بعد سنوات طويلة عاشها المسرحيون في العمل على إنعاش “أبو الفنون“ بجهودهم الذاتية؛ جاءت “جائزة المسرح” التي تأتي ضمن مبادرة وزارة الثقافة للجوائز الثقافية الوطنية، لتبث روح الأمل ونشوة العطاء وتُحفّز الإبداع في نفوسهم ليقّدموا في السنوات الأخيرة محتوىًإبداعيّاً مميزاً يليق بما تعيشه المملكة من نهضة تنموية وثقافية.
وقف المسرحيون على مسافة واحدة من الجائزة منذ إعلانها لِيَحظَوْا بذات الفرص لنيل هذه الجائزة المادية والاعتبارية المهمة، حيث فاز بها الدكتور سامي الجمعان وياسر مدخلي في الدورة الأولى عام 2021م، وعلي الخبراني بجائزة الدورة الثانية عام 2022م، فيما كُرِّمت فرقة الرياض للفنون الأدائية بجائزة الدورة الثالثة عام 2023م، مما أشعل التنافسية ورفع مستوى جودة الأعمال المسرحية السعودية.
لكل فائز بجائزة المسرح مسيرة مميزة ساهمت في ديمومة “أبو الفنون“، حيث قدم الدكتور سامي الجمعان على مدى سنوات طويلة مساهماتٍ متنوعةً كممثلٍ ومؤلف ومخرج، إضافةً للعديد من الدراسات الأكاديمية، فيما عُرف ياسر مدخلي بالنصوص المسرحية العميقة، والتي نال على أثرها العديد من الجوائز في مختلف المسابقات المسرحية المحلية والعربية، وكذلك الأمر بالنسبة للكاتب المسرحي علي الخبراني الذي قدم أعمالاً مسرحية متنوعة، كان جزءٌ منها موجَّهاً للأطفال، إيماناً منه بأهمية تغذية النشء بأعمالٍتساهم في غرس القيم التربوية بشكلٍ ممتع بعيداً عن المباشرة في الطرح.
وكانت آخر نسخة لجائزة المسرح من نصيب فرقة الرياض للفنون الأدائية، التي لمع اسمُها منذ عام 2006م، على يد الفنانين بدر بن جديد ودمشق اليامي، لتسجل حضوراً مميزاً في العديد من المناسبات المحلية والدولية، من خلال تقديمها لمختلف الفنون الأدائية التي تمثل تراث وثقافة مناطق المملكة المختلفة، كالعرضة، والخبيتي، والسامري، والخطوة الجنوبية، والينبعاوي.
ويواصل المسرحيون بكل حماس وشغف رحلتهم في تطوير مهاراتهم وأدواتهم الفنية في كافة المجالات المرتبطة بقطاعهم مستفيدين من المبادرات العديدة التي تقدمها وزارة الثقافة وهيئة المسرح والفنون الأدائية، والتي منها: حاضنة المسرح، والعمل والتعلم، والمسرح المدرسي، ومسابقة التأليف المسرحي، ومسابقة الكوميديا، ومبادرة تطوير المهارات، فيما كانت آخر مبادرة تم الإعلان عنها مؤخراً “برنامج ستار” الهادفة إلى دعم الإنتاج المسرحي المحلي ماليّاً وإداريّاً وفنيّاً.