حليب النوق.. قيمة غذائية ودوائية لا تتوفر في أنواع الحليب الأخرى؛ حيث يُعدُّ غذاءً متكاملاً يغني عن الأكل ويُشعر من يتناوله بالشبع، فيما أثبتت بعض الدراسات العلمية المحكمة أنه قادر على معالجة الكثير من الأمراض وإمداد الجسم بالعديد من الفيتامينات المهمة،ومنها فيتامين (ج) وهو فيتامين لا ينتجه جسم الإنسان، بل يحصل عليه من خلال التغذية، كما أن الحليب الوحيد في العالم الذي يحتوي على نسبة ضئيلة من اللاكتوز تناسب مرضى حساسية اللاكتوز وأمراض الباطنية المختلفة.
ويمثل متوسط الإنتاج اليومي للناقة الواحدة من الحليب ما بين 7 إلى 11 لتر يومياً، وتُحلَب الناقة أكثر من مرة في اليوم وتصل إلى ثلاث مرات بحسب طبيعة المراعي وسلالة الإبل، وتمتاز الإبل الحلوبة بإنتاج كميات كبيرة من الحليب حتى في الظروف البيئية القاسية.
وتتصف الإبلُ المجاهيم بغزارة إنتاج الحليب، فيما تنتج المغاتيرُ بأنواعها الوضح والشقح والشعل والصفر والحمرالحليبَ بنسبٍ أقل وبنكهةٍ أفضل، بينما يُعدُّ حليب الأوارك هو الأفضل على الإطلاق.
ويرتبط حليب الإبل بأوقات محددة، وغالباً تُحلب مع إشراقة الشمس قبل ذهاب الإبل للرعي وفي الظهيرة وكذلك بعد عودتها قبيل الغروب، ويطلق على حليب الإبل في فترة الصباح “صبوح”، ويقال “هيور” لوقت ما بعد الظهر، ويُسمى “غبوق” مساءً، ويُسمى الحليب بعد حلبه مباشرةً “سخين”، وإذا برد ولم يُشرب مباشرةًيُقال له “هييم” ولا يُفضّل شربه في هذه الحالة.
يُذكر أن وزارة الثقافة ومن منطلق إيمانها بأهمية الإبل ومكانتها البارزة كإرثٍ سعودي عريق، قد أطلقت على هذا العام 2024 اسم “عام الإبل”، وذلك احتفاءً بالعلاقة الوثيقة التي تربط المجتمع السعودي بالإبل وكل ما يتصل بها، وحرصاً على الحفاظ على هذا الموروث الذي نعتز به، وغرسِه وترسيخِه في الأجيال القادمة.