تعدو في رحاب الثقافة السعودية.. وتستعرض جمالها الخلاب وتكشف عن رشاقتها وقوتها ونضارتها، وإذا بها تسحر العقول وتُخلّد ذكرَها في القلوب، ولكن ما سبق ليس وليد اليوم؛ إذ منذ فجر التاريخ عرفتها الجزيرة العربية وتوطّدت عُرى الصداقة بينها وبين سكانها.
ولهذا الغرض وفدت وزارة الثقافة إلى كأس السعودية في نسخته الخامسة التي تقام خلال الفترة من 23 إلى 24 نوفمبر الجاري، في ميدان الملك عبد العزيز للفروسية بالجنادرية؛ مشارِكةًببرنامج ثقافي غني يُبرز القيمة المعرفية للخيل، في ظل دورها الجلي في الموروث السعودي، والموقعالمرموق الذي تحظى به في مختلف التعابيرالثقافية؛ التي كان منها الشعر وهو النافذة الأوسع للإفصاح عن المشاعر، فمثلاً أنشد الشاعر والفارس عنترة بن شداد قائلاً:
أقِيه بنفسي في الحروب وأتّقي
بِهادِيهِ .. إني للخليلِ وَصُولُ
أما الأمير الشاعر خالد الفيصل فقد نَظَم متغنّياًبها:
من بنات الريح لي صفرا جفول
كنها ظبي الفلا بجفالها
وقد اتصلت الخيل في الحياة اليومية بإنسان الجزيرة العربية، وبُذلت الجهود للاهتمام بها، حيث إن الجزيرة العربية موطنها الأصيل ومرتعها الأول، ويؤرَّخ حضورُها إلى ما قبل 5000 سنة وقت ما بدأ العرب في تربيتها والاعتناء بها، وحتى الساعة ما زال السعوديين يحافظون على سلالاتها العريقة، ويولُونها كامل الرعاية، وفي هذا الصدد قالت عالمة الآثار الفرنسية جاكلين: “كانت الأرض العربية في نظر الأوروبيين مهداً لأقدم جنس بشري، ومهداًلأكمل سلالات الخيول وأجملها على سطح الأرض..”.
وتهافتت عليها أقلام الأدباء والباحثين، كالأديب والمؤرخ حمد الجاسر -رحمه الله- حين ألّف عنها كتاب “ أصول الخيل العربية الحديثة“، إضافةً إلى كتاب الباحث سعد الصويان “حداء الخيل”؛ لتصطف هذه الروائع بجانب مؤلفات التراث الشهيرة مثل “أنساب الخيل” لابن الكلبي” و “كتاب الخيل” للأصمعي.
وينتظر عشاق الخيل والثقافة المناسبة المنتظرة في كأس السعودية، للاستمتاع في فعاليات وزارة الثقافة المشتملة على تفعيلات وأنشطة في ثلاث مساراتٍ رئيسية تنقسم بين فعاليات مستدامة، ورقمية، وثقافية، مما يعزز الهوية الثقافية السعودية، وينشر الإرث الثقافي؛ وذلك تحقيقاً لأهداف الاستراتيجية الوطنية للثقافة، تحت مظلة رؤية السعودية 2030.