروج، وإعطائهم الأولوية في ركوب الحافلات، وتقديم المساعدة لمن يحتاجها منهم.
من جانبه أبرز المتحدث الرسمي لهيئة رعاية الأشخاص ذوي الإعاقة خالد خبراني الخدمات التي تُقدم للحجاج من ذوي الإعاقة والمقعدين من كبار السن، وتمكينهم من أداء شعائرهم الدينية بكل سهولة، عبر عمل الهيئة بالتعاون مع مختلف القطاعات المعنية بمنظومة الحج، على تيسير عملية وصول المعاقين وحصولهم على جميع الخدمات لأداء حجهم بيسر ، من خلال مراقبة وسائل النقل والمواصلات، والخدمات الصحية والمعنية بحملات الحج، لضمان وصول ذوي الإعاقة لجميع الأماكن المقدسة واستكمال شعائرهم من الطواف والسعي والصلاة في المسجد الحرام، إلى جانب مساعدتهم في الترجمة الإشارية، واستخدام العربات الكهربائية والحصول على المصاحف المكتوبة بطريقة (برايل) وترجمة الدروس الدينية، والانتقال لمتابعة شؤونهم في منى وعرفات وفي مزدلفة وتتبع احتياجاتهم في كل موقع، وموافات الجهات المعنية بنتائج الاستطلاعات، بما يسهم في تعزيز الخدمات ومعالجة المخالفات إن وجدت.
ولفت ” الخبراني ” الانتباه إلى أن العاملين في الميدان لا يألون جهداً في تقديم كل الخدمات لضيوف الرحمن من الأشخاص ذوي الإعاقة، ومنها الاجتماعية والتوجيهية والإرشادية والتنظيمية في سبيل راحتهم.