محمد الغشام ـ الجزيرة
استضاف صالون المهرة بجدة بالتعاون مع الشريك الأدبي الروائي المبدع طارق إمام في أمسية بعنوان (غير المتوقع في الأدب) جاءت الأمسية من تنظيم وإدارة الكاتبة الصحفية إيمان بـدوي التي وصفته بالروائي الفنتازي الذي يمضي نحو عوالم متوازية وأزمنة بعيدة في ذات اللحظة التي يهبط فيها على الأمكنة ليغير قوانينها وليرسم على حوائطها اللا نهاية! كما أكدت بـدوي أن السريالية التي عاشت بين دفات رواياته هي التي أقلعت به من أرض الكنانة إلى عروس البحر الأحمر بحضارته الفكرية وبمداده الذي تغذى على ماء النيل! فإمام لا تحلق به الطائرات بل الأساطير والحكايات.
وتطرقت بـدوي إلى الخروج عن المألوف في البناء السردي لدى طارق إمام وبراعته في تبديل المواقع والأدوار بين القارئ والكاتب بمعنى قد يشعر قارئه لوهلة أنه هو بطل الرواية التي يقرأها.
ودارت الأمسية حول مقومات الفنتازيا في الأدب العربي، فتحدث طارق إمام عن المجتمعات العربية التي فيها الكثير من المعتقدات والخرافات القديمة التي ترادف الفنتازيا لافتا النظر إلى تأثير الأدب العربي على العالم إذ أشار لماركيز الذي قال لو لم أقرأ (ألف ليلة وليلة) لما كتبت مئة عام من العزلة وكذلك باولو كويلو الذي اعتبر إحدى حكايات (ألف ليلة وليلة) ملهمة له للحد الذي قاده لكتابة رواية السيميائي.
أيضا تحدث عن منهج كتابة الرواية التاريخية مستشهدا بقصته (الحياة الثانية لقسطنطين كفافيس) مشيرا إلى أن تناول التاريخ في الروايات يخضع للمتغيرات لحد كبير، كما أمتع طارق إمام الحضور بسرد إحدى قصصه لهم والتي تدعى (كلانا ضيف الآخر).
وختم الروائي طارق إمام حديثه قائلا: مبادرة الشريك الأدبي تعيد الأدب إلى حاضنته (المقهى) فقد اشتهرت المقاهي منذ الماضي بتواجد الأدباء فيها لتوالد وتلاقح الأفكار، وسعيد جدا بهذه المبادرة وبالدور الكبير الذي تبذله للنهوض بالثقافة كما أشكر صالون المهرة والأستاذة إيمان بـدوي لحرصها على إعداد محاور هذه الأمسية الثقافية باقتدار وتمكن فأنا شبهت لقاءنا هذا برسالة علمية لما يحمل من عمق معرفي وثقافي.